Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وجود شخص ممل مثل جو بايدن في البيت الأبيض أمر مثير على غرابته

بالنسبة لمهووس بالسياسة مثلي شكلت متابعة فوز بايدن بأصوات 81 مليون شخص أمراً مذهلاً لكن بادئ ذي بدء فلننظف المكتب البيضاوي تنظيفاً تاماً

في 20 يناير (كانون الثاني) سيؤدي جو بايدن اليمين الدستورية بصفته الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة (غيتي)

إن الأهمية ليست في الحجم، بل في كيفية توظيفه... هذا أصدق الكلام، وهو أهم الآن من أي وقت مضى. أتحدث طبعاً عن حجم حفل تنصيب الرئيس. لدينا حفل تنصيب في 20 يناير (كانون الثاني) حين يؤدي جوزيف ر بايدن القسم باعتباره الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

عندما تولى دونالد ترمب الرئاسة قبل أربع سنوات، علمنا جميعاً أنه سيكون مختلفاً، كما علمنا جميعاً أنه سيتحدى المعايير المتبعة في المنصب الذي تولاه. صوت البعض له على مضض، على افتراض أنه حين يتسلم هذا المنصب، ويشعر بثقل المسؤولية، سيخفف من حدة أسوأ غرائزه، لكن كل هذه الأوهام تحطمت خلال اللحظات الأولى التي تلت أداء القسم، مع إعلان "المجزرة الأميركية". ومعركته الأولى مع الواقع في موقع الرئاسة كانت تدور حول حجم الحشد في حفل التنصيب. واستمرت المجزرة منذ ذلك الوقت إجمالاً.

اعتقد كثير من الناس أن ترمب هبة لرسامي الكاريكاتير لأنه مهرج، لكنه كان للأسف مثل شخصية بوزو بيني وايز المخيفة (Bozo Pennywise). ستضحكون، لكنه سيقتلكم أنتم وأصدقاءكم وعائلتكم.

مع الزيادة المستمرة لأعداد الإصابات بـ"كوفيد-19" في الولايات المتحدة، وانشغال ترمب بالعفو عن كل شخص يرتطم به داخل المكتب البيضاوي، سنلاحظ التغيير في واشنطن من اللحظات الأولى للرئاسة الجديدة.

يخطط بايدن لتنظيم حفل تنصيب أصغر حجماً، وسيتقبل هذا التقليص باعتباره دليلاً على المسؤولية وتقبل الواقع. هذا تغيير لطيف. سيكون شعار تقبل الواقع بديلاً جيداً لشعار "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً".

سيدخل بايدن إلى البيت الأبيض، وإنما ليس قبل أن يجري تنظيفه بحرص. وأي التشبيهات أفضل لإرث ترمب؟ وصل سوء إدارته للمنصب الذي تولاه، وقصور حمايته للبلاد، إلى درجة تحول منزله الخاص إلى بؤرة عدوى وناشر مُستشر (لفيروس كورونا). سيبدأ التنظيف من البيت الأبيض، لكن مهمة بايدن ستكون الاستمرار في التنظيف خلال المستقبل المنظور.

سيكون على رأس أولوياته الإمساك بزمام وضع "كوفيد-19"، لكنه سينظف ورطات ترمب في الخارج. سيعيد بايدن الولايات المتحدة إلى صف حلفائها التقليديين، بينما قضى ترمب السنوات الأربع الماضية في التسكع مع الفتيان الديكتاتوريين، محاولاً أن يظهر بمظهر "الرائع" دون أن يتحلى بالشجاعة أو القسوة الضرورية للنجاح في دور الطاغية. كان الأمر من الممكن أن يكون مضحكاً لو لم يكن مرعباً إلى هذا الحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرئيس الجديد مخضرم في الشؤون الخارجية، وسيعيد العلاقات بسرعة مع أوروبا والدول الغربية الديمقراطية... يا للفكرة المبتكرة! وفي حين قيل الكثير عن تعلق بايدن بجذوره الإيرلندية، على شعب المملكة المتحدة أن يتذكر أن الجميع في أميركا تقريباً يزعم أنه إيرلندي. حين يناسبه الأمر. وبشكل عام في الفترة المحيطة بتاريخ 17 مارس (المناسبة السنوية التي تحتفل بيوم القديس باتريك). غادر أجداد بايدن إيرلندا منذ 170 عاماً تقريباً، وهو بالتالي لم يترجل لتوه من السفينة، لكن ما قد يعنيه ذلك هو أنه من غير المرجح أن يقبل بتجاهل الضرر الذي ستلحقه بريكست بالسلام في إيرلندا. ومن اللطيف أن تلتفت الحكومة في المملكة المتحدة بعض الشيء لهذا الموضوع من وقت لآخر.

سيكون لدى بايدن فرصة ليصبح رئيساً تغييرياً لأن يغير المشهد السيئ الذي ساد خلال السنوات الأربع الماضية إلى ما يشبه الوضع الطبيعي. بالنسبة لمهووس بالسياسة مثلي، شكلت متابعة فوز بايدن بأصوات 81 مليون شخص أمراً مذهلاً. غريب كم هو مثير رؤية إقبال الناس على العودة إلى الحوكمة الجيدة والقيادة المسؤولة والأساس الأخلاقي القوي.

هناك لائحة طويلة للأمور الأخرى التي سيعمل عليها بايدن كذلك، مثل إخراج أولئك الأطفال من الأقفاص، والسماح للعلماء بممارسة العلم، والقبول بفكرة تغير المناخ. لا شك أنه سيسعى أيضاً إلى إبقاء الأفراد الأقرب إلى يسار الحزب مثل ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، معه، لكن إن أدناهم كثيراً منه، سيبعد المعتدلين إنما لو تجاهلهم، يخاطر بالدفع نحو إنشاء حزب شاي ليبرالي. حزب شاي ليبرالي، فيه شاي أخضر وعضوي مصنوع من حليب الجوز أو اللوز.

لن تكون أي من هذه المهمات سهلة، ولن يهدأ الوضع قريباً. بعد الانتخابات المحتدمة والقريبة في عام 2000، نزع موظفو الرئيس كلينتون قبل مغادرة مناصبهم حرف "دبليو" (W) من أزرار لوحة الحواسيب والآلات الكاتبة (في ذلك الحين) كحركة احتجاجية صغيرة على انتخاب جورج دبليو بوش، لكن ترمب وحلفاءه وأولاده لن يكتفوا ببعض الأزرار على لوحة المفاتيح، بل سيقضون كل نهار متبقٍ لهم في وضع الحلفاء في مناصب رئيسة والعفو عن أشخاص ناصروا الرئيس ومحاولة إضعاف ثقة الشعب في نتائج الانتخابات الحقيقية. وسيلعقون كل مقابض الأبواب على الأرجح (لنشر فيروس كورونا).

لن يكون بايدن مثالياً، وسيرتكب الأخطاء، وأي شخص يريد أن يحاول تزعم أميركا لا بد أنه موهوم، وحتى أناني في بعض الأحيان، لكنني مؤمن حقاً بأن بايدن سيكون رئيساً مهتماً ببناء أميركا أفضل من أجل الإرث الذي سيتركه وراءه، وهذا أفضل بكثير من شخص يحاول تحسين علامته التجارية.

(إريك ماك إلروي يؤدي عروضاً كوميدية، وهو مضيف المدونة الصوتية (بودكاست) American Exchange التي أجرى من خلالها مقابلات مع أنتوني سكاراموتشي وماري ترمب، وغيرهما، كما يعمل مضيفاً مشاركاً للبرنامج الساخر Comics Solving Problems )

© The Independent

المزيد من آراء