Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حريق "كنيسة نوتردام"... إنقاذ "إكليل الشوك" والحزن يلف العالم

زعماء العالم عبروا عن صدمتهم وأرسلوا برقيات مواساة للشعب الفرنسي

العالم في صدمة، وخصوصاً الفرنسيين، جراء الحريق الهائل الذي أصاب كاتدرائية نوتردام التي تعد أحد أشهر المعالم وسط العاصمة الفرنسية باريس، والذي أتى على جزء كبير منها بينما تمكن رجال الإطفاء من إنقاذ "إكليل الشوك" الذي وضعه الرومان على رأس السيد المسيح يوم صلبه، ضمن خزانة الكاتدرائية، التي جرى انقاذها بالكامل، كما أكد المونسينيور باتريك شوفيه رئيس قساوسة كاتدرائية "نوتر دام" إنقاذ سترة سان لويس من الحريق الذي شب داخل الكاتدرائية وأدى إلى احتراقها وانهيار أحد أعمدتها وسقفها.

تحت السيطرة...

وأعلن جهاز الإطفاء في باريس صباح الثلاثاء 16 أبريل (نيسان) إخماد الحريق في الكاتدرائية "بالكامل" بعد حوالي 15 ساعة على اندلاعه، والحريق الضخم الذي لم تعرف أسبابه حتى الساعة أدى إلى انهيار برج الكاتدرائية القوطية التي شيدت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر والبالغ ارتفاعه 93 متراً، وسقفها، وشارك حوالي 400 إطفائي في مكافحة النيران ومحاولة إنقاذ برجيها الأماميين، وهو ما تمكنوا من تحقيقه قبيل منتصف الليل. وأفادت فرق الإطفاء بأنّ الحريق "مرتبط على الأرجح" بورشة الترميم التي تشهدها الكاتدرائية البالغ عمرها 850 عاماً والمدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1991.

التحقيقات مستمرة

وأكد لوران نونيز وزير الدولة الفرنسي للداخلية أن السلطات تواصل تحقيقاتها لمعرفة كيف اندلع الحريق. وافاد مكتب المدعي العام في باريس بانه بدأ تحقيقاً بشأن الحريق، وقالت مصادر عدة في الشرطة إنها تعمل حالياً بناء على افتراض أن الحريق حادث غير متعمد.

تفادينا الأسوأ

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال للصحفيين في الموقع قبيل منتصف الليل "تفادينا الأسوأ، على الرغم من أننا لم نفز بالمعركة بشكل كامل بعد"، ولفت إلى أن فرنسا ستطلق حملة لإعادة بناء الكاتدرائية، بما في ذلك جهود لجمع التبرعات ومناشدة الواهبين من أنحاء العالم للمساهمة، وأضاف ماكرون الذي بدا متأثراً بشدة "سنعيد بناءها معاً. ستكون بلا شك جزءاً من المصير الفرنسي ومشروعنا للسنوات المقبلة".

صدمة عالمية

وعبر زعماء العالم عن صدمتهم وأرسلوا برقيات مواساة للشعب الفرنسي، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحريق بأنه "فظيع" واقترح استخدام طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحريق يخلف "ألماً في قلوب الروس"، وقال إن كاتدرائية "نوتردام هي رمز تاريخي لفرنسا، كنز لا يقدر بثمن للثقافة الأوروبية والعالمية وأحد أهم أمكان العبادة المسيحية. المأساة التي حصلت في باريس خلفت ألما في قلوب الروس" وذلك في برقية تأييد وجهها الى الرئيس الفرنسي "وكل الشعب الفرنسي" كما جاء في بيان أصدره الكرملين.

وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تضامنهما مع الشعب الفرنسي، ووصفت ميركل الكاتدرائية بأنها أحد "رموز فرنسا والثقافة الأوروبية".

وقال الفاتيكان إن الحريق سبب "صدمة وحزناً"، مضيفاً أنه يصلي من أجل رجال الإطفاء.

واكدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو اودري ازولاي وقوف المنظمة "الى جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن".

كما ابدت الكنيسة الكاثوليكية في الاراضي المقدسة "تضامنها" مع فرنسا، ووصف سكرتير قسم العلاقات الخارجية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية لشؤون العلاقات مع الكنائس المسيحية القس ستيفان إيجومنوف، حريق كاتدرائية نوتردام بأنه مأساة بالنسبة للعالم المسيحي بأسره.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على تويتر "العراقيون يقدرون بشكل فريد الألم والشعور بالخسارة التي تصيب شعب فرنسا كما شهدنا أخيراً تدمير العديد من تراثنا الثقافي الوطني".

وأعرب الملك المغربي محمد السادس في برقية أرسلها إلى ماكرون "عن بالغ تأثره بخبر الحريق الذي دمر الكاتدرائية".

قرّبتا جميعاً

وقالت الخارجية المصرية في بيان إنّ القاهرة "تتابع ببالغ الأسى والألم حادث الحريق الذي شبّ في كاتدرائية نوتردام، خصوصاً لما يمثّله هذا الصرح العريق من قيمة حضارية وتاريخية لفرنسا وكجزء من التراث العالمي".

واكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة إنّ "الحزن يلفّ العالم لمشهد الحريق في كاتدرائية نوتردام في باريس، كارثة تراثية وإنسانية تفوق الوصف. كلّ التضامن من لبنان مع الشعب الفرنسي الصديق".

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون "كاتدرائية نوتردام ليست أحد رموز فرنسا فحسب، بل هي تراث مشترك للإنسانية جمعاء".

وعبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن "الحزن" وقال عبر تويتر "الحزن لأن نوتردام ... دمرت جزئياً بعد صمودها في حروب وثورة لـ 800 عامن أفكارنا مع الفرنسيين وجميع الكاثوليك"، وأضاف أن الكاتدرائية الباريسية "صرح أيقوني مكرس لعبادة إلهنا الواحد، قربتنا جميعاً من بعض من خلال رائعة هوغو الأدبية".

بينو يعد بتقديم 100 يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام

وفي خطوة لافتة، تعهّد الملياردير الفرنسي فرانسوا هنري بينو بتقديم 100 مليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام، وقال في بيان إنّ مبلغ الـ 100 مليون يورو سيخصّص لتمويل "جهود إعادة بناء نوتردام بالكامل" وستدفعه شركة أرتيميس الاستثمارية التي تملكها عائلته.

وستطلق مؤسسة التراث، الخاصة التي تعمل على حماية الاثار الفرنسية، "حملة جمع أموال وطنية" لإعادة بناء الكاتدرائية.

المزيد من دوليات