Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفيات بريطانيا تعاني بسبب إصابات كورونا بين طواقمها

تحث عامليها على أخذ نوبات إضافية مع تعمق أزمة كوفيد

بطولة الطواقم الصحية في التصدي لجائحة كوفيد كلفتهم معاناة إصابات متكاثرة في صفوفهم (إن إتش إس.يوكيه)

تواجه المستشفيات البريطانية حالات غياب مرضي تطال عشرات آلاف الأطباء والممرضات بسبب فيروس كورونا، أثناء محاولة هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" التعامل مع تزايد المصابين بكوفيد أكثر من أي وقت مضى.

ففي أنحاء إنجلترا كلها، يعتبر الفيروس السبب الرئيس عن نصف حالات الغياب المرضي لطواقم عمل المستشفيات مع تسجيل 46378 غياباً بسبب كورونا من أصل 95452 غياباً، وكذلك تسجيل ما يتخطى 58 في المئة في لندن وجنوب شرقي البلاد حيث تعاني المستشفيات ضغوطاً كبيرة أثقلت كاهلها بشدة.

وفي هذا السياق، حذر مديرو المستشفيات من أن هذا النقص سيفرض على المرضى الانتظار لوقت أطول كي ينالوا الرعاية الطبية، ما سيضع مزيداً من الضغوط على الطواقم الموجودة في المستشفيات التي تشهد ارتفاعاً حاداً في أعداد المرضى بلغ مستويات مقلقة وغير آمنة.

واستطراداً، دعت "الرابطة الطبية البريطانية" إلى تلقيح الطواقم الطبية والتمريضية كافة قبل نهاية الشهر الحالي، بهدف حماية العاملين في القطاع وتجنب إرهاق "الخدمات الصحية الوطنية".

يأتي ذلك في وقت حذر فيه مديرو المستشفيات في منطقة "مانشستر الكبرى" من أن مستشفيات المنطقة تواجه "خطراً مرتفعاً للغاية" يتعلق بضرورة إلغاء بعض العمليات المرتبطة بحالات السرطان. وقد علق رئيس الرابطة السير ريتشارد ليز على ذلك، "أعتقد أننا نواجه خطراً حقيقياً من تداعي النظام الصحي. ليس بوسعي تصور الضغط الذي يشهده النظام في الوقت الحالي".

وفي مناطق أخرى في البلاد، نقل المرضى في "كامبيرا" إلى مستشفيات في اسكتلندا ونيوكاسل، إثر إعلان "مستشفى كامبرلاند في كارليزلي" عن "عدم قدرتها على تقديم الرعاية الشاملة".

والأربعاء الماضي، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في كافة أنحاء إنجلترا ممن أدخلوا مستشفيات "خدمات الصحية الوطنية" 27727 مريضاً مع تسجيل 62322 إصابة جديدة في البلاد.

وللمرة الأولى منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، بلغ عدد الوفيات اليومية في المملكة المتحدة رقماً قياسياً، مع الإعلان عن تسجيل 1041 وفاة، الأربعاء الماضي وحده.

وفي سياق متصل، أدت الأزمة المتفاقمة إلى طلب مديرين في "الخدمات الصحية الوطنية" من الأطباء والممرضات العمل نوبات إضافية. ففي "المستشفى الملكي بلندن"، تطوع الجراحون للنهوض بمهمات الرعاية الأساسية بهدف مساعدة ممرضي وحدات العناية الفائقة على الاهتمام بالمرضى.

وفي سياق متصل، صرح الرئيس التنفيذي لمقدمي "الخدمات الصحية الوطنية" كريس هوبسون، لـ"اندبندنت" بأنه "في وقت تعاني فيه (الخدمات الصحية الوطنية) ضغوطاً غير مسبوقة بسبب معدلات الإصابة المرتفعة، تضيف حالات الغياب في أوساط الجسم الطبي والتمريضي مزيداً من التحديات. وعلى الرغم من بذل جهود جبارة من قبل الطواقم العاملة في الخطوط الأمامية، فمن شأن هذا أن يترجم بأوقات انتظار أطول قبل أن يحصل المرضى على الرعاية، فضلاً عن إلقاء ضغوط ملحوظة على كاهل تلك الطواقم العاملة".

وأضاف هوبسون أن مديري المستشفيات يأملون أن تؤدي الموافقة على لقاح شركة "أسترازينيكا" الذي طورته "جامعة أكسفورد" إلى منح اللقاح لمزيد من الطواقم الطبية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأردف "سيشكل هذا نقطة أساسية في الحد من الغياب في أوساط الطواقم الطبية، فضلاً عن المخاطر الناتجة عن تعرض العاملين في الخطوط الأمامية للفيروس. بيد أن هذا ليس سوى بديل مؤقت وحسب. عندما نتخطى هذه المرحلة من الضغوط غير المسبوقة، ستحتاج (خدمات الصحية الوطنية) إلى الموافقة على خطة قوة عاملة ممولة بالكامل من شأنها على المدى الطويل أن تؤمن لـ(الخدمات الصحية الوطنية) زيادةً في أعداد الطواقم التي تحتاجها بشدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن "الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا التي وزعت على مديري المستشفيات، الأربعاء الماضي، سجل غياب 33285 ممرضاً وممرضة عن العمل، من بينها 16805 غيابات تعود إلى أسباب مرتبطة بكوفيد- 19. وعلى نحو مماثل، تغيب 4348 طبيباً عن تأدية مهامهم مع بلوغ عدد الذين غابوا منهم بسبب فيروس كورونا 2812 طبيباً. وفيما تسجل لندن وجنوب شرقي البلاد نسبة 58 في المئة من حالات الغياب المرتبطة بالفيروس، لم تنخفض تلك النسبة في أي منطقة في إنجلترا عن 40 في المئة.

وفي غضون ذلك، أشار رئيس مجلس "الرابطة الطبية البريطانية" تشاند ناغبول، إلى أن "المستشفيات أصبحت شبيهة بمناطق حرب، بينما يشكل عمال الرعاية الطبية الجنود المنهكي القوى الذين يقفون في الخطوط الأمامية للمواجهة. كذلك بلغ الأطباء العامون الحد الأقصى مع البدء في برنامج تلقيح شامل غير مسبوق في المجتمع يمتد على مدار أيام الأسبوع".

وأضاف "يواجه كل أولئك العاملين خطراً دائماً لالتقاط العدوى، وعلى الرغم من ذلك تراهم يشكلون الدرع الأهم في "آلية الرعاية" الخاصة بكوفيد- 19. إن تلقيح العاملين في مجال الصحة والرعاية لن يحول دون شعورهم بالإرهاق، ولن يمنع شعورهم بالضغط والقلق بسبب عدم امتلاكهم مزيداً من الوقت أو الأسرة كي يمنحوا المرضى الرعاية التي يحتاجون إليها. في المقابل، سيؤدي حصولهم على اللقاح إلى منحهم الحماية من هذا الفيروس القاتل، ويخفض أيضاً معدلات الغياب المرضي والعزل الإلزامي التي تترك الخدمات الطبية معرضة لخطر كبير".

وفي هذا الإطار، اعتبر متحدث باسم "الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا أنه "تماشياً مع إرشادات الحكومة، يطلب من طواقم العمل في "الخدمات الصحية الوطنية" الخضوع للعزل إثر الاختلاط بأي حالة مثبتة إصابتها بكوفيد- 19، إذ يشكل الحفاظ على سلامة الطاقم وصحته الجسدية والنفسية أولوية قصوى، وذلك من خلال عدد من تقديمات الدعم تشمل حزمة دعم للصحة والرفاهية سبق أن وزع منها أكثر من 600 ألف حزمة. وكذلك تعمل "الخدمات الصحية الوطنية" على تسريع عملية تقديم لقاح كورونا ما سيتيح للطواقم الطبية الاستمرار في رعاية المرضى".

© The Independent

المزيد من تقارير