Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوريا الشمالية قد تفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع العالم

ربما لدعوة كيم جونغ - أون إلى بدء "أزمنة متغيرة"، علاقة بالحاجة إلى المساعدة الدولية

إشارات توحي بأن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون يحاول الظهور بمظهر الشخص "الأكثر لطفاً" (رويترز)

يبدو أن كيم جونغ - أون، زعيم كوريا الشمالية، ماض حالياً في قلب سياسته المتشددة رأساً على عقب، وهو يمد يده على نحو متردد إلى جارته الجنوبية ولعدوه اللدود ربما الولايات المتحدة أيضاً.

ففي خطوة بدت مدروسة بعناية بغية صنع السلام، في ما يخص أسلحته وصواريخه النووية، خاطب كيم مؤتمراً لحزب العمال الحاكم عُقد في العاصمة بيونغ يانغ، وهو نادراً ما يلتئم، بقوله إن "المتغيرة" تدعو إلى إقامة "علاقات خارجية شاملة وأوسع نطاقاً".

وهذا الحشو الكلامي المحسوب جيداً قد سلط الضوء على تقرير لتغطية "العلاقات مع كوريا الجنوبية كما هو مطلوب في ظل الوضع السائد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقرأ كيم يوم الجمعة الماضي التقرير أمام جمهور بلغ عدد أعضائه 3000 شخصاً، ممن حضروا المؤتمر الذي يُعقد للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وذلك في اليوم التالي للتعبير عن التقدير والإجلال للقوات المسلحة من دون الإشارة إلى برنامجه النووي.

وأصدر الرئيس كيم التقرير المذكور في اليوم الذي يعتقد على نطاق واسع أنه أبصر فيه النور قبل 37 عاماً، حسبما تفيد معظم الروايات. يُشار إلى أن وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية لم تذكر عمر كيم من قريب أو بعيد، وتجنبت بشكل أكثر صرامة الحديث عن الفترة التي ولد فيها. أما سبب هذا التجاهل المتعمد، فمن المفترض أنه يكمن في تسلمه زمام الحكم في كوريا الشمالية وهو لا يزال صغيراً جداً، خلفاً لوالده كيم جونغ - إيل، الذي توفي في ديسمبر (كانون الأول) 2011. وقد أظهر كيم منذ ذلك الوقت مدى قسوته من خلال قتل المنافسين المحتملين له، بمن فيهم أخوه الأكبر غير الشقيق وزوج عمته الذي يعد بمنزلة عمه. غير أن الزعيم الشاب يشعر الآن كما يبدو بوضوح بالحاجة إلى الظهور بمظهر الشخص الأكثر لطفاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الإشارات التي توحي بانتهاج سياسة أكثر تساهلاً حيال كوريا الجنوبية عبارة عن أنباء حسنة بالنسبة إلى سيول، التي قال وزيرها لشؤون توحيد الكوريتين لي إن - يونغ، أمام المؤتمر نفسه، إنه كان يأمل أن يتمخض هذا الاجتماع عن حوار متجدد بين الشمال والجنوب. وكان كيم قد التقى نظيره الكوري الجنوبي مون جاي - إن أربع مرات، وذلك بعدما شهدت الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، التي استضافتها كوريا الجنوبية، ذوبان الجليد الذي كان مهيمناً على علاقات البلدين. بيد أن الزعيم الكوري الشمالي تجاهل منذ فشل قمته الثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي عقدت في هانوي في فبراير (شباط) عام 2018، كل محاولات مون لاستمالته وإقناعه بإجراء مزيد من الحوار.

وينبغي أن تشمل دعوة كيم لتوسيع نطاق علاقات بلاده الخارجية، الولايات المتحدة، على الرغم من أنه لم يحذ حذو الرئيس الصيني شي جين بينغ، الحليف الوحيد لكوريا الشمالية ومصدر الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه حاجة ماسة، لجهة تقديم التهنئة للرئيس المنتخب جو بايدن بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على ترمب. وفي الحقيقة، مع بقاء 12 يوماً فقط قبل تسلم بايدن مهامه رسمياً، فإن وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية لم تأت على ذكره، علماً أن الرئيس المنتخب كان قد أطلق على كيم صفة "قاطع طريق" وذلك في سياق مناظرة تلفزيونية كبيرة له مع ترمب في ذروة الحملة الانتخابية.    

وليس من الواضح ما إذا كان الرئيس كيم يرغب بالتأكد من السياسة التي سيتبعها بايدن إزاء كوريا الشمالية، أو أنه عازم على البقاء وفياً لترمب، الذي قال مرة إنه وكيم قد "وقعا في الحب" مع بعضهما بعضاً خلال اجتماع القمة الأول الذي عقداه في سنغافورة. لكن على الرغم من ذلك، فقد كان كيم يفكر في الولايات المتحدة لدى الحديث عن "الأزمنة المتغيرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بروس بينيت، الخبير في الشؤون الكورية لدى مؤسسة راند إن "كيم يأمل بأن يبادر بايدن باتخاذ الخطوة الأولى بشأن المفاوضات، ويقدم بعض التنازلات الرئيسة لاستئناف المفاوضات". وأضاف "يكاد يكون من المؤكد أن كيم يرغب بالحصول على علاجات لكوفيد ولقاحات له من الولايات المتحدة".

ورأى بينيت، أنه سيترتب على كيم بالفعل أن يرفض عروض كوريا الجنوبية بتوفير مساعدات طبية له تشتمل على اللقاحات، وذلك فيما يسعى إلى مغازلة الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة. واعتبر الخبير أنه "إذا كان الجنوب يملك (المساعدات اللازمة واللقاحات) وقدمها للشمال، فإن ذلك سيجعل الجنوب يظهر بمظهر المتفوق على الشمال". ثم تابع "لا يستطيع كيم أن يترك شعبه يرى ذلك". 

لكن ربما كيم في الحقيقة، ومن خلال الاهتمام النظري على الأقل بتحسين العلاقات مع خصومه، يتحدث من موقع ضعف في وقت لا تزال بلاده غارقة في مستنقعات الفقر و الجوع والمرض الذي فاقمه فيروس كوفيد-19، وذلك كله بالإضافة إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.

من جانبه، قال إيفانز ريفير، وهو دبلوماسي أميركي كبير سابق خدم في سيول،

"وعد كيم الناس ذات مرة بأنهم لن يضطروا مرة أخرى على الإطلاق إلى شد أحزمتهم". وتابع "كان مخطئاً. ويتوجب عليه الآن أن يدل الناس على طريقة لتخليصهم من الصعوبات التي يواجهونها حالياً".    

إلا أن ريفير تساءل كيف يستطيع كيم أن "يفعل كل ذلك من دون تخفيف وطأة العقوبات والعزلة الدوليتين". وزاد الدبلوماسي السابق، "يجب أن يجد طريقة لإعادة التواصل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أو أن يزيد من اعتماده على الصين. لا يستطيع أي قدر من الاعتماد على النفس أن يخرجه من الورطة التي يعيشها". 

ورأى ريفير أن السؤال الحساس هو ما إذا كان كيم "سيسعى لاجتذاب اهتمام المجتمع الدولي من خلال تقديم عرض بالتفاوض، أو بالانهماك بالتهديد والقيام بأعمال استفزازية، وبالتالي الانخراط بدبلوماسية الابتزاز؟ وقد جربت بيونغ يانغ على امتداد سنوات كلا الطريقتين".

وقد افتتح كيم مؤتمر الحزب الحاكم بالاعتراف بارتكاب "أخطاء" في تنفيذ الخطة الخمسية المنبثقة عن آخر مؤتمر من هذا النوع، التأم في العام 2016. وبعيداً عن التطرق إلى "أخطاء شخصية" جاءت نتيجة لعدم كفاءته، ألقى الرئيس الكوري الشمالي باللوم على جميع من حوله بسبب الفشل في تطبيق الخطة، كما أنهى خدمات 29 من أصل 39 عضواً في الهيئة التننفيذية الدائمة، واستبدل بهم على قمة الحزب وجوهاً جديدة، بينها أخته الصغرى كيم يو - جونغ المسؤولة سلفاً عن قسم التنظيم والإرشاد التابع للحزب والنافذ للغاية.

لكن، في سياق الزهو بالقوة التقليدية، يقال إن كيم يخطط لاختتام مؤتمر الحزب الحاكم باستعراض عسكري ضخم. ورأى ديفيد ماكسويل، وهو كولونيل متقاعد خدم في القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي، وماثيو ها، والاثنان من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن الاستعراض "سيؤشر لواشنطن بأن بيونغ يانغ ستواصل تطوير قدراتها النووية". وقالا إن "من المحتمل أيضاً أن تقوم كوريا الشمالية بتجربة صاروخية أو على سلاح آخر بغرض تحدي إدارة بايدن الجديدة". 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات