Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعثر تسليم البنتاغون لبايدن يهدد مستقبل إدارته

قلق في حلف الناتو من أن تؤثر عراقيل ترمب في التعامل مع القضايا الأمنية الملحة

الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن (غيتي)

أخذ تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنزاهة فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، منحى مختلفاً. فبعد تضاؤل مخاوف تعطيل الإدارة الحالية لعملية انتقال السلطة، على إثر توجيه رئاسي بالتعاون مع الفريق الانتقالي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عاد الملف من جديد، وسط اتهامات بإعاقة تسليم وزارة الدفاع "البنتاغون"، في وقت تشهد فيه واشنطن توترات متصاعدة مع إيران وروسيا، على خلفية تهديدات تطال أمن الولايات المتحدة ومصالحها الخارجية.

حلفاء واشنطن قلقون

وبينما أشار بايدن إلى أن فريقه يواجه صعوبة في الحصول على المعلومات في مسائل الأمن القومي من "البنتاغون"، حذر مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من العراقيل التي تضعها إدارة ترمب لتعطيل انتقال السلطة في وزارة الدفاع إلى الفريق الانتقالي، مشيراً إلى التبعات السلبية لهذا التصرف على استجابة الإدارة المقبلة لتداعيات القرصنة الروسية لأنظمة الكمبيوتر الحكومية الأميركية، إضافة إلى التوترات المتزايدة مع إيران في الشرق الأوسط.

وأكد المسؤول في "الناتو"، في حديثه لموقع "بيزنس إنسايدر"، بالتزامن مع تحليق قاذفات "بي – 52" الأميركية إلى الشرق الأوسط، ضرورة أن تكون إدارة بايدن على دراية واستعداد للتعامل مع القضايا الخطيرة التي تواجه أمن الحلف، معتبراً أن رفض انتقال السلطة في أعتى قوة عسكرية في العالم بطريقة موحدة ومسؤولة أمر لا يمكن تصوره، إلا في عام 2020 وتحت رئاسة ترمب.

وشدد المسؤول في "الناتو"، من دون أن يفصح عن هويته، على أهمية إطلاع فريق بايدن على الوضع الأمني مع إيران، الذي قال إنه من الممكن أن "ينفجر في أي لحظة"، إضافة إلى "الأدلة الواضحة على تعرض شبكات الكمبيوتر الأميركية الأكثر أماناً للاختراق من الاستخبارات الروسية"، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو باستمرار على لسان مسؤوليها.

وقت عصيب

ويأتي تحذير المسؤول في حلف شمال الأطلسي من الخرق التاريخي الذي تعانيه الشبكات الرئيسة لحكومة الولايات المتحدة، في وقت تقف فيه القوات الأميركية وحلفاء "الناتو" على جبهة قتالية واحدة في العراق وأفغانستان وسوريا وشرق أفريقيا، مع تزايد جدية المخاوف مع حلول ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي تهدد طهران بالانتقام لمقتله، إثر الضربة الأميركية التي استهدفته في العراق في 3 يناير (كانون الثاني) 2020.

وعد مراقبون أن نشر الولايات المتحدة حاملة الطائرات "نيميتز"، وتحليق قاذفتين أميركيتين من طراز "بي - 52" في أجواء المنطقة في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يشيران إلى نية واشنطن شن ضربة عسكرية ضد طهران، في حين كشف مسؤول أميركي، لصحيفة "نيويورك تايمز" في نوفمبر الماضي، أن الرئيس ترمب طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيس، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم المضي قدماً في التنفيذ بسبب خطر نشوب صراع أوسع.

واستبعد آخرون اندلاع مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، معتبرين أن التحركات الحالية محاولة أميركية لتحييد أي عمليات انتقامية ضد مصالحها في المنطقة، إذ إنه لو أراد ترمب التصعيد العسكري فعلاً لم يكن ليصدر التحذيرات الكلامية لطهران، وهو الذي هدد عبر "تويتر"، قبل أكثر من أسبوع، بتحميلها المسؤولية إذا قتل أميركي واحد، على خلفية الهجوم الصاروخي الأخير الذي تعرضت له سفارة واشنطن في بغداد.

البنتاغون تحت قبضة ترمب؟

إلى جانب تبعات تأخر تبادل المعلومات وعقد الاجتماعات بين الفريق الانتقالي وممثلي وزارة الدفاع، التي تبلغ ميزانيتها السنوية أكثر من 720 مليار دولار، يخشى مراقبون من أن يكدس ترمب "البنتاغون" بالموالين له، بهدف تعكير صفو الإدارة المقبلة. 

وتصاعدت المخاوف بعد إقالة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، وزير الدفاع مارك إسبر في نوفمبر الماضي، وتعيين مسؤولين أكثر ولاء له في المناصب المهمة بما فيها المتعلقة بالإشراف المدني على العمليات الخاصة والعديد من المجالس الاستشارية الفنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأبدى مسؤول سابق في وزارة الدفاع، وافق على التحدث لـ"بيزنس إنسايدر"، بشرط عدم الكشف عن هويته، قلقه من خطر الفوضى، لا من مسألة ترك ترمب طابوراً خامساً وراءه لمواصلة سياساته، لأن الرئيس الأميركي، على حد وصفه، لا يبدو أنه يملك سياسات دفاعية، وبالتالي فإن ولاء أي من هذه الشخصيات "لا يتعلق بأيديولوجيا معينة، لأنها غير موجودة أساساً". 

لكن المسؤول السابق، عاد ليؤكد أن تهوينه من خطورة التبديلات التي أجراها الرئيس الجمهوري في "البنتاغون" لا يعني أن تعيينات اللحظة الأخيرة، مثل تسمية أنتوني تاتا في منصب رفيع بوزارة الدفاع، لا تشكل خطراً، في إشارة إلى تاريخ الجنرال السابق من التصريحات المثيرة للجدل.

ولم ترد وزارة الدفاع ولا تاتا على طلب الموقع الأميركي التعليق، في حين قال "البنتاغون" في بيان أدلى به جوناثان هوفمان، مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، خلال مؤتمر صحافي في 30 يوليو (تموز) الماضي، إن "الجنرال تاتا يملك تجربة ناجحة في قيادة المنظمات العامة الكبيرة ومنظمات القطاع العام، إضافة إلى خبرة واسعة في مجال الأمن القومي، إذ شغل منصب وكيل السياسات المكلف في وزارة الدفاع".

مهمة صعبة

وكان مسؤول في الفريق الانتقالي لبايدن، قال إن مستشارين للرئيس المنتخب كانوا يحاولون ترتيب انتقال سلس للسلطة مع إدارة ترمب، لكنهم قوبلوا بمقاومة من بعض مسؤولي وزارة الدفاع بعد طلبهم الحصول على معلومات.

وقال يوهانس أبراهام، المدير التنفيذي لفريق بايدن الانتقالي للصحافيين عبر الهاتف في 18 ديسمبر، إن "بعض الشخصيات السياسية التي عينها ترمب في وزارة الدفاع توقفت في الآونة الأخيرة عن التعاون معنا". أضاف، "لقد شعرنا بالقلق عندما علمنا هذا الأسبوع بتوقف مفاجئ في التعاون الذي كان محدوداً في الأصل".

لكن "البنتاغون" رفض هذه الانتقادات، مؤكداً تسليم أكثر من 5 آلاف صفحة من الوثائق السرية، وإجراء 164 مقابلة مع أكثر من 400 مسؤول خلال الشهر الماضي. وقالت وزارة الدفاع، إن التأخير في بعض الإجراءات مرتبط بعطلة رأس السنة. 

وبعد فوز بايدن على ترمب في الانتخابات، لم يبدأ الفريق الانتقالي للرئيس الديمقراطي الالتقاء بمسؤولين من إدارة الرئيس الجمهوري سوى في أواخر نوفمبر لتنسيق تسليم السلطة، في حين لم يعترف ترمب بالهزيمة، مواصلاً التعويل على قلب النتيجة أمام الكونغرس في يناير 2021.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير