Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استئناف السفر إلى فرنسا للأوروبيين الخالين من كورونا

أبرمت الاتفاقية بعد 48 ساعة من التعطل في "دوفر" وبقاء آلاف الشاحنات قيد الانتظار

كان مقرراً استئناف خدمات النقل بالطائرات والعبارات والقطارات إلى فرنسا الأربعاء بعد 48 ساعة من الإغلاق، بسبب مخاوف من (السلالة المتحورة) من كوفيد، أبقت الآلاف من سائقي الشاحنات عالقين، ما أثار مخاوف من حصول نواقص في المواد الغذائية خلال فترة الأعياد.

وبعد يومين من المحادثات، أعلنت الحكومة التوصل إلى اتفاق مع باريس يسمح بالسفر من المملكة المتحدة إلى فرنسا في ظروف محدودة. يشمل الاتفاق الشحن البحري المشروط بتطبيق برنامج للفحوص الشاملة على سائقي مركبات الحمولات الثقيلة.

ووفق الترتيبات، سيُسمَح أيضاً للمسافرين من مواطني الاتحاد الأوروبي والمواطنين البريطانيين الذين يحملون إقامات في الاتحاد الأوروبي، بالانتقال إلى فرنسا إذا أجروا قبل 72 ساعة فحوصاً لـكوفيد-19، وجاءت نتيجتها سلبية.

وكذلك أصدر وزير النقل غرانت شابس دعوة إلى الشاحنات بعدم التوجه إلى "كينت" Kent، حيث تركن نحو 632 شاحنة على الطريق السريع "إم 20"  M20 وألفان و180 شاحنة أخرى في مطار "مانستون" غير المستخدم. وفور رفع الحظر، من المتوقع أن يستغرق التخلص من هذا التأخير وقتاً طويلاً.

وقد علّق السيد شابس على ذلك، "يسعدني أننا حققنا هذا التقدم المهم مع شركائنا الفرنسيين ليل الثلاثاء. إذ يعيد هذا البروتوكول فتح الحدود الفرنسية أمام المسافرين لأسباب ملحة، شرط أن يحملوا نتيجة معتمدة لفحص من فحوص كوفيد.

وأضاف، "سنواصل الطلب من السائقين العاملين في النقل البري بعدم التوجه إلى "كينت" حتى إشعار آخر في وقت نعمل فيه على تخفيف الاختناق في الموانئ".

وفي ذلك الصدد، فُهم أن المملكة المتحدة عرضت توفير قوات عسكرية لإدارة فحوص سريعة تتناسب مع هذا التدفق الجانبي، بمعنى كونه غير تقليدي، بهدف تهدئة المخاوف الفرنسية حول الفيروس المتحور الجديد والشديد العدوى من كوفيد-19، الذي أدى إلى ارتفاع حاد في الإصابات في الجنوب الشرقي لإنجلترا. ويُعتقَد أن الاتفاق تأخر إبرامه بسبب مطالب فرنسية بشأن تطبيق فحوص "تفاعل البوليمراز المتسلسل" ("بي سي آر" PCR) التي تتميز بالدقة، لكنها بطيئة أيضاً ويتطلب صدور نتائجها بين 24 و48 ساعة.

وفي ذلك المنحى، ذكر قادة سائقي الشاحنات إن الموافقة على الفحوص شكلت "ردة فعل تلقائية" وتلوح بمزيد من مخاطر التأخير وتزايد نشر فيروس كورونا.

وكذلك أبلغ مدير السياسات في "جمعية النقل البري"، دنكن بيوكانان، البرلمان أن الفحوص ستخرج ببساطة السائقين من عزلة قمرات القيادة وتجبرهم على الاختلاط بطريقة تجعل العدوى أكثر احتمالاً. وتحذر "جمعية النقل البري" من أن الانتظار في الموانئ حتى لمجرد ساعة من أجل الحصول على النتائج، سيؤدي إلى تعطل كبير.

وقد لاحظ السيد بيوكانان أمام لجنة الأعمال في مجلس العموم، "أعتقد أن الخطوة مضيعة للوقت. وما سيحصل من خلال إيقافنا للسائقين وإرسالهم جميعهم إلى الميدان في وسط "كينت"، يتمثل في أنهم سيبدأون بالاختلاط. وستكون لذلك نتائج عكسية. وأعتقد بأن الموافقة على الخطوة جاءت بمثابة ردة فعل تلقائية. وأظن أننا سننتهي بمشاكل أسوأ مع كوفيد إذا لم نمكن هؤلاء الأشخاص من مواصلة رحلاتهم".

وبحلول نهاية الحظر الفرنسي ليل الثلاثاء الماضي، قدر السيد بيوكانان حصول تأخير يشمل ستة إلى سبعة آلاف شاحنة، وتوقف كثير منها في أمكنة أخرى في البلاد بانتظار جلاء الوضع في كينت. واستطرد مشيراً إلى إن التأخيرات تعني استنفاد مخزونات البضائع المجمعة من أجل الانتقال إلى بريكست عند نهاية 2020، وقد يظل السائقون عالقون في الأماكن الخطأ في 31 ديسمبر (كانون الأول).

وحذر بيوكانان النواب بالقول، "في سياق بريكست وما سيحصل بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، يُعد ما يجري بداية تعطل خطير جداً جداً في سلاسل الإمداد من نوع لم نعرفه يوماً. ولن نجوع، وستشرق الشمس، فالأمر ليس سيئاً جداً، لكننا في وضع خطير سيزداد تعطلاً".

وفي مقاربة موازية، أكد مدير المواد الغذائية والاستدامة في "الائتلاف البريطاني للبيع بالتجزئة"، أندرو أوبي، للنواب أن "عشاء عيد الميلاد للجميع في مأمن"، لكنه حذر من نواقص محتملة في الخضروات والفواكه الطازجة بعد 25 ديسمبر، إذا لم تعمل الحدود "بحرية كبيرة" بعد ذلك.

وكذلك شرح أن شاحنات منتظرة في إنجلترا لم تتمكن من العودة إلى القارة كي تُحمل شحنات إضافية من الفواكه والخضار الطازجة ولوازم السَلَطات التي تعتمد المملكة المتحدة في الحصول عليها على بلدان أوروبية يكون طقسها أكثر دفئاً من بريطانيا في هذا الوقت من السنة.

وأضاف محذراً، "ما لم تُفتح هذه الحدود تماماً وتتمكن الشاحنات من الذهاب إلى إسبانيا أو البرتغال أو أجزاء أخرى من أوروبا، سنعاني مشاكل، لا سيما على صعيد المنتجات الزراعية الطازجة بدءاً من27 ديسمبر (كانون الأول)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق متصل، برزت شكاوى من غياب المنشآت اللازمة للتعامل مع نحو ألفين و180 سائقاً عالقين في مطار مانستون، الذي حُول إلى موقف مؤقت للشاحنات.

إذ ذكر سائق شاحنة من لندن يُدعى لازلو باليغا، أنه أمضى نهاره ينقل بواسطة عبارة الطعام والشراب إلى زملائه في الموقع، بعدما سمع ألا منشآت للمياه أو المراحيض هناك، لكنه مُنع من الوصول إلى الموقع.

وأبلغ وكالة الأخبار "بي إيه" "لدينا نقانق جاهزة للأكل وخبز وطماطم وخس وقهوة. إنها الأطعمة الأساسية للسائقين حالياً. وحين نرى سائقين هنغاريين يدخلون، نوقفهم، ثم يأخذ السائقون هذه الأشياء إلى الجهة المقابلة لإعطائها للجميع".

وفي بيان مشترك عن الأمر نفسه، أفادت الحكومة و"منتديات كينت للصمود" إن "الطعام متوفر، وكذلك المراحيض والمياه للسائقين العاملين في النقل البري في الطريق السريع "إم 20" M20 ومطار "مانستون". ومن المتوقع وصول مزيد من شاحنات الطعام إلى "مانستون" خلال وقت قصير".

وبوجود منتجات قابلة للتلف تقدر قيمتها بملايين الجنيهات الإسترلينية، إذ تشمل المأكولات البحرية الاسكتلندية التي يُعتقد أنها لم تعد قابلة للبيع بسبب التأخيرات، دعا الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الطعام والشراب"، إيان رايت، إلى التعويض على الشركات المتأثرة بحال الجمود.

وكذلك أبلغ النواب أنه "إذا كانت الحكومة توزع تذاكر رحلات في القطارات على الراغبين في السفر لرؤية جداتهم، فينبغي أن تعوض أيضاً أولئك الذين وجدوا أنفسهم من دون خطأ ارتكبوه في هذه الحال، إذ تضيع مخزونات بالملايين من الجنيهات أثناء انتظارهم في الصفوف. وسنضغط على الحكومة بقوة كبيرة كي تدرس برنامجاً للتعويض".

وفي بيان أصدرته المفوضية الأوروبية ووزعته على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كلها، حضت المفوضية على "وجوب التشجيع على عدم القيام بأي سفرات غير أساسية إلى المملكة المتحدة ومنها" بهدف الحد من انتشار الفيروس المتغير الجديد، وعلى "وجوب تسهيل السفر والترانزيت الأساسيين للمسافرين".

وفي توصية غير ملزمة للدول الأعضاء، أضافت المفوضية أنه "يجب وقف حظر السفر بالطائرات وبالقطارات في ضوء الحاجة إلى ضمان السفر الأساسي وتجنب التعطل في سلاسل الإمداد".

معلوم أن فرنسا كانت قد أعلنت الأحد الماضي، أنها ستحظر كل الشحن البحري باستثناء "ذلك غير المصحوب بأشخاص" من المملكة المتحدة لـ48 ساعة، ما أوقف بسرعة كل النقل بواسطة العبّارات، إلى جانب خدمات السكك الحديد عبر النفق الواقع تحت القناة الإنجليزية.

وعلى نحو مماثل، فرض أكثر من 40 بلداً عضواً وغير عضو في الاتحاد الأوروبي قيوداً على السفر من بريطانيا وإليها، بهدف احتواء انتشار الفيروس المتحور الجديد، الذي يرى علماء حكوميون بريطانيون أن عدواه تزيد بـ70 في المئة مقارنه مع النوع المكرس من الفيروس.

© The Independent

المزيد من منوعات