Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا تباينت مهرجانات إعلان المترشحين للرئاسيات في موريتانيا

"الطريق إلى القصر الرمادي مقر الرئيس المقبل مرهونة بأصوات الناخبين"

تنوعت المظاهر الإعلامية لإعلان ترشح المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، المزمع تنظيمها منتصف يونيو (حزيران) المقبل، إلا أن الثابت فيها الرسائل المبطنة لاستمالة الناخبين الذين يتهافت المرشحون على كسب ودهم، إذ إن الطريق إلى القصر الرمادي مقرّ الرئيس المقبل مرهونة بأصواتهم.

والدة المرشح تخطف الأضواء

أثار اصطحاب المرشح للرئاسيات الموريتانية قائد أركان الجيوش ووزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني الكثير من اللغط بين مثمنٍ لخطوة المرشح ومنتقدٍ لها، وحضرت والدة المرشح إلى ملعب العاصمة الذي شهد حفل إعلان الترشح، وجلست في المقصورة الشرفية إلى جانب ابنها، ماسكة بيده تارة وتارة أخرى بدت منشغلة بسبحتها في لحظة تبتل ودعاء لابنها الذي يخوض غمار الانتخابات الأكثر إثارة في تاريخ موريتانيا بحسب مراقبين.

ويرى المدون الموريتاني الداه يعقوب أن "إعلان المرشحين ترشحهم للرئاسيات في موريتانيا تنوع بأساليب إخراجه، فالمرشح الأبرز وهو مرشح النظام بحسب البعض، تميز في إطلالته على الجماهير مصطحباً والدته إلى الملعب الذي شهد المهرجان، فمشهد جلوسه قرب والدته لاقى قبولاً، ولاحقاً استخدم مؤيدوه صوره مع والدته في ملصقاتهم الدعائية ".

إلا أن الكاتب والناشط السياسي الموريتاني الشيخ مزيد اعتبر أن خروج المرشح محمد ولد غزواني "كان ملفتاً في حد ذاته، ويبرر ذلك بقوله "بسبب ما تراكم حول اسمه من هالة تميل إلى الغموض، أخشى أن يكون قد خيب الآمال".

"بيرام" ولجنة السلام

ما يميز السياسي والحقوقي الموريتاني بيرام ولد الداه ولد اعبيد هي لجنة السلام التي ترافقه دائماً، في حله وترحاله، وهي عبارة عن مجموعة من الشباب لديها زي موحد، وتتولى الإشراف على سلامة النائب البرلماني والمرشح لرئاسيات 2019. وبحسب الكاتب الشيخ مزيد، فيعلق على طريقة إخراج حفل المرشح بيرام بقوله "يمكن بطبيعة الحال أن نتطرق للأبهة وشبه الصنمية التي رافقت إعلان بيرام، إذ خرج محاطاً بحراس في مشهد كاد أن يكون درامياً، على الرغم من أنه مرشح قادم بقوة من خلال تاريخه الحقوقي والسياسي الذي جعله يصل إلى قلوب الجماهير الهشة والمسحوقة". واتسم ترشحه بحضور الفلكلور الذي يتحدث عن النضال ضد العبودية وتمجيد الدعوات إلى المساواة.

ولد مولود "اليساري الصابر"

كان حفل إعلان المرشح محمد ولد مولود الذي اعتمده بعض أحزاب المعارضة، فرصة لتأكيد زعامة السياسي اليساري الذي يعارض منذ أكثر من ثلاثة عقود من دون كلل، وظهر الستيني ولد مولود في غاية الانسجام مع مناضلي حزبه الذي يعتبره انصاره آخر حامل هم لقضايا المهمشين.

وشهد حفل ولد مولود فقرات غنائية عدة، وهو أستاذ للتاريخ في جامعة نواكشوط. ونُظِمَ في ساحة ابن عباس التي تحمل رمزية للمعارضة الموريتانية، إذ منها، انطلقت دعوات قيادات المعارضة المطالبة بإسقاط النظام الموريتاني،  ويخشى مراقبون أن تطيح صناديق الاقتراع أحلام وصول ولد مولود إلى القصر الرئاسي.

وبحسب الكاتب والناشط السياسي الشيخ مزيد "يظل ولد مولود، الأكثر هدوءاً وانسجاماً مع المناسبة التي بدت عادية في يوم من يوميات رجل يناضل منذ عقود طويلة مع نكران شديد للذات وقيمة حقيقية للصدق". ويشترك حفل ولد مولود مع المرشحين السابقين في حضور الموسيقى العصرية في حفل إعلان ترشحه، المحسوب على اليسار والذي عارض لأكثر من 30 سنة، وهو من اختاره بعض أحزاب المعارضة كمرشح لها.

بوبكر "المعارض المتوثب"

اختار الوزير الأول الأسبق سيد محمد بوبكر حياً شعبياً يقع في أطراف العاصمة نواكشوط لإعلان ترشحه، واستعانت اللجنة المشرفة على حفله بفرق موسيقية شبابية لإنعاش فقرات المهرجان. ولد بوبكر الذي لم يعهد مقعد المعارض، وجد نفسه ممثلاً لتوجهات حزب معارض كبير دعم ملف ترشحه، وعلى الرغم من خلو ماضيه من خطابات المعارضة الملتهبة دائماً، فقد كانت إعلان ترشحه "قوياً لرجل لم يعتد الوقوف هكذا في الساحات كما يخبر ماضيه السياسي" بحسب الكاتب الشيخ مزيد.

"راب" في حضرة الداعية

من اللافت في حفل ترشح الشيخ يحظيه ولد داهي وهو المعروف بهجومه المتكرر على العلمانيين في موريتانيا، وجود معتبر للموسيقى الصاخبة في حفله، إذ قدمت فرقة للراب وصلات غنائية صاخبة في حضرة الشيخ الذي يدير مركزاً للرقية الشرعية ولم يسبق له الانخراط في العمل السياسي. وما يزيد من غرابة المشهد السريالي أن خطاب المرشح ولد داهي، تضمن إعلانه نيته تطبيق الشريعة الإسلامية في حال فوزه، إلا أن المشهد العام للحفل الراقص اعطى انطباعاً مغايراً عن برنامج الرئيس المحتمل.

ويعلق المدون الداه يعقوب على ترشح يحظيه ولد داهي بقوله "يحظيه معروف بمواقفه المتشددة التي عرفه بها الشارع الموريتاني". واللافت أن الحضور الإعلامي لمرشحي الرئاسة لهذه الانتخابات اتسم بالكثير من التركيز على الفن وطغيان العاطفة ودغدغة مشاعر الناخبين الذين سيقررون من سيحكم موريتانيا طيلة الأعوام الخمسة المقبلة.

المزيد من العالم العربي