Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملاكمات غزة يضربن التقاليد بقبضاتهن

تعاني الإناث في القطاع من نظرة المجتمع الذي يرفض ممارستهن الرياضة مع مدربين ذكور

حول الحلبة الصغيرة في قاعة اللجنة الأولمبية الفلسطينية بمدينة غزّة تصطف فتيات لتشجيع زميلتيهن المتبارزتَين هيا وفرح، أثناء تجهزهما لبدء مباراة في الملاكمة، وما إن تهوي يد الحكم وهو يقول بصوتٍ عالٍ "بوكس" في إشارةٍ لبدء الجولة الأولى، يبدأ تبادل اللكمات التي يجب على الطرف المتلقي تفاديها وتسديد ضربة مضادة.

انتهت الجولة الأولى بعد مرور ثلاث دقائق، وتفقدت هيا مباشرةً وثاق الرأس الإسفنجي وقفازاتها الحمراء، وشرعت بممارسة بعض حركات الإحماء وهي تنظر إلى منافستها فرح التي كانت تستعد للجولة الثانية أيضاً.
 


بطولة على مستوى القطاع

بدا الجو متوتراً جداً في قاعة اللجنة الأولمبية الفلسطينية، فكلتا اللاعبتين تنافسان على الميدالية الذهبية، التي ستحصل إحداهن عليها بعد المباراة، بالتالي تتوَّج بطلة قطاع غزّة في رياضة الملاكمة.

وللمرة الأولى على مستوى القطاع، تُخصَص بطولة للملاكمة خاصة بالفتيات، بعد أن تلقين دورة تدريبية تعلمن خلالها أصول "الفن النبيل". والتحقت بهذه الدورة حوالى 40 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 12 و18 سنة.

حول البدايات، تقول هيا "لم يكن من السهل إقناع أهلي بممارسة هذه الرياضة، كونها خطيرة، وبالعادة يمارسها الشباب في مجتمعنا، لكن على الرغم من ذلك، عملت جاهدةً على كسر حاجز العادات والتقاليد، وشرعت في تلقي تدريبات الملاكمة".


انتقادات المجتمع المحافظ

وأكدت هيا أنها تعرضت لانتقادات كبيرة من المجتمع، وأن الجميع تقريباً استهجن ممارستها لهذه الرياضة، بخاصة أن المدربين ذكور، وأن الملاكمة لا تلقى قبولاً في أوساط الإناث. وأضافت "نصحوني أن أمارس تمارين رياضية من دون تخصيص ألعاب معينة، أو أن أتجه إلى كرة القدم، لكني رفضت جميع العروض، أردت أن أتعلم الملاكمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومعروف أن المجتمع في غزة محافظ، وفكرة تدريب فتيات على يد مدربين شباب لا تلقى قبولاً شعبياً، وأشارت هيا إلى أن حصولها على الميدالية الذهبية يُعد "أكبر ضربة لفكرة العادات والتقاليد البالية". وتابعت "نحن نصدّر إلى العالم صورة أننا شعب يعيش الحروب والدمار، ونتجاهل فكرة حب الحياة واللعب، لذلك دائماً أنشر على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي صوراً أثناء التدريبات، ليعرف العالم وجه غزّة التي تحب الحياة والانفتاح على الدول".

رؤية حقوقية لهن

وبالعودة إلى المباراة، تمكنت هيا في الجولة الثانية من تسديد سلسلة ضربات إلى منافِستها، لتُعلَن فائزةً بالميدالية الذهبية وبطلة القطاع في الملاكمة. وقالت بعد ذلك إن "الرياضة ليست سهلة، تحتاج إلى قوة تركيز، وقدرة على التحمل، إلى جانب اللياقة البدنية، أنا أتعلم ذلك لأكسب مهارات الدفاع عن النفس".

لكن رئيس "نادي السلام الرياضي" ظريف الغرة يرى أن "مشاركة الفتيات في هذه الرياضات تأتي وفق رؤية حقوقية خاصة بهن، يجب تعزيزها عند المجتمع والأهالي والفتيات، والعمل على تشجيع مشاركتهن".

وتبدي الشابات في غزّة عادةً اهتماماً ملحوظاً ببعض الفنون كالدبكة الشعبية، والموسيقى، لكن تشهد معظم الألعاب الرياضية التي تمارس فيها الفتيات نشاطاتها بمشاركة رجال أو أمام الجمهور، قصوراً في مشاركة المرأة بسبب بعض العادات والتقاليد.

وفي هذا الصدد، قالت عضو اتحاد الملاكمة إيمان أبو كويك إنه تم النجاح في تشكيل اتحاد لرياضة الملاكمة، على أن يجمع كل اللاعبين الشبان والفتيات، بخاصة بعد نجاح الإناث في إثبات أنفسهن في رياضة تتطلب جهداً وقوة بدنية.

وأكدت أبو كويك أن "الرياضة النسائية في القطاع تعاني ضعفاً ومعظم النجاحات التي تحققت كانت بجهود فردية، وعادةً هناك قصور من الجهات الرسمية في رعاية نشاطات رياضية تخص الإناث".

المزيد من منوعات