Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2020 عام أميركي استثنائي بأكثر من "أفعل التفضيل"

شهدت الولايات المتحدة سلسلة حوادث "لأول مرة" خلال عام ترمب الأخير في السلطة

لم يكن عام 2020 سنة عادية على مستوى العالم، بخاصة مع مواجهة البشرية لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19) وما أدى إليه من إغلاق في غالبية الدول للحدّ من انتشاره. لكنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كان عام ريادة في أكثر من ناحية تضاف إلى الريادة الأميركية كقوة عظمى وحيدة وكأكبر اقتصاد في العالم حتى الآن.

وبحسب تقرير نشرته "إيه. بي. سي. نيوز" فقد كسرت الولايات المتحدة أرقاماً قياسية في تاريخها، وشهدت أكثر من "أفعل تفضيل" من قبيل: أول، أكبر، أعلى، أكثر... إلخ. ترتبط غالبية الأحداث القياسية تلك بالرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب، الذي كانت فترة رئاسته على مدى أربع سنوات استثنائية أيضاً من زوايا عدة، ليأتي عامه الأخير في البيت الأبيض مليئاً بأحداث "لأول مرة" في تاريخ البلاد.

لـ"أول مرة" يترشح رئيس أميركي جرت محاكمته في الكونغرس بغرض عزله ويتقدّم إلى الانتخابات الرئاسة ساعياً للفوز بفترة رئاسية ثانية. ولـ"أول مرة" تتعرّض نتيجة انتخابات رئاسية أميركية للتشكيك والدعاوى القضائية بهذا الشكل. ولـ"أول مرة"، تُنتخب امرأة لمنصب نائب الرئيس الأميركي وأيضاً أول امرأة ملوّنة (من أصول آسيوية) تصل إلى منصب رفيع كهذا. ولـ"أول مرة" في التاريخ الحديث تتعطل عملية انتقال السلطة بعد الانتخابات بهذا الشكل. أضف إلى "أول مرة"، أن الولايات المتحدة تعاني من أكبر عدد من الإصابات والوفيات نتيجة انتشار وباء فيروس كورونا. وشهدت الانتخابات الرئاسية مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلى نسبة إقبال على التصويت من الناخبين الأميركيين. كما أسفرت انتخابات الكونغرس المصاحبة للانتخابات الرئاسية عن فوز عدد أكبر من النساء مقارنة بالكونغرس السابق.

براءة ترمب

بدأ عام 2020 بمحاكمة الرئيس دونالد ترمب في الكونغرس بعدما قرر مجلس النواب توجيه تهمتين إليه بإساءة استخدام السلطة وإعاقة مسار العدالة في نهاية عام 2019. ولأن مجلس النواب بيد الحزب الديمقراطي، صوّتت الغالبية على أساس حزبي لرفع التهم إلى مجلس الشيوخ مرفقة بشهادات ووثائق استمر الديمقراطيون في العمل عليها لأشهر. ولأن الغالبية في مجلس الشيوخ جمهورية صوّتت على أساس حزبي لتبرئة ترمب من التهمتين.

كان الرئيس دونالد ترمب ثالث رئيس أميركي تجري محاكمته في الكونغرس بغرض عزله من منصبه، لكنه أول رئيس تجري محاكمته ويترشح بعدها للرئاسة ثانية. ليس هذا فقط، بل إن ترمب استفاد من محاكمته وتبرئته لحشد أنصاره لتأييده في الانتخابات، مدّعياً أن منافسيه السياسيين يلفّقون له التهم بغرض إبعاده عن السلطة. وساعده في ذلك أن تحقيقاً مطولاً حول تدخل روسيا في الانتخابات التي جاءت بترمب إلى السلطة عام 2016، انتهى إلى نتيجة غير حاسمة لا تدين الرئيس وحملته الانتخابية.

وكان الديمقراطيون يراهنون على تقرير المحقق الخاص روبرت موللر في موضوع التواطؤ مع روسيا لمحاكمة الرئيس لكن تقريره لم يدِن ترمب.

ومع أن الحياة السياسية في الولايات المتحدة شهدت من قبل انقسامات حزبية حادة في الكونغرس بين الحزبين الرئيسين: الجمهوري والديمقراطي، إلا أن فترة رئاسة ترمب تميّزت بحدة الانقسام السياسي بشكل أعمق من أي فترة رئاسية سابقة لرئيس أي من الحزبين.

أول مرشح من نوعه

لم تقتصر الأمور غير المسبوقة والتي تحدث لـ"أول مرة" على ترمب وجناحه السياسي. فمع بداية العام، تنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عدد كبير من المرشحين. ومطلع فبراير (شباط)، عُقد أول مجمع انتخابي للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا، حيث تبدأ المجمعات الانتخابية للحزب في عملية تصفية المتنافسين على الترشح للرئاسة. وللمرة الأولى أيضاً لم تعلن نتيجة انتخابات مجمع أيوا بسبب أخطاء في التصويت.

وفي النهاية ذهبت أيوا لأول متنافس ديمقراطي على الترشيح للرئاسة مثلي الجنس هو بيت بوتيجيج، عمدة ساوث بيند بولاية إنديانا.

بعد ذلك توالى فوز جو بايدن بأصوات الحزب في الولايات المختلفة، لينتهي سباق الترشح به منافساً لدونالد ترمب في انتخابات نوفمبر. وكانت "أول مرة" يصل فيها بايدن إلى تلك المرحلة من سباق حزبه بعد محاولتين سابقتين.

أول حملة من نوعها

مع زيادة عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، لم تكُن حملات الدعاية الانتخابية للمرشحَين ترمب وبايدن عادية. فترمب، الذي حرص على التهوين من خطر الوباء وعارض بشدة فرض أي قيود للحدّ من انتشاره، أقام مهرجاناته الانتخابية من دون أي احتياطات صحية. بينما حرص بايدن على تنظيم التجمعات وجمع التبرعات عبر "الإنترنت".

وللمرة الأولى تشهد الانتخابات الأميركية تصويت الملايين من الناخبين بالبريد وبشكل مبكر قبل يوم الاقتراع بسبب وباء كورونا. وبينما دعا بايدن أنصاره إلى التصويت بالبريد ومبكراً، عارض ترمب التصويت بالبريد وشنّ حملة على "تويتر" قبل الانتخابات بفترة ليعتبر الانتخابات "مغشوشة" حتى قبل أن تُجرى.

وما زال ترمب على موقفه حتى الآن، ودفع محاميه إلى رفع عشرات القضايا أمام المحاكم لإلغاء عشرات ملايين الأصوات البريدية التي كانت بغالبيتها ديمقراطية.

أعلى نسبة تصويت

للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، يصوّت حوالى 160 مليون ناخب في أعلى نسبة إقبال في تاريخ الولايات المتحدة. بالتالي جاءت النتائج، التي تأخرت أياماً بسبب فرز عشرات ملايين الأصوات التي أدلى بها الناخبون عبر البريد، تحمل أرقاماً قياسية أيضاً.

فقد فاز الرئيس المنتخب جو بايدن بحوالى 81 مليون صوت، وهو أعلى رقم يحظى به رئيس أميركي في الانتخابات. كذلك فاز الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب بحوالى 74 مليون صوت ليصبح ثاني أعلى مرشح في انتخابات الرئاسة الأميركية يحصل على هذا العدد من الأصوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ذلك، تعرّضت نتائج الانتخابات لأكبر عدد من الدعاوى القضائية لإبطالها، رفعها كلها محامو ترمب بغرض استبعاد أصوات بريدية رأوا أنها شهدت عمليات غش وتزوير. ومع أن كل تلك القضايا رفضت، حتى محاولة رفع قضية أمام المحكمة العليا لم تصمد، إلا أن الرئيس المنتهية ولايته وعدداً من أنصاره المتشددين ما زالوا يشككون في نتائج الانتخابات ويحاولون قلبها لصالح ترمب وإبطال انتخاب بايدن.

أكبر عرقلة

بحسب معظم المراقبين والمؤرخين السياسيين الأميركيين، فتلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها عملية انتقال السلطة في زمن السلم بعد نتائج الانتخابات الرئاسية أكبر عرقلة من جانب الرئيس المنتهية ولايته للرئيس المنتخب.

واتهم جو بايدن علناً هذا الأسبوع إدارة ترمب بالتصرف "غير المسؤول" في عملية انتقال السلطة بحجب المعلومات الضرورية عن فريقه في الفترة الانتقالية حتى تنصيبه رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني) 2021. وخصّ جو بايدن الإدارات المعنية بالأمن القومي الأميركي، وفي مقدمتها وزارة الدفاع، بعدم التعاون مع فريقه.

يبقى أفعل تفضيل آخر، من بين كثير من أفعال التفضيل والأمور القياسية التي حدثت لـ"أول مرة"، هو المتعلق بعدد النساء في الكونغرس. فقد شهدت نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلسَي النواب والشيوخ في نوفمبر أيضاً، دخول عدد أكبر من النساء إلى الكونغرس مقارنة بالكونغرس السابق.

فمقابل 127 امرأة في الكونغرس السابق، فازت في انتخابات مطلع نوفمبر 141 امرأة ما بين عضو مجلس نواب وعضو مجلس شيوخ. وجاءت الغلبة في أعداد النساء في الكونغرس للديمقراطيين، إذ فازت 105 نساء من الحزب الديمقراطي مقابل 36 امرأة من الحزب الجمهوري.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير