اعتقلت السلطات في هونغ كونغ، الأربعاء، عشرات الشخصيات المعارضة بموجب قانون الأمن القومي الجديد، في أضخم عملية أمنية من نوعها تستهدف منتقدين لبكين، بحسب ما أفادت مصادر حزبية وأمنية.
وفي حين قالت أحزاب وشخصيات معارضة في تغريدات على "تويتر" ومنشورات على "فيسبوك" إن السلطات اعتقلت 21 شخصاً بتهمة "التخريب"، أكد مسؤول كبير في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن عدد الموقوفين "بلغ نحو 50 شخصاً".
وشملت قائمة المعتقلين برلمانيين سابقين مؤيدين للديمقراطية من أمثال جيمس تو وأندرو وان ولام تشيوك تينغ، إضافة إلى نشطاء أصغر سناً.
ومن بين هؤلاء النشطاء شابتان أكدتا بنفسيهما عبر "فيسبوك" نبأ اعتقالهما وهما الصحافية السابقة غوينيث هو (30 عاماً) والمسؤولة المحلية المنتخبة تيفاني يوين (27 عاماً).
ونشر أقارب لجوشوا وونغ، أحد أشهر رموز الحركة المؤيدة للديمقراطية والمسجون حالياً، على حسابه في "فيسبوك"، أن قوات الأمن دهمت خلال العملية منزله وفتشته.
وطالت الحملة محامياً أميركياً، جون كلانسي، الذي يعمل في مكتب "هو تسي واي وشركاه".
ولم يصدر عن شرطة هونغ كونغ أي تعليق رسمي على هذه التوقيفات سواء لجهة عدد الذين شملتهم أو أسباب توقيفهم.
انتقاد أميركي
وعلى إثر هذه الاعتقالات، شن أنتوني بلينكن الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولي وزارة الخارجية، هجوماً عنيفاً على بكين، معتبراً أنها "اعتداء" على "الحقوق العالمية".
وقال بلينكن، في تغريدة على "تويتر"، إن "الاعتقالات الواسعة النطاق لمتظاهرين مؤيدين للديمقراطية هي اعتداء على أولئك الذين يدافعون بشجاعة عن الحقوق العالمية".
وأضاف أن "إدارة بايدن-هاريس ستقف إلى جانب شعب هونغ كونغ وضد قمع بكين للديمقراطية".
الانتخابات التمهيدية
ووفقاً لشخصيات في المعارضة، فإن الاعتقالات مرتبطة بالانتخابات التمهيدية التي نظمتها في العام الماضي أحزاب مؤيدة للديمقراطية.
ويومها أدلى أكثر من 600 ألف ناخب في هونغ كونغ بأصواتهم في تلك الانتخابات التمهيدية غير الرسمية التي هدفت إلى اختيار المرشحين الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات التشريعية في هونغ كونغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتألف مجلس النواب في هونغ كونغ من 70 نائباً يتم اختيار نصفهم فقط بالانتخاب.
وأرادت الأحزاب المؤيدة للديمقراطية من تنظيم تلك الانتخابات التمهيدية أن تضمن فوز مرشحيها بجميع تلك المقاعد الـ35 وأن تحصل للمرة الأولى على الأغلبية في المجلس التشريعي.
لكن ممثلين للنظام الحاكم في بكين حذروا يومها تلك الأحزاب من أن تنظيم انتخابات تمهيدية بهدف الفوز بالأغلبية يرقى إلى عمل "تخريبي" يعاقب عليه قانون الأمن القومي الجديد الذي فرضته بكين على المستعمرة البريطانية السابقة ذات الحكم شبه الذاتي.
ويعاقب القانون الجديد على أربع جرائم تتصل بأمن الدولة هي "التخريب، والنزعة الانفصالية، والإرهاب، والتواطؤ مع قوى خارجية"، ويجرم مروحة واسعة من الأنشطة والأفعال، بما في ذلك التعبير عن وجهات نظر سياسية انفصالية مثل الدعوة إلى استقلال هونغ كونغ أو منحها قدراً أكبر من الحكم الذاتي.
وهذا القانون الساري منذ 30 يونيو (حزيران) الماضي فرضته بكين رداً على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية التي استمرت أشهراً عدة في هونغ كونغ عام 2019.