Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق السيطرة في جنوب اليمن...لاستعادة الدولة أم لتثبيت النفوذ؟    

مراقبون: نهاية الميليشيات في البلاد مرتبط باستعادة الدولة

عناصر من قوات الحزام الأمني جنوب اليمن (عدن الغد)

حالة من الجدل تعتري الشارع الجنوبي اليمني إزاء مشهد التسابق المحموم الرامي لفرض التواجد العسكري الذي تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية، بين قوات "النخبة" من جهة، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، من جهة أخرى، في خطوة عدّها مراقبون سباقًا على النفوذ بالوكالة.

فبعد أن أحكمت "قوات النخبة" قبضتها على مناطق استراتيجية في أقصى الجنوب اليمني، بعد تحريرها من ميليشيا الحوثي في يوليو (تموز) 2015، مثل عدن ومينائها الاستراتيجي عبر قوات حملت اسم "الحزام الأمني"، الموالي للإمارات، وسيطرتها المباشرة على جزيرة سقطرى والمهرة، قوبلت تحركاتها، التي نشطت خلال العاميين الماضيين في المحافظات الشرقية، وسيطرتها على المطارات والموانئ والجزر والمياه اليمنية، بموجة نقد واتُهمت سلطات الحكومة الشرعية بالتهاون والغياب التام وافساح المجال أمام قوات النخبة التي ملأت الفراغ.
وقوات النخبة هي قوات يمنية تنحدر من محافظتي شبوة وحضرموت (الغنيتين بالنفط)، تأسست مطلع العام 2016 على غرار قوات "الحزام الأمني" في عدن ومحيطها،
وقامت القوات الإماراتية خلال الأعوام المنصرمة بتدريبها وتأهيلها بالسلاح والمال، وتتهم من قبل موالين لحكومة هادي بأنها قوات خارجة عن سلطات الدولة الشرعية اليمنية ولا تخضع لها، خصوصًا وهي تردد أنها الممثل الشرعي الوحيد لسكان المحافظات الجنوبية.

وتعد محافظتا حضرموت وشبوة من أهم وأكبر المحافظات اليمنية كونهما محافظات نفطية وساحلية وتحتضن أهم ميناء تجاري لتصدير الغاز المسال في البلاد وعدد من المطارات الدولية.
الحبل والغارب

الزعيم القبلي في محافظة شبوة، صالح مفتاح المصعبي، قال إن "السلطات الرسمية التابعة لحكومة هادي تركت الحبل متاحًا أمام قوات النخبة ولم تقم بأي ردة فعل تجاه تحركاتها حتى بدا الأمر وكأنها تبارك هذا التحرك الذي لم يحمل طابعًا رسميًا مؤيدًا لها".

وأضاف خلال حديثه أن "الحكومة لم تستوعب شباب المحافظة الذين وجدوا ضالتهم في قوات النخبة لحفظ الأمن في مناطقهم التي يتهددها تنظيم القاعدة وتمكنت من بسط سيطرتها خلال فترة وجيزة بدلاً من الفراغ والانخراط في صفوف هذه الجماعات المتطرفة".

تباين ردود الفعل

ومثلما قوبلت تحركات قوات "النخبة" بالارتياح باعتبار الكثير من اليمنيين يعدونها "الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تشكّل في مايو (ايار) 2017، عقب إقالة محافظ عدن، عيدروس الزبيدي من منصبه الذي تولاه في ديسمبر (كانون الأول) 2015، والذي يضع هدف إعادة "دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، التي كانت قائمة قبل استعادة وحدة شمال اليمن وجنوبه في 22 مايو 1990، على رأس أولوياته، برزت، بالمقابل، ردود فعل غاضبة في أوساط الشارع الجنوبي الذين رأوا فيها، كما يقول الناشط الحقوقي في محافظة شبوة، ماجد عمير الحارثي: "تمهيدا لتكوين جيش لا يخضع لسلطات الدولة في ظل تداخل الولاءات المناطقية والقبلية الذي نشأت عليه هذه القوات التي لا تؤسس إلّا لميليشيا لا تقل خطورة عن ميليشيا الحوثي".
ويضيف الحارثي، "سبق وأطلقنا تحذيراتنا بشأن رفض المجتمع في شبوة لكافة التشكيلات العسكرية غير النظامية لإدراكنا التام بخطرها مستقبلاً على الأمن والسلم المجتمعي".

غير أن قيادات في النخبة وموالية لها، تنفي تلك المزاعم وتؤكد وقوفها خلف الشرعية في اليمن.

وعلى ذلك تعلق سارة اليافعي، عضو "الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي" بقولها "يجب التأكيد أن تشكيل النخبة تم بموافقه الرئيس الشرعي وهو من عيّن قادتها لذلك لا يمكن بأي حال اعتبارها غير قانونية أو خارجة عن الإطار الرسمي للتشكيلات العسكرية للدولة".
النخبة تتبع التحالف

تضيف اليافعي، "قوات النخبة تتلقى تعليماتها من قيادة دول التحالف الذي جاء بطلب من هادي لاستعادة الشرعية وعملية تأسيسها وصرف مرتبات أفرادها وميزانيتها معتمدة من التحالف".
وترى أن "ما يسمى بالجيش النظامي الأساسي لم يعد له وجود لأن معظمه انحاز للرئيس السابق علي صالح ومليشيا الحوثي"، وتضيف أن هناك  "قوات جديدة استقرت معظم تشكيلاتها اليوم في مأرب بغرض تحرير صنعاء و لكنها لم تحرز أي تقدم اطلاقًا نحوها منذ أربع سنوات".
مهمة أمنية

وتتابع "مهمة النخبة الرئيسية تتمثل في مكافحة الإرهاب و دحر تنظيمي داعش والقاعدة من المناطق المحررة، وهذا ما حققته بالفعل، إذ تمكنت من تطهير حضرموت الساحل من القاعدة".
لا بوادر للصراع

مطلق جوهر المعروفي، النقيب في اللواء 19 مشاة التابع للجيش اليمني، يقول "نحن المرابطين في جبهات القتال على حدود محافظة البيضاء (وسط اليمن) لا نحاول أن نشغل أنفسنا أو أفرادنا بأي نوع من هذا الجدل حتى استكمال تحرير وطننا".

 وفيما يخص التخوف من بوادر الصراع المستقبلي مع هذه القوات يضيف المعروفي، "نثق أنه لن يحدث أي نوع من الصراع مع أي تشكيلات أخرى مستقبلاً".

ويعلل ذلك بقوله "لأن كل تحرك عسكري، وأن حمل اسمًا جديدًا، انما يجري وفق آلية عسكرية مدروسة من قبل سلطاتنا العليا في الدولة وبتنسيق مع التحالف العربي الداعم للشرعية".
عافية الدولة

أما الباحث السياسي ثابت الأحمدي فقال إن الدولة كائن حي يعتريه الضعف والمرض وفي حال استعادت الدولة عافيتها ستتلاشى وتذوب كل العصبويات والمشاريع الصغيرة.

وفي إشارة لقوات النخبة، يضيف الأحمدي "في حال ضعفت الدولة أو انهارت، فظهور المزيد من الشلليات والعصبويات هو المآل الحتمي لتتكاثر وتتحوصل على نفسها، إما بحثًا عن مصالحها الشللية أو دفاعًا عن نفسها من الآخر".

ويختتم "الأمر كله مرتبط باستعادة الدولة، وفرض هيبتها".

المزيد من العالم العربي