Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعطاء الجرعة الأولى من لقاح "أكسفورد" لأكبر عدد من البريطانيين

استجابة حكومية لمطالب بتوزيعه على جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أشهر بدلاً من أربعة أسابيع

لا يكون اللقاح مؤثراً في وقف جائحة إلا إذا أُعطيَ إلى أعداد كبيرة من البشر (أ ب )

قررت السلطات الصحية في بريطانيا توزيع لقاح "أكسفورد" على جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أشهر بدلاً من أربعة أسابيع، الأمر الذي سيسمح بتلقيح مزيدٍ من الناس في المملكة المتحدة، خلال فترة زمنية أقصر. وستُطبق هذه السياسة أيضاً على اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" و"بيونتك" الذي وافقت على استخدامه في الأقاليم الأربعة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر.

وكذلك أكدت "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين"  Joint Committee on Vaccination and Immunisation JCVI أنه بموجب النهج الجديد، سيستمر إعطاء الأولوية في التطعيم إلى الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالعدوى، لأن الحكومة تريد توفير الحماية لجميع الفئات السكانية الأكثر ضعفاً، مع حلول نهاية شهر أبريل (نيسان).

وأمام تزايد الإصابات بالفيروس وارتفاع عدد الحالات الاستشفائية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وكذلك مع ظهور سلالة جديدة للفيروس شديدة العدوى وقابلة للانتشار بسرعة أكبر، استجاب مسؤولو الصحة الحكوميون إلى الدعوات المطالبة بتوزيع الإمدادات الأولية من اللقاحات على أكبر عدد ممكن من الناس، بدلاً من تأخير الجرعات الثانية.

وأعلنوا أنه "اعتباراً من هذا الأسبوع، ستمنح مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" NHS في جميع أنحاء المملكة المتحدة، الأولوية إلى إعطاء الجرعة الأولى من اللقاح للأفراد الذين ينتمون إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر". وكذلك أكدوا أنه "مع اعتماد لقاحين الآن، سنتمكن من تطعيم عدد أكبر من الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى، وحمايتهم من المرض، والحد من الوفيات وحالات الاستشفاء".

وفي ذلك الصدد، ذكر كبار المسؤولين الطبيين في الأقاليم البريطانية الأربعة في بيان مشترك، أنهم اتفقوا مع "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" JCVI، على ضرورة منح الأولوية للجرعات الأولى.

وتذكيراً، أثناء مرحلة اختبار لقاح "أكسفورد"، جرى إعطاء المشاركين فيها جرعة ثانية بعد أربعة أسابيع من تلقيهم الأولى. في المقابل، أكدت شركة "أسترازينيكا" أن بعض المجموعات الفرعية من المتطوعين لتجربة اللقاح، قد حقن أفرادها بجرعة ثانية بعد فترة انتظار دامت ثلاثة أشهر.

في المقابل، أوضحت شركة "فايزر" أن تقييماتها بشأن سلامة الجرعات الخاصة بها وكفاءتها، استندت إلى جدول من جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً. وناشدت المعنيين أيضاً أن يعملوا على مراقبة كل نُظُم الجرعات "البديلة".

في ملمح آخر، رأى باسكال سوريو الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" في مقابلة أجرتها معه صحيفة "صنداي تايمز" (البريطانية) مؤخرا، أن النهج الجديد أوصلنا إلى "صيغة ناجحة"، مؤكداً أن هذا النهج أثبت قدرته على تحقيق فاعلية تتحقق بعد جرعتين، وتصل إلى مستوى اللقاحات الأخرى".

وكذلك لفت سوريو إلى إن شركته قدمت إلى "الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" في المملكة المتحدة، بيانات إضافية متعلقة بنظام الجرعات، جُمِعَتْ من التجارب الموسعة للقاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت سابق، اعتبر رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير أن خطة التطعيم في المملكة المتحدة تحتاج إلى "تعديل وتعجيل جذري في تطبيقها"، بهدف مواجهة السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.

واستطراداً، حض بلير في رسالة بعث بها إلى صحيفة "اندبندنت"، صناع القرار في البلاد، على استخدام الدفعة الأولى كلها من لقاح "أوكسفورد - أسترازينيكا"، في تلقيح أكبر عدد من الأشخاص، في الوقت الذي يجري فيه إنتاج الدفعة الثانية من اللقاحات.

وكذلك أيد هذه الفكرة البروفيسور ديفيد سالزبوري الذي سبق له الأشراف على برنامج التحصين في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية حتى عام 2003.

وقد ذكر البروفيسور سالزبوري أنه "نظراً إلى الظروف الراهنة، فإنني أرغب في أن أحض بشدة على إعطاء أكبر عدد ممكن من الجرعات الأولى إلى الفئات الضعيفة المعرضة لخطر التقاط العدوى. وبعد الانتهاء كلياً من ذلك، يمكن الانتقال إلى إعطاء الجرعات الثانية".

في غضون ذلك، أكد وزير الصحة مات هانكوك أن المملكة المتحدة لديها إمدادات كافية من اللقاحات المطلوبة لتطعيم "جميع السكان". وأشار في مقابلة أجراها معه برنامج "بي بي سي بريكفاست" BBC Breakfast، إلى أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة، سيحصلون على جرعة من اللقاح، على الرغم من أن إمكانية وفاتهم بالمرض الذي يُحدثه كورونا، "أقل كثيراً" من الفئات العمرية الأعلى.

وأوضح أن "الأفراد ما دون سن الخمسين، سيحصلون أولاً على اللقاح إذا كانوا معرضين سريرياً لخطر فيروس كورونا، وكذلك إذا تلقوا رسائل من السلطات الصحية طيلة فترة الوباء تتعلق بوجوب اعتماد سبل الوقاية واتخاذ الترتيبات المحددة للفئات المصنفة سريرياً بأنها عرضةٌ لالتقاط العدوى".

وأضاف وزير الصحة أنه "فور الانتهاء من تطعيم الجميع، لا سيما الأفراد الذين هم ما فوق سن الخمسين ويمثلون جزءاً كبيراً من السكان، سنواصل حينها تطعيم من هم دون الخمسين من العمر، على الرغم من أن إمكانية الوفاة بسبب العدوى تنخفض كثيراً في الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة".

وختم هانكوك، "يمكنني الآن أن أقول بثقة كاملة إننا نستطيع تطعيم الجميع، باستثناء الأطفال بالطبع، لأن هذا اللقاح لم تجرِ تجربته عليهم، وفي أي حال فإن الأطفال يشكلون الفئة الأقل عرضة للإصابة بالمرض".

© The Independent

المزيد من متابعات