Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا على أردوغان أن يخشى سياسات بايدن في العام الجديد؟

المواقف السابقة للرئيس الأميركي المنتخب تجاه تركيا ترجح مزيداً من توتر العلاقات بين البلدين

يرجح مراقبون أن تشهد العلاقات التركية الأميركية مزيداً من التوتر في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (أ ب)

مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، يرجح المراقبون أن تشهد العلاقات التركية الأميركية مزيداً من التوتر، لا سيما في ظل انتقاد بايدن المتكرر لسياسات أنقرة ورئيسها رجب طيب أردوغان.

ووفق مواقف وتصريحات سابقة لبايدن، انتقد الأخير أنقرة في أكثر من ملف، بينها ضرورة دعم بلاده المعارضة التركية لإطاحة أردوغان الذي وصفه بـ"المستبد"، وإدانة سياسات الحكومة التركية المثيرة للتوتر في شرق المتوسط، وتأجيج النزاع في القوقاز، فضلاً عن شراء الأخيرة منظومة صواريخ "إس-400" الروسية، كما طالب بمزيد من الضغط على تركيا لتخفيف التوتر مع اليونان، ودعا كذلك إلى استبعاد أنقرة من أي جهود دبلوماسية في قضايا المنطقة، وإلى جانب ذلك فهو يدعم مشروع القانون الأرميني ضد تركيا بارتكابها "إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية" بحق الأرمن.

4 سنوات من الترقب

وفق تقرير لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية، حول مستقبل العلاقات التركية الأميركية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن، فإنه بعد أن شهد عهد سابقه المنتهية ولايته دونالد ترمب تخفيف عديد من بؤر التوتر المحتملة بين البلدين بفضل العلاقة الودية بينه وبين أردوغان، من المرجح أن تنعكس الأوضاع في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، إذ إن هناك احتمالات أن تنفجر بعض التوترات بين البلدين، ما يعني أن السنوات الأربع المقبلة بالنسبة لتركيا وعلاقتها بواشنطن ستكون مختلفة تماماً عن نظيرتها المنقضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل التقرير عن مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون والباحث المقيم في معهد "أميركان إنتربرايز"، قوله إن "الشيء الوحيد الذي جعل العلاقة متماسكة على مدى السنوات العديدة الماضية هو علاقة ترمب الشخصية بأردوغان. ومع خروج الأول من البيت الأبيض، يجب أن يشعر أردوغان بقلق شديد للغاية، لأن نقاط الصراع بين أنقرة وواشنطن كبيرة وواسعة، وهي نقاط تكشف عن مواقف متناقضة تجاه الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم".

ووفق تقرير الشبكة الأميركية، فمن بين تلك القضايا حقوق الإنسان في تركيا، التي انتقدها الديمقراطيون على وجه الخصوص، وشراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي "إس-400" الذي أغضب حلفاءها في الناتو، وأدى إلى عقوبات أميركية، وكذلك عملها العسكري ضد حلفاء أميركا الأكراد في شمال سوريا، ودعمها الجماعات المتطرفة التي تدافع أنقرة عنها بأنها ليست إرهابية وهي ضرورية لحماية مصالحها في المنطقة، مضيفاً "وبجانب الملفات السابقة، تأتي تحركات أردوغان العدوانية ضد اليونان وقبرص بسبب موارد الغاز في شرق البحر المتوسط، والدور التركي في مساعدة إيران على تجنب العقوبات الأميركية، فضلاً عن تفجر الخلافات حول قاعدة (إنغرليك) الجوية المشتركة".

وذكرت أغاثي ديماريس، مديرة التنبؤات العالمية في وحدة المعلومات الاقتصادية، أن الولايات المتحدة وأوروبا أصبحتا "محبطتين بشكل متزايد" من تدخلات أردوغان الخارجية الجريئة والسلوك "غير المنتظم" تجاه الحلفاء والخصوم على حد سواء، معتبرة أن "هذا طريق خطير". وبحسب التقرير الأميركي، فمن المرجح أن تتخذ إدارة بايدن القادمة موقفاً أكثر صرامة تجاه تركيا مما فعله الرئيس الجمهوري المنتهيه ولايته.

مواقف سابقة ترجح التوتر

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، أثارت مواقف وتصريحات الرئيس المنتخب جو بايدن، تجاه تركيا وسياسة رئيسها أردوغان مزيداً من القلق والترقب في شأن علاقات البلدين في ظل إداراته.

ومن بين تلك التصريحات ما أعلنه بايدن في وقت سابق، حين وصف أردوغان بأنه "مستبد"، وانتقد أفعاله تجاه الأكراد، وتعهد بأن يدفع الرئيس التركي "الثمن"، كما اقترح أن تدعم الولايات المتحدة قادة المعارضة الأتراك "ليكونوا قادرين على مواجهة أردوغان وهزيمته، ليس عن طريق الانقلاب، ولكن بالعملية الانتخابية".

كذلك تعهد بايدن بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، تلك القضية المثيرة للجدل بشكل كبير بالنسبة لأنقرة، التي تجنب رؤساء الولايات المتحدة الاعتراف بها لمدة قرن، كما أيد المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء العقوبات، رداً على كل من الهجمات العسكرية التركية على الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، وشرائها واختبار نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400". وستكون العقوبات بمثابة ضربة مدمرة لاقتصاد تركيا الذي يعاني بالفعل.

وعلى الرغم من بعض الأصوات الأميركية التي تعتبر أن الضغط على حليف مثل أنقرة قد يدفعها إلى التقرب من روسيا، يرجح المراقبون أن ينتهج الرئيس الجديد سياسة صدامية بخصوص السياسات التركية في المنطقة.

المزيد من دوليات