Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلاح الجو يسيطر على معركة طرابلس في غياب الحسم على الأرض

هدوء حذر في العاصمة الليبية غداة معارك كر وفر في مناطقها الجنوبية

بعد ساعات على المعارك الطاحنة التي شهدتها منطقة السواني، جنوب غربي العاصمة الليبية مساء السبت، بين قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق، التي يترأسها فائز السراج، أشار مسؤولون عسكريون من طرابلس إلى امكان تحول المعارك إلى خارج العاصمة من الجهة الجنوبية. وفي وقت أكد الناطق العسكري باسم "قوات الوفاق"، محمد قنونو، سيطرة قواته على كامل الطوق الجنوبي للعاصمة وقرب تحولها "من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم"، أكد المتحدث باسم "الجيش الوطني" أحمد المسماري، استمرار سيطرة قواتهم على مناطق جنوب العاصمة في قصر بن غشير والساعدية، وأحياء داخل طرابلس وهي: السواني وعين زاره ووادي الربيع. إلا أن مراسل "اندبندنت عربية" في العاصمة الليبية أفاد بأن مناطق السواني وعين زاره ووادي الربيع لا تزال مسرحاً لمعارك الكر والفر بين القوتين اللتين تسيطران عليها مناصفةً، بينما لا تزال قوات الجيش الوطني تسيطر على منطقة قصر بن غشير بالكامل.

 

 
قصف جوي متبادل
 
عدم قدرة أي من الطرفين على الحسم على الأرض، يبدو أنه دفعهما إلى تغيير خططهما العسكرية بالاعتماد على سلاح الجو الذي سيطر على مواجهات السبت، فقصفت الطائرات المواقع العسكرية وتجمعات المسلحين. وتلقت قوات "حكومة الوفاق" ضربات جوية موجعة في معسكر الرحبة في تاجوراء ومعسكر السعداوي في عين زاره وخلال القتال الضاري في منطقة السواني، فخسرت آليات وعناصر، إلا أن الطيران الحربي التابع لها تمكّن من توجيه ضربات لمعسكر بورشادة التابع لـ "الجيش الوطني" والقريب من مدينة غريان. وسُمعت أصوات طائرات تحلق في سماء العاصمة صباح الأحد، وهذا ما يشير إلى إمكان حدوث جولات أخرى من القصف الجوي لمواقع الطرفين.
 
 
"مقاتلون أجانب"
 
واتهم المسماري خلال مؤتمر صحافي عقده مساء السبت، قوات "حكومة الوفاق" باستخدام "طيارَين أجنبيَين شاركا في غارات لطيران الوفاق السبت". وفي رد على نفي حكومة الوفاق "وجود مقاتلين ينتمون إلى تنظيمات ومجموعات إرهابية" في صفوفها، أكد المسماري امتلاك القيادة العامة لـ "الجيش الوطني" "أدلة تؤكد تسيير رحلات جوية مباشرةً من تركيا إلى مصراتة، لنقل مسلحين من جبهة النصرة قادمين من سوريا"، محذراً من "عمليات انتحارية" و"تزايد عدد المقاتلين الاجانب".
 
تقارير دولية
 
وكانت تقارير دولية كشفت في المدة الأخيرة عن وجود مجموعات مسلحة تقاتل إلى جانب "حكومة الوفاق" ضد "الجيش الوطني"، وترتبط بأفراد ومنظمات مصنّفة على لوائح الإرهاب، ومن عناصرها، أمراء حرب متطرفون معاقبون دولياً، بعضهم قادة ميليشيات مدانون بتجارة البشر وتهريب المهاجرين. كما أعرب بيان رسمي للاتحاد الأوروبي عن القلق إزاء "تورط عناصر إرهابية وإجرامية في القتال بما في ذلك الأفراد المدرجون على قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي".
وبعد أن أعلنت وزارة داخلية "حكومة الوفاق" السبت، القبض على "أبو عبدالله الليبي المنتمي إلى تنظيم داعش" داخل طرابلس قادماً من الجنوب لتنفيذ عمليات ارهابية "بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة". ونددت "حكومة الوفاق" قبل ذلك بساعات بــ "حملات التضليل التي شنتها بعض الجهات مدعيةً بأن قواتنا تضمّ مقاتلين ينتمون إلى تنظيمات ومجموعات إرهابية».
واعتبرت الحكومة التي يترأسها السراج في بيان أن حملة "الجيش الوطني" على طرابلس "تشجع وتفتح الطريق لتنشيط الخلايا الإرهابية، التي تنتظر مثل هذه الفرصة للخروج من جحورها لتستهدف كل الليبيين دون تمييز وفي كل المناطق".
 

تزايد اعداد القتلى
 
وكشفت منظمة الصحة العالمية الأحد، عن مقتل 121 شخصاً، واصابة 561 منذ بدء الاشتباكات في جنوب طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الحالي.
 
جهود معلّقة
 
من جهة أخرى، تستمر الأمم المتحدة في المطالبة بوقف "التصعيد العسكري"، مؤكدةً على لسان غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام أنطونيو غوتيريش في ليبيا، أن "موقفنا لن يتبدل، فإنما الحرب ما علمتم وذقتم. ولا حل، مهما اشتد العناد، إلا سياسياً".
وغرّد سلامة على صفحته الخاصة في "تويتر" معبراً عن أسفه لعدم عقد الملتقى الوطني. وقال "كان اليوم يوم ملتقاكم في غدامس تخطّون فيه معاً معالم سبيل نحو دولة موحّدة، قادرة، منصفة، مدنية، ديموقراطية" لافتاً إلى أن "الرياح راحت في مناحٍ أخرى، لم تكن السفن تشتهيها، ولطخ الدم المسيرة" من دون أن يحدد بشكل جلي موقف البعثة من موعد الملتقى المعلق وامكان استئنافه.
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي