Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصري ينحت الفراعنة والآثار على أسنة أقلام الرصاص

احتضن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة أعمال الفنان شديدة التعقيد وعينه على موسوعة "غينيس"

ربما لا يتخيل كثيرون أن القلم الرصاص له استخدام آخر غير الكتابة، وأن السن الضئيل له، الذي لا يتجاوز الملليمترات، يمكن أن يكون منحوتة فنية متناهية الصغر وشديدة التعقيد، وتحمل تفاصيل تحتاج لعدسات مكبرة لتأملها من فرط دقتها.

إبراهيم بلال فنان مصري برع في مجال فريد من نوعه من الفنون لا يمارسه سوى أشخاص معدودين على مستوى العالم كله، وهو النحت على سن القلم الرصاص. علم نفسه بنفسه، واختار أن ينحت الآثار المصرية من تماثيل فرعونية وآثار إسلامية كشكل من أشكال الترويج السياحي لمصر، وإلقاء الضوء على جوانب من التراث والتاريخ من خلال فن متميز ومنحوتات صغيرة متناهية الدقة.

ويشهد متحف الفن الإسلامي بمنطقة باب الخلق حالياً بمناسبة احتفاله بالذكرى 117 على إنشائه المعرض الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط للنحت على أسنة أقلام الرصاص تحت عنوان "كنوز من رصاص"، ويرتكز بالأساس على عرض منحوتات تعود للفن الإسلامي من عصور مختلفة، ومن ضمنها بعض المقتنيات الموجودة بالفعل في المتحف، والتي قام إبراهيم بنحت نماذج متناهية الصغر لها على أسنة الأقلام الرصاص، وتعرض المنحوتات باستخدام عدسات مبكرة حتى يتمكن الجمهور من تأمل تفاصيلها الدقيقة، حيث لا يزيد طولها على ملليمترات.

 

البداية

عن بدايته مع هذا النوع من الفن يقول الفنان إبراهيم بلال في حديثه مع الصحيفة "بدأت النحت على سن القلم الرصاص منذ نحو ثلاث سنوات بعد أن رأيت أعمال فنان تايواني على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت انبهاري الشديد بهذا الفن، فعلمت نفسي بنفسي، ومررت بمراحل كثيرة إلى أن وصلت لهذا المستوى، وهذا النوع من الفن يعد نادر جداً ومن يمارسونه على مستوى العالم كله هم أشخاص قليلون، وقد مثل هذا دافعاً لي للتطوير من نفسي حتى أكون على مستوى فنانين عالميين برعوا في هذا المجال وحققوا فيه نجاحات لافتة".

ويضيف "بعد أن أتقنت النحت على سن القلم الرصاص لم أجد أفضل من الآثار المصرية القديمة لتمثل مشروعي الفني، فالفن لا بد أن يكون له هدف ورسالة، والتعريف بتراثنا وتاريخنا وآثارنا المصرية من خلال أعمال فنية تجذب انتباه الناس، سواء في مصر، أو خارجها، لا بد أن يكون هدفاً لنا جميعاً، كل في مجاله وتخصصه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أبرز القطع

نفذ إبراهيم ضمن مشروعه الفني عديداً من القطع التي تعكس مراحل مختلفة من التاريخ المصري، فنحت تماثيل فرعونية وآثاراً إسلامية، وقطعاً فريدة تعود لعصور مختلفة، بصبر طويل ودقة شديدة تميزت بها المنحوتات. وحول أبرز القطع الفنية وطريقة تنفيذها والوقت الذي تستغرقه لتخرج في شكلها النهائي يقول "قمت بنحت مجموعة متنوعة تعود للعصور الفرعونية مثل حجر رشيد وتابوت توت عنخ آمون وتمثال إخناتون، كما قمت بنحت نماذج تمثل الفن الإسلامي بتفاصيله المميزة، وسأستمر على النهج نفسه في نحت نماذج متناهية الصغر من الآثار التي تعود لكل العصور على أسنة الأقلام الرصاص".

ويضيف "أعمل على الأقلام الرصاص العادية المعروفة، وأستخدم أداة دقيقة تشبه المشرط الطبي في النحت وتختلف كل قطعة في الوقت الذي تستغرقه لتخرج في صورتها الأخيرة بحسب تفاصيلها ومدى دقتها، ولكن في المتوسط تحتاج القطعة الواحدة إلى نحو 20 ساعة حتى تكتمل، فإن أكثر قطعة استغرقت مني وقتاً لإنهائها هي تابوت (توت عنخ آمون) الذي أمضيت ما يقرب الشهر ونصف الشهر في نحته للدقة الكبيرة في تفاصيله حتى خرج بهذه الصورة".

 

حلم موسوعة "غينيس"

كل المنحوتات التي تم تنفيذها على أسنة الأقلام الرصاص لا تزال حتى الآن ملكاً لصاحبها الذي لم يفرط في أي منها على الرغم من تلقيه عروضاً عديدة من مصر وخارجها للشراء، ويطمح أن يحقق رقماً قياسياً في موسوعة "غينيس"، وحاول بالفعل طرق هذا الباب، لكنه لم يوفق في المرة الأولى، فيقول "كان هدفي الأول أن أقوم بعرض أعمالي في معرض فني، وتحقق الأمر من خلال معرضي الحالي الذي يعد الأول من نوعه، وأطمح لدخول موسوعة "غينيس"، وتقدمت بطلبي فعلياً، ولكن رفض لأن "غينيس" لا تعتمد الملليمتر ضمن وحدات قياسها، فلا بد أن تقاس المنحوتة بالسنتيمتر، وهو ما سأحاوله خلال الفترة المقبلة، وأتمنى أن تكلل تجربتي الثانية بالنجاح".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات