Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفض فلسطيني لتصريحات سهى عرفات حول تبرئة إسرائيل من اغتيال زوجها

اتهمتها حركة "فتح" بإعطاء "العدو صك براءة من دمه"

ياسر عرفات وزوجته سهى (غيتي)

أجبرت موجة الرفض الشديدة لتبرئة سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إسرائيل من مسؤولية "اغتياله"، على التراجع نسبياً عن ذلك، لكنها أصرت على عدم امتلاكها "أي دليل يثبت تورط تل أبيب في ذلك"، في حين اتهمتها حركة فتح "بإعطاء صك براءة من دمه للعدو".

وقالت سهى عبر حسابها على "انستغرام"، إن تصريحاتها للتلفزيون الإسرائيلي "أُخرجت عن سياقها الأصلي"، لكنها لا تمتلك دليلاً على تورط تل أبيب في قتل عرفات، مضيفة أن "قضية وفاته لا تزال عند القضاء، وأنها لا تستطيع اتهام أحد بقتله حتى إسرائيل، وأنها لا تريد أن تلصق التهم في معارك سياسية كيدية فلسطينية داخلية من دون دليل قاطع".

وجاء توضيح سهى عقب نشر صحافي إسرائيلي مقتطفات من مقابلة معها، ستبث كاملة في فيلم وثائقي للتلفزيون الإسرائيلي بعنوان "الأعداء"، أشارت خلالها إلى أنها "لا تزال مقتنعة بأن تسميم عرفات تم بمادة البولونيوم 210"، قائلة إن زوجها "تعرض للتسميم بالتأكيد، لكن ليس من قبل إسرائيل، إنما من قبل أحد الفلسطينيين".

وأضافت أن "الجميع يعتقد أن إسرائيل مذنبة، لكنني لم أتهمها. لطالما قلت إنه من السهل جداً أن نقول إسرائيل، لكنني لا أعتقد أن الإسرائيليين قتلوا عرفات لأننا جيرانهم، ولو كانوا مذنبين لكنا سننتقم منهم على ذلك طوال قرون".

وكان عرفات توفي في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 في مستشفى "بيرس" العسكري الفرنسي، إثر نقله إليه قبلها بشهر بعد تدهور وضعه الصحي، حيث فرض الجيش الإسرائيلي عليه حصاراً محكماً في مقر الرئاسة برام الله لأكثر من ثلاث سنوات، قبل أن يسمح له بالسفر إلى الخارج للعلاج.

تشويه التاريخ

في المقابل، رفض رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في "فتح"، منير الجاغوب، تصريحات سهى عرفات بشدة، قائلاً إنها "تحاول تشويه تاريخ الشهيد الرمز أبو عمار عبر إعطاء صك براءة من دمه للعدو، الذي كرس قادته كل ما لديهم من أدوات القتل والإرهاب للتخلص منه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن "حصار إسرائيل لعرفات انتهى بتسميمه بمادة البولونيوم المشع، التي لا يمتلك أحد في المنطقة إمكان تصنيعها سوى تل أبيب".

وحمّل الجاغوب "إسرائيل، وبغض النظر عن اليد التي استخدمتها للوصول إلى أبو عمار، المسؤولية المباشرة عن اغتياله"، مضيفاً أن "سهى لا تملك أدنى المقومات القانونية أو السياسية والأخلاقية لتبرئة العدو من هذه الجريمة". وأشار إلى أنها "تضع نفسها في خندق أعداء شعبنا وقتلة رمزه وقائده أبو عمار". 

وطالبها الجاغوب بـ "الكف عن محاولات تشوية سيرة أبو عمار، وأن تنأى بنفسها عن المشاركة في الحملة التي يشنها أعداء شعبنا لبث اليأس في صفوفه، وتبييض صورة دولة الاحتلال والمتعاونين معها".

صراع شخصي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، أن تصريحات سهى تأتي في "سياق الصراع الشخصي السياسي بينها وبين القيادة الفلسطينية حول قضايا صغيرة"، مضيفاً أنها "تستعمل وسائل إعلام غير مقبولة فلسطينياً لتخرج بتصريحات معاكسة، لاعتقاد الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني بهدف لفت الانتباه إليها".

وأوضح حرب أن تبرئتها لإسرائيل من دم عرفات، "تأتي بعكس اعتقاد معظم الفلسطينيين، ولجنة التحقيق الفلسطينية التي تؤكد أن تل أبيب هي من تقف وراء اغتياله، لكن من دون تقديم نتائج التحقيق النهائية".

وأشار حرب إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية اغتيال عرفات بسبب حصارها له داخل مقره، بظروف تفتقد لأدنى المقومات الصحية.

وكان رئيس لجنة التحقيق بوفاة عرفات، توفيق الطيراوي، أكد أن "بينات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله".

وفي 25 نوفمبر 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله، لفحص سبب الوفاة.

واستبعد الخبراء فرضية الاغتيال، وقالوا إن وجود غاز "الرادون" المشع في البيئة الخارجية قد يفسر ارتفاع نسبة المواد المشعة في العينات، قبل أن يكشف معهد لوزان السويسري للتحاليل الإشعاعية وجود "بولونيوم مشع" في رفاته.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير