شهدت محافظة الجيزة، غرب العاصمة المصرية القاهرة، واقعة غريبة تحمل أبعاداً مأساوية، إذ أقدمت سيدتان على إخفاء جثمان والدهما المتوفى بسبب حبهما وتعلقهما الشديد به.
تفاصيل الواقعة التي شغلت الإعلام المصري اليومين الماضيين، تشير إلى أن أحد الأشخاص في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، ذهب أكثر من مرة للاطمئنان على شقيقه المسنّ، يدعى (م. ش) موظف بالمعاش، ويعاني أمراضاً عدة، لكن نجلتي شقيقه كانتا ترفضان استقباله بحجة أنه نائم. شك في الأمر وأصرّ على رؤية شقيقه، بخاصة أنه اشتم رائحة كريهة، وكانت الصدمة باكتشاف وفاة شقيقه ووجود الجثمان على السرير مغطى بـ"شاش" أبيض وكريمات مرطبة. وتحت وقع الصدمة، توجّه إلى قسم الشرطة وأبلغ عن الواقعة.
تكريم الأب
كررت السيدتان، اللتان تبلغان من العمر 32 و34 سنة، أمام رجال الشرطة ما قالاه لعمهما لتبرير فعلتهما، وهو حزنهما الشديد على وفاة الأب ورفضهما الافتراق عنه، فقررتا الاحتفاظ بالجثمان وعدم دفنه، وأنهما اعتقدتا أن الاحتفاظ بالجثمان تكريم لوالدهما "بدلاً من دفنه تحت التراب"، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن السيدتين مطلّقتان وتقيمان برفقة والدهما، الذي كان يمنعهما من الخروج، كما أن الأب تولّى رعايتهما وحيداً منذ طفولتهما بعد وفاة والدتهما، ما جعل علاقة الأب بابنتيه قوية يسودها الحب، وزاد ارتباطهما بوالدهما بعد طلاقهما، ومرور السيدتين بحالة نفسية بسبب عدم استمرار زواجهما، بحسب التحريات الأولية التي أجرتها نيابة جنوب الجيزة، ونقلتها وسائل إعلام مصرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
طريقة الاحتفاظ بالجثة
اعترفت الشقيقتان بأنهما قررتا تكفين الجثة بـالشاش الطبي، ووضعتا عليها كمية كبيرة من الكريم المرطب لمنع ظهور رائحة كريهة. واستمر الوضع 10 أيام حتى ظهرت معالم تعفّن الجثة ورائحة التحلل، فاكتشف عمهما فعلتهما، الذي أقرّ أمام النيابة أنه لا يشتبه في أي سبب غير طبيعي للوفاة، ولا يتهمهما بإيذاء شقيقه أو قتله، لأنه يعلم مدى الحب والارتباط الشديد الذي كان بينهم.
وقررت النيابة تكليف مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمتابعة حالة السيدتين، كما أمرت الطب الشرعي بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، لتُسلّم لاحقاً إلى العمّ بعد انتفاء أي شبهة جنائية.
مرض نفسي
الطبيب وليد هندي، استشاري الطب النفسي، أكد أنه من الواضح أن الشقيقتين تعانيان اضطراباً عقلياً شديداً، يجعل المصاب يقوم بتصرفات غير طبيعية، وينتج هلوسات وأوهاماً واضطرابات فكرية، إلى جانب وضوح إصابتهما بانفصام في الشخصية و"الحب المرضي" الذي يؤدي إلى إفراز مواد كيماوية في الدماغ تتسبب في الشعور بالقلق، الذي يدفع إلى القيام بأفعال غير منطقية.
