Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلدان العالم تتسابق على حجز حصصها من اللقاحات المضادة لكورونا

تجاوزت مشتريات الدول 7 مليارات جرعة من مختلف الشركات المطورة والدول الفقيرة تغيب عن السباق

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 تلقى العالم أخباراً مثيرة تنبئ برحيل غمة هددت حياة الناس في جميع أنحاء العالم، حيث كشفت شركات عالمية عدة عن فاعلية لقاحاتها المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ومنذ ذلك الحين تتسابق دول العالم على شراء جرعات كافية من اللقاحات لتطعيم مواطنيها، حيث تجاوزت التعاقدات حتى الآن الـ7 مليارات جرعة، حجزت الدول الغنية أكثر من نصفها، بحسب بيانات جمعها مركز "دوق للابتكار الصحي العالمي"، بدعم من مؤسسة "بيل أند ميليندا غيتس" الشهر الماضي.

وتمت الموافقة بالفعل على استخدام عدد من اللقاحات، وبدأت أكثر من 30 دولة تطعيم الفئات الأضعف، حيث يسمح باستخدام لقاح شركة "فايزر - بيونتيك" في جميع أنحاء أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، كما سمح أيضاً بلقاح شركة "موديرنا" الذي بلغت فاعليته 95 في المئة، وحصل لقاح شركة "أسترازينيكا" على ترخيص داخل المملكة المتحدة في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أجازت الصين لقاح "سينوفارم" للاستخدام العام، مستهدفةً تطعيم 50 مليون شخص بحلول أوائل فبراير (شباط) المقبل. وبدأت روسيا تطعيم مواطنيها بلقاح "سبوتنيك في"، الذي يقوم بتطويره معهد "غماليا" الروسي للأبحاث، على الرغم من عدم إتاحة معلومات كافية عن اللقاح.

وبلغت الصفقات التي أبرمتها دول العالم 7.25 مليار جرعة، وهو عدد لن يكون كافياً لتغطية أكثر من نصف سكان العالم (تستخدم معظم اللقاحات جرعتين)، إذا تم توزيع اللقاحات بالتساوي، لكن هذا لم يحدث، إذ تشير بعض التقارير إلى أن البلدان ذات الدخل المرتفع استطاعت التعاقد على ما يزيد على 4.1 مليار جرعة مؤكدة من لقاحات مختلفة. وتعاقدت البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى على 1.1 مليار جرعة، بينما حظيت البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى بملياري جرعة، في حين لم تتوفر بيانات في شأن صفقات أبرمتها البلدان منخفضة الدخل، ما يشير إلى أن تلك البلدان ستعتمد بالكامل على تغطية "كوفاكس"، وهي مبادرة عالمية تهدف للعمل مع مصنعي اللقاحات من أجل تمكين البلدان في مختلف أنحاء العالم من الحصول على اللقاحات الآمنة بشكل منصف.

الأكثر مبيعاً

ووفق بيانات حديثة جمعتها شبكة "بلومبيرغ" الأميركية الأسبوع الماضي، يأتي لقاح جامعة أكسفورد باعتباره الأكثر شعبية حتى الآن، حيث تم بيع أكثر من 2.5 مليار جرعة منه إلى دول عدة حول العالم. وباعت الجامعة التي طورت اللقاح بالشراكة مع شركة "أسترازينيكا"، 500 مليون لقاح لكل من الهند والولايات المتحدة، إضافة إلى 400 مليون جرعة إلى دول في الاتحاد الأوروبي. ويعد لقاح "نوفافاكس"، ثاني أكثر اللقاحات مبيعاً، حيث باعت الشركة الأميركية 1.3 مليار جرعة مسبقاً، في حين باعت الشركات المنتجة للقاحات "فايزر - بيونتيك" و"موديرنا" 10 في المئة و6 في المئة بواقع 816 مليون جرعة و411 مليون جرعة على التوالي، من إجمالي الجرعات الجاري تصنيعها.

وفي حين تعتمد كندا والولايات المتحدة وأوروبا على اللقاحات التي تنتجها شركات ومؤسسات أميركية وأوروبية، فإن دول الشرق الأوسط وغيرها من دول العالم تنوع مشترياتها من اللقاحات المختلفة بما في ذلك اللقاحات الصينية واللقاح الروسي.

فعلى سبيل المثال تشير بيانات مركز "دوق للابتكار الصحي العالمي" إلى تعاقد مصر لشراء 30 مليون جرعة من لقاح جامعة أكسفورد و25 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك في " بإجمالي 55 مليون جرعة. هذه البيانات، وإن كانت تختلف جزئياً عما هو معلن رسمياً، لكنها ليست متناقضة، إذ كشفت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، في 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، عن تعاقد الدولة لجلب 100 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا، بواقع 40 مليون جرعة من لقاح "سينوفارم" الصيني و20 مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا" قابلة للزيادة، و40 مليون جرعة من تحالف "غافي" الدولي.

"أكسفورد – أسترازينيكا"

يتميز لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" بسهولة النقل والتخزين، إذ يتطلب حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وهي الحرارة التي توفرها الثلاجات العادية، ما يجعله مفضلاً عن لقاح "موديرنا" الذي يحتاج إلى درجة حرارة 20 تحت الصفر، ولقاح "فايزر - بيونتيك" الذي يحتاج إلى 70 درجة تحت الصفر، وهو ما يحول دون سهولة نقله لمسافات بعيدة، حيث يحتاج إلى توفر الثلج الجاف.

وعند الإعلان الأولي عن فاعلية اللقاح، اختلطت النتائج المرحلية بين 70 و90 في المئة، لكن باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة "صنداي تايمز" (البريطانية) أخيراً، أن "النهج الجديد أوصلنا إلى صيغة ناجحة"، مؤكداً أن "هذا النهج أثبت قدرته على تحقيق فاعلية تتحقق بعد جرعتين، وتصل إلى مستوى اللقاحات الأخرى". وتأتي الهند والاتحاد الأوروبي ومبادرة "كوفاكس" والولايات المتحدة والصين ودول أميركا اللاتينية واليابان والمملكة المتحدة والبرازيل والمكسيك وأستراليا وكندا، على رأس الجهات التي اشترت لقاح "أسترازينيكا" في صفقات تتجاوز الـ2.5 مليار جرعة.

لقاح "فايزر – بيونتيك"

كانت شركة "فايزر" الأميركية الأولى في الإعلان عن فاعلية لقاحها الذي طورته بالتعاون مع شركة "بيونتك" الألمانية، بنسبة 90 في المئة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل أن تعود وتؤكد أن النسبة تتجاوز 94 في المئة، واللقاح يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA vaccines)، كما يتعين شحنه وتخزينه في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر.

وبلغت التعاقدات لشراء لقاح "فايزر - بيونتيك" 816 مليون جرعة، بواقع 300 مليون للاتحاد الأوروبي، و100 مليون للولايات المتحدة و120 مليوناً لليابان، وتأتي بعدها دول عدة مثل المملكة المتحدة، والمكسيك، وكندا، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، بالإضافة إلى بعض دول الشرق الأوسط.

"موديرنا"

وفي منتصف نوفمبر، كشفت شركة "موديرنا" للتكنولوجيا الحيوية في ماساتشوستس بالولايات المتحدة، التي تطور لقاحاً بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة، عن أن لقاحها فعال بنسبة 94.5 في المئة. وتبين النتائج النهائية من تجارب لقاح "موديرنا" أن فاعليته تصل إلى أكثر من 94.1 في المئة، و100 في المئة ضد الحالات الشديدة من "كوفيد-19". ويكون اللقاح مستقراً في درجات حرارة المبرد العادية من 2 إلى 8 درجات مئوية لمدة 30 يوماً، ويمكن تخزينه لمدة تصل إلى ستة أشهر عند 20 درجة مئوية تحت الصفر.

وبلغ عدد الجرعات التي باعتها الشركة 411 مليون جرعة، من بينها 200 مليون للولايات المتحدة، و80 مليوناً للاتحاد الأوروبي، و50 مليوناً لليابان، و40 مليوناً لكندا، و20 مليوناً لكوريا الشمالية، و7 ملايين للمملكة المتحدة، بالإضافة إلى 14 مليوناً لمؤسسات أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"سينوفارم"

في سياق آخر، أعلنت شركة "سينوفارم" الصينية المملوكة للدولة بالتعاون مع معهد ووهان للمنتجات البيولوجية، في 30 ديسمبر الماضي، أن المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح أظهرت فاعليته بنسبة 79 في المئة. وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ذكرت صحيفة "نيويوركر" أن مئات الآلاف من المدنيين الصينيين تم تطعيمهم بالفعل بموجب موافقة الحكومة للاستخدام الطارئ. وبدأت الصين بحقن العاملين الطبيين وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر بلقاح "سينوفارم" التجريبي في يوليو (تموز) 2020، ما يجعله أول لقاح تجريبي متاح للمدنيين بخلاف المتطوعين السريريين.

وأفادت وسائل إعلام صينية في نوفمبر الماضي بأن اللقاح يظهر فاعلية كبيرة. وبحسب رئيس الشركة، فإن 56 ألف شخص تلقوا اللقاح ولم تظهر عليهم أي ردود فعل سلبية، فضلاً عن عدم إصابتهم بالفيروس على الرغم من سفرهم إلى الخارج.

وشاركت أربع دول عربية، هي مصر، والإمارات، والأردن، والبحرين، في المرحلة التجريبية الثالثة من اللقاح، كما أعلن المغرب في وقت سابق البدء في تطعيم مواطنيها بلقاح "سينوفارم".

وبلغت التعاقدات مع شركة "سينوفارم" 223 مليون جرعة من اللقاح، حيث اشترت باكستان 88 مليون جرعة، ودول الشرق الأوسط 75 مليون جرعة، وإندونيسيا 60 مليون جرعة.

"سبوتنيك – في"

في أواخر نوفمبر الماضي، أعلن الصندوق السيادي الروسي ومعهد "غماليا" للأبحاث أن لقاح "سبوتنيك - في" الذي يجري تطويره، فعال بنسبة 92 في المئة، من دون الكشف عن معلومات علمية كافية عن اللقاح.

وفي الخامس من ديسمبر الماضي، حذت روسيا حذو الصين وباشرت تلقيح سكانها الأكثر عرضةً للفيروس بواسطة لقاح "سبوتنيك - في". كما أعطت بيلاروس والأرجنتين الضوء الأخضر لاستخدام اللقاح الروسي على أراضيهما، وبدأتا حملة التلقيح الأسبوع الماضي. وتعتزم الجزائر إطلاق حملتها للتلقيح بواسطة اللقاح الروسي خلال يناير الحالي.

ووفقاً لبيانات "بلومبيرغ"، فإنه تم التعاقد على 698 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك - في"، حيث اشترت الهند 200 مليون جرعة، وروسيا 160 مليون جرعة، والبرازيل 100 مليون جرعة، وتأتي بعدها أوزبكستان، والمكسيك، ومصر، ونيبال، ودول أخرى.

"نوفافاكس"

في المقابل، على الرغم من أن شركة "نوفافاكس" للتكنولوجيا الحيوية، لم تطرح لقاحها في الأسواق حتى الآن، فإنه الأكثر مبيعاً بعد لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا"، حيث تشير البيانات الصادرة عن "بلومبيرغ" إلى أن حجم تعاقدتها بلغ ملياراً و284 مليون جرعة، حيث تعاقدت الهند على مليار جرعة، والولايات المتحدة 110 ملايين جرعة، والمملكة المتحدة 60 مليون جرعة، وكندا 52 مليوناً، وأستراليا 51 مليوناً.

وفي 2 سبتمبر الماضي، وجدت دراسة أجريت على المرحلة الأولى من تجربة الشركة، التي تقع في ولاية ميريلاند الأميركية، ونشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن"، أن اللقاح كان آمناً وأنتج أجساماً مضادة للفيروس بمستوى أعلى مما هو موجود لدى أولئك الذين تعافوا من المرض، كما أنه يحفز الخلايا "التائية."

المزيد من صحة