Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجار بريطانيا مرتاحون لاتفاق اللحظة الأخيرة لكن شكوكهم مستمرة

الشركات تعبر عن العرفان لإزالة الرسوم التي كانت لتنجم عن الفشل في التوصل لاتفاق حول بريكست

أظهر إغلاق الحدود الأخير بين بريطانيا وفرنسا بسبب الجائحة مشكلة بريكست ومستقبل سلاسة التجارة بين المنطقتين (أ ف  ب)  

رحبت مجموعات الأعمال بتوقيع اتفاق بريكست التاريخي، لكن لم يتبق أمامها سوى أسبوع واحد كي تقيم أثر الاتفاق الذي وُضع في حوالي 2000 صفحة ويشرح العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ابتداءً من 1 يناير (كانون الثاني).

وفيما لم يتبق سوى أيام قليلة على نهاية الفترة الانتقالية، أعربت المؤسسات التجارية عن ارتياحها لتفادي سيناريو لا اتفاق يحتمل أن يكون كارثياً وعن قلقها مما يخبئه المستقبل خارج الكتلة التجارية.

والأهم هو أن تهديد فرض الرسوم والحصص على الواردات والصادرات البالغة قيمتها حوالي 668 مليار دولار أميركي قد أزيل، ما وفر بعض اليقين وسمح للمؤسسات التجارية بالتخطيط المسبق، لكن الشركات تواجه كماً هائلاً من الإجراءات البيروقراطية الإضافية وعديداً من التفاصيل غير المفهومة جيداً بعد.  

وقالت رئاسة الوزراء إن "الصفقة تشكل أخباراً مذهلة للمؤسسات التجارية في كل أرجاء المملكة المتحدة".

من جهتها، أشارت أكبر مجموعات الأعمال في بريطانيا،  اتحاد الصناعات البريطانية CBI إلى أن الشركات بحاجة للمساعدة الفورية كي تتكيف، فيما حذر اتحاد النقابات العمالية من أن الاتفاق سيفتح المجال أمام تقويض حقوق العمال.

وقال توني دانكر، المدير العام لاتحاد الصناعات البريطانية "علينا الحرص على استمرار انتقال السلع عبر الحدود".

وأضاف أن الصفقة "ستجلب معها ارتياحاً هائلاً لقطاع الأعمال البريطاني في وقت بلغت القدرة على الصمود أدنى مستوياتها".

"لكن بما أنها أتت في هذا الوقت المتأخر، من المهم جداً أن يأخذ الطرفان خطوات فورية حرصاً على استمرار حركة التجارة والخدمات فيما تتكيف الشركات مع الوضع".

وبينت الأزمة الخانقة التي حصلت في دوفر هذا الأسبوع بعد منع دخول الشاحنات إلى فرنسا لمدة 48 ساعة أهمية هذه الحركة.

الخدمات

لم تركز المفاوضات على قطاع الخدمات، الذي يشكل 80 في المئة من الاقتصاد البريطاني، بل ركزت على تجارة السلع وأخيراً على حقوق صيد السمك، وما يُسمى بتكافؤ الفرص الذي يهدف إلى مواءمة المعايير.

وقالت مجموعة الخدمات المالية "يو كاي فاينانس" UK Finance إنه يجب إجراء مزيد من المفاوضات.

وقالت المنظمة "في المستقبل، سيكون من المهم البناء على أسس هذا الاتفاق التجاري عبر تعزيز الترتيبات المتبعة لمستقبل التجارة في الخدمات المالية". 

"يمكن إنجاز ذلك عبر البناء على الحوار القديم حول القضايا التنظيمية، والتعاون في الإشراف بين سلطات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتوصل إلى اتفاقات على تحديد المعادلات المناسبة كافة بأسرع وقت ممكن".

سوف تفقد شركات الخدمات المالية جواز السفر الذي يسمح لها بالعمل في كافة البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بينما تشرف عليها هيئة رقابية واحدة في بلدها الأم. ولن يُعترف بالمؤهلات الفنية تلقائياً في مناطق الكتلة التجارية.

الشهر الماضي، حذرت لجنة في مجلس اللوردات البريطاني من أنه حتى الاتفاق التجاري "على نسق كندا" الذي يجنب المملكة المتحدة الرسوم والحصص يمثل قيوداً كبيرة على قطاع الخدمات المهنية البريطاني، الذي تبلغ قيمته 225 مليار دولار أميركي، وهو أحد أكبر صادرات البلاد ويشمل المحاسبة والاستشارات والخدمات المصرفية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المزارعون- التعطيل في الأفق

كان مزارعو بريطانيا ليواجهوا رسوماً جمركية تعجيزية على صادرات بعض المنتجات مثل لحم البقر والغنم في حال عدم إبرام أي اتفاق. وقالت رئيسة اتحاد المزارعين الوطني مينيت باترز، إن الحفاظ على قدرة دخول السوق مع الإعفاء من الرسوم الجمركية أمر "أساس ومهم للغاية" بالنسبة إلى قطاع الزراعة البريطانية.

"لكنه صحيح كذلك أن علاقتنا بالاتحاد الأوروبي سوف تمر بتغيير جوهري عند نهاية الفترة الانتقالية يوم 1 يناير 2021، وما زلنا نتوقع حصول تعطيل عند الحدود. سوف ترتفع الكلفة ويزيد التعقيد بالنسبة إلى التجار بسبب التفتيش والإجراءات الجمركية والمتطلبات الجديدة المفروضة عليهم".

وأضافت السيدة باترز، أنه من الضروري التخفيف من هذا التعقيد قدر الإمكان كي "لا تبقى المنتجات لوقت طويل في صفوف الانتظار عند الحدود حين يسري مفعول هذه التغييرات". 

حقوق العمال "على المحك"

من جانبها، قالت الأمينة العامة لاتحاد النقابات العمالية فرانسيس أوغرايدي، إن الصفقة "أفضل من لا شيء إنما ليس بكثير". 

"لن تحمي الوظائف وسوف تضع الحقوق التي اكتسبها العمال بعد طول عناء على المحك".

"عند خروجنا من فترة الجائحة سنواجه مرحلة صعبة بالنسبة إلى الوظائف ومستويات المعيشة. ويتحمل رئيس الوزراء مسؤولية هذا الاتفاق، ومن مسؤوليته الحرص على عدم تدهور أوضاع العائلات العاملة".

وأضافت، "على الوزراء أيضاً البناء على هذا الاتفاق فوراً من أجل تذليل العقبات أمام التجارة وزيادة كلفة الإنتاج التي ستواجه عدة قطاعات، ما يهدد الوظائف. ولن نقبل بسباق نحو الهاوية في مسألة الحقوق". 

الطيران والفضاء الجوي، لا يكفي الوقت للاستعداد

يعتمد قطاعا الطيران والفضاء الجوي والدفاع بقوة على سلاسل التوريد التي تعبر القارة ما يعني أنهما يتأثران بشكل خاص بالتوترات التجارية.   

وقال بول إيفريت، الرئيس التنفيذي لنقابة القطاع "أي دي أس" ADS، إن الصفقة التي أبرمها بوريس جونسون قدمت أقل مما طلبته الشركات المعنية بالطيران والفضاء الجوي.

"ندرك أن الاتفاق لا يلبي كل طموحاتنا، وسوف ندرس النص القانوني الكامل بتعمق حرصاً على معالجته الوافية والمناسبة لمجالات لها الأولوية مثل سلامة الطيران وتنظيم الكيماويات والرقابة على الجمارك والحدود وإيرلندا الشمالية". 

"لم يتبق على انتهاء الفترة الانتقالية سوى أيام، وسوف يكون من الصعب على المؤسسات التجارية أن تستعد في الوقت المناسب".

"على الحكومة تعميم إرشادات سريعة وواضحة وشاملة للمؤسسات التجارية، بشأن التحضيرات والعمل فوراً على ترتيب كافة الأمور كما يجب".

الصادرات الغذائية، "ارتياح"

قال شاين برينان، رئيس "المؤسسة الفيدرالية لسلاسل توريد الطعام المبرد" The Cold Chain Federation التي تمثل شركات تنقل الأطعمة المبردة والمثلجة "يجنبنا الاتفاق الانهيار الأكيد لأسواق التصدير الأساسية وتضخم الأسعار المتعلق بالرسوم الجمركية لآلاف أصناف الأطعمة".

والأهم هو أننا نأمل بأن يفتح المجال أمام روح التعاون في اكتشاف طريقة عمل الأنظمة الجديدة والإجراءات الإدارية والحركة المرورية على الحدود.

"إن آلاف الأوروبيين الذين علقوا مؤخرا في جنوب إنجلترا دليل على ثمن عدم التعاون، ولذا علينا أن نأخذ العِبر من الأزمة الحالية فيما نطبق هذه الاتفاق".

"إن فترة التطبيق الحقيقية لهذا الاتفاق تبدأ الآن. على الشركات أن تعيد التفاوض على الاتفاقات التجارية وتعيد التفكير في خطوط الإمداد وتعيد تدريب موظفيها وتغير هيكلية عملها".

© The Independent

المزيد من اقتصاد