Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون وحكومته ينهيان السنة بخيبة أمل كبيرة كحالهما في بدايتها

عبارة تلخص طريقة تعامل الوزراء مع الأزمة طوال 2020 ومفادها أن عملها ضئيل جدا ومتأخر تماما

هل دخل بوريس جونسون في منعطف شائك بعد اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي؟ (أ ب)

"سأرسل رسالة إلكترونية من السلام الملائكي إلى (وزير الصحة البريطاني) مات هانكوك، لكنني أعرف الإجابة". كانت هذه رسالة أحد الموظفين من فريق عملي إلى مجموعتنا على "واتس آب" في اليوم الذي سبق إغلاق مكتبنا في عيد الميلاد.

في ذلك الصباح، سمع صوتاً يائساً لممرضة في وحدة العناية المركزة تسألنا، وهي مُقبلة على العمل في عطلة عيد الميلاد، عن إمكانية تأجيل يوم عيد الميلاد والزيارات التي جدولتها مسبقاً إلى 27 ديسمبر (كانون أول). لقد حطم السؤال قلوبنا لأننا عرفنا الجواب.

كان من الممكن ويجب أن يكون (الجواب) مختلفاً. لم ينبغ إفساد خطط هذه المرأة حينما وافقت على المناوبة يوم عيد الميلاد، بل توجّب أن تعرف ما وافقت عليه.

لقد بذلت هذه المرأة جهدها وضحّت بوقتها مع عائلتها خلال الأشهر التسعة الماضية من أجل إنقاذ حياة الناس في دائرتي الانتخابية. وقد عملت هذه المرأة في مناوبات طويلة وتكرر تعاملها مع مرضى "كوفيد- 19" واضطرت إلى معاملتهم كصديقة وفرد من عائلتهم، وكطبيب أيضاً.

لقد قدّمت هذه المرأة الدعم إلى أهالي المرضى أثناء إزجائهم الوداع الأخير إلى آبائهم وأمهاتهم وشركائهم في الحياة وفي أسوأ الحالات لأطفالهم. وبالنسبة إلى البعض، لم يوجد سوى هذه المرأة كي تقول لهم وداعاً.

تمثل هذه المرأة الوجه المُقنّع لـ2020، والأمل الوحيد الذي جاء به هذا العام. في المقابل، للأسف، تُلخِص محنتها في عيد الميلاد إلى حد كبير الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الأزمة طوال هذا العام الكئيب، بمعنى عمل قليل جداً ومتأخر جداً.

هنيئاً لحكومةٍ أشرفت على أسوأ أزمة فيروس كورونا ووفيات قياسية في أوروبا. إنها حكومة، بدلاً من امتلاكها إرادة التخطيط بدقة والعمل والاستعداد لأسوأ السيناريوهات المحتملة في كل موجة محتملة من الفيروس، أرادت أن تبث أملاً كاذباً بشكل مستمر من أجل الحصول على قصة بهيجة ترويها.

هنيئاً لوزيرة الداخلية بريتي باتيل التي ظهرت هذا الأسبوع على الجانب الأيسر من شاشة التلفزيون وهي تشير إلى أن "الحكومة جاءت دائماً في طليعة الحكومات التي اتخذت تدابير استباقية لمواجهة فيروس كورونا،" بينما كانت تُعرَض على يمين الشاشة صور مئات ومئات الشاحنات متوقفة في طابور على طول الطريق السريع. ويُظهر الفيديو الذي تبلغ مدته بضع دقائق أميالاً وأميالاً من الفوضى على حدودنا قبل أسبوع من عيد الميلاد، في موقف من الواضح أنه لم يُستعد له مُسبقاً. وإذا جرى ذلك، فمن الواضح أن الشخص الذي استعدّ له هو شخص غبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سأخبركم من أيضاً لا يشعر بأنه مستعد لما يحدث حالياً، إنه كل قطاع الضيافة. وبدلاً من البرامج المؤقتة (في تغطية الأجور) التي سمحت لوزير الخزانة ريشي سوناك أن يؤدي دور نادل، احتاج قطاع الضيافة إلى حكومة مستعدة على نحو أفضل واستباقية أكثر. وبالتأكيد، كان يمكن الاستعداد عن طريق إنشاء نظام اختبار وتتبع ناجع يسمح لهم بالعمل لأكثر من بضعة أيام، قبل إبلاغهم فجأة بأن أبواب محلاتهم ستغلق في منتصف الليل.

لا شيء يشير إلى أنّ الاستعداد الدقيق تحوّل إلى مجرد مهمّة، وفق ما يشي به قرار منح الشركات إشعاراً من ست ساعات كي تغلق أبوابها وتوقف نشاطها التجاري قبل أسبوع من عيد الميلاد.

بالطبع، خلال جائحة عالمية ستكون هناك أمور مستعجلة في اللحظة الأخيرة يتوجب فعلها. وفي المقابل، أثناء الأسابيع القليلة الماضية شعرنا ببساطة أن الحكومة لا تريد مواجهة المحتوم خلال فترة عيد الميلاد.

وفي هذا الصدد، حاول كير ستارمر تحذيرها، وتكلم عديد من العلماء عبر الإذاعات مشيرين إلى أن تخفيف القيود في عيد الميلاد سيؤدي إلى مزيد من الإغلاق. كيف أمكن للحكومة أن تتجاهلهم جميعاً وفق ما فعلت، ثم تخرج وتتفاخر بمدى استعدادها؟ يمكننا أن نتفهم الواقع الصعب، لكن العبث الذي حدث في الأسابيع السابقة جعل الأمر أكثر إيلاماً.

لم تكن الحكومة صادقة مع الجمهور. ولم تستعد للتعامل مع تأثير إغلاق عيد الميلاد على الشركات والوظائف. ولم تُتِح لأشخاص كالممرضة التي تسكن في دائرتي الانتخابية خيار رؤية عائلتها في يوم عيد الميلاد، بعد أن أمضت عاماً تعمل كجندي في الخطوط الأمامية ضمن ما وصفته الحكومة بأنه حرب.

لم تفكر الحكومة في عُمال كالممرضات في وحدات العناية المركزة وضباط الشرطة ورجال الإطفاء. وفي الحقيقة، [لم تفكر] في كل الموظفين المناوبين، عندما غيرت القواعد التنظيمية في الدقائق الأخيرة. لذا، ليس ثمة ما يقنعني خلال الأسابيع والأشهر الماضية، بأن الحكومة عملت بشكل استباقي أو استعدت لتلك الأمور.

من حسن الحظ أننا تعودنا على فشل الحكومة. وعلى غرار ما حدث سابقاً في تعاملها مع دور الرعاية ونتائج الامتحانات ونظام الاختبار والتتبع ومفاوضات البريكست وتغذية الأطفال الجياع.

وإذا وُجِد من شيء قد أعدتنا له الحكومة في 2020، فإنه خيبة الأمل، إذ أنهى الوزراء عامهم في الحكم على غرار ما بدأوه.

عيد ميلاد مجيد و"عيد صناديق" Boxing Day (اليوم الذي يعقب عيد الميلاد) سعيد للجميع، خصوصاً جميع الذين اضطروا إلى العمل في يوم عيد الميلاد. ومن المؤسف أن هذه السنة محبطة. لكن من المؤكد أن الأمور ستتسحن الآن.

© The Independent

المزيد من آراء