سجلت القارة الأوروبية رسمياً أكثر من 25 مليون إصابة بفيروس كورونا، وفق تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات السلطات الصحية المحلية، الجمعة، في وقت يسود فيه قلق من السلالة الجديدة من الفيروس التي رُصدت في المملكة المتحدة وتبيّن أنها سريعة العدوى.
وتعتبر أوروبا، التي تضم 52 دولةً، الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات، تليها منطقة الولايات المتحدة وكندا (19.188.172 إصابة) وأميركا اللاتينية والكاريبي (15.024.469) وآسيا (13.617.004).
وكانت أوروبا أولى المناطق التي تجاوزت عتبة النصف مليون وفاة في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وتعيش العديد من الدول عيد ميلاد غير مسبوق هذا العام، وسط احتفالات مقتضبة بسبب قيود احتواء وباء كوفيد-19.
وأحيا البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,3 مليار مؤمن في العالم، قداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس، بحضور أقل من 200 شخص، كانوا جميعاً يضعون الكمامات.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في رسالة لمناسبة العيد من أن التضحيات التي قدمت في عام 2020 للتصدي لوباء كوفيد-19 لا يجب إضاعتها خلال فترة الأعياد.
السلالة الجديدة معدية أكثر
ونشرت على الإنترنت دراسة، الخميس، ولم تنشر بعد في مجلة علمية، أكدت أن السلالة الجديدة من الفيروس معدية أكثر من السلالة الأولى بزيادة "تتراوح بين 50 و74 في المئة".
ووفق باحثي "مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة" الذين وضعوا الدراسة، فإنه في حال عدم اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة "سيبلغ عدد حالات الاستشفاء والوفيات نتيجة كوفيد-19 مستويات عام 2021 أعلى من تلك المسجلة عام 2020".
ودعا هؤلاء الباحثون إلى "تسريع" حملة التطعيم للحد من الحصيلة الصحية.
وبدأ ميناء دوفر في المملكة المتحدة في الخروج من عزلته تدريجاً عقب يومين من تعطل الحركة فيه. واستؤنفت حركة النقل مع فرنسا ببطء، وسيستغرق الأمر "بضعة أيام" لتخفيف الازدحام في المنطقة، حيث تمتد صفوف طويلة لشاحنات وآليات متوقفة، وفق لندن.
وهذا ما يثير غضب السائقين الذين يترقبون موعد عودتهم إلى ديارهم لأجل الميلاد. وهم يجهلون متى سيتمكنون من المغادرة، إذ إنهم مجبرون على تقديم اختبار سلبي لكوفيد-19، لكي يتمكنوا من العبور باتجاه البر الأوروبي عبر ميناء كاليه الفرنسي.
وانتقدت بروكسل فرنسا، الخميس، بسبب القيود التي فرضتها على المملكة المتحدة، وقال مفوض النقل الأوروبي، إن عشرة آلاف سائق شاحنة أوروبي يواجهون صعوبة في العودة إلى القارة.
ومنذ الأحد، علقت دول عدة رحلاتها مع المملكة المتحدة أو قيدتها، إثر اكتشاف طفرة جديدة من فيروس كورونا المستجد على أراضي المملكة.
وبينما تتوقف تقليدياً المواصلات العامة عن العمل في المملكة المتحدة يوم عيد الميلاد وتستأنف جزئياً فقط في اليوم التالي، أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس في تغريدة عبر "تويتر"، الخميس، أن خطوط السكك الحديدية والخطوط البحرية بين المملكة المتحدة وفرنسا ستواصل عملها خلال عيد الميلاد لتسهيل عمليات العبور.
شروط أميركية
أعلنت الحكومة الأميركية أنها ستطلب من جميع ركاب شركات الطيران الذين يصلون من المملكة المتحدة أن تكون نتائج فحوصهم لفيروس كورونا سلبية وألا يكون قد مر عليها أكثر من 72 ساعة من المغادرة، على أن يسري ذلك اعتباراً من يوم الاثنين وسط مخاوف من السلالة الجديدة.
ويمثل القرار تحولاً بعدما أبلغت إدارة ترمب شركات الطيران الأميركية، يوم الثلاثاء، بأنها لا تنوي طلب أي اختبار للركاب البريطانيين القادمين إلى البلاد.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه بموجب السياسة الجديدة يتعين على القادمين إلى الولايات المتحدة من بريطانيا تقديم وثائق مكتوبة لنتائج التحاليل الخاصة بهم في نسخة ورقية أو إلكترونية لشركة الطيران. وأضافت أنه يتعين على شركات الطيران التأكد من سلبية نتائج جميع الركاب قبل صعودهم على متن الطائرات. وتابعت أنه إذا اختار الراكب عدم إجراء اختبار، فيجب على الشركة عدم السماح له بالصعود إلى الطائرة.
اللقاح في أميركا اللاتينية
بعد ساعات فقط من تلقي الجرعات الأولى من لقاح "فايزر- بيونتيك"، أطلقت المكسيك وتشيلي وكوستاريكا حملات تطعيم.
أما الأرجنتين، ثاني بلد يرخص استعمال لقاح "سبوتنيك-في" الروسي بعد بيلاروس، فقد وصلت 300 ألف جرعة أولى من اللقاح من موسكو التي تبدأ حملة تطعيم الأسبوع المقبل.
في الولايات المتحدة، البلد الذي سجل أعلى عدد وفيات (أكثر من 326 ألفاً) وإصابات (أكثر من 18.4 مليون) بالفيروس، تفاخر الرئيس دونالد ترمب بـ"ملايين الجرعات" التي تُوزع "من لقاح آمن وفعال سينقذ الملايين"، واعتبر أنه "معجزة حقيقية في عيد الميلاد".
في حين تباطأ انتشار فيروس كورونا في أميركا الشمالية وآسيا هذا الأسبوع، تزايد تفشيه في أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وأوروبا. والمملكة المتحدة، حيث رصدت سلالة جديدة من الفيروس (باسم سارس-كوف-2)، هي البلد الذي يشهد أسرع تفش للجائحة (+61 في المئة).
إيطاليا تدخل مرحلة جديدة من القيود
ودخلت إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا من جراء الوباء مع 70 ألف وفاة، مرحلة جديدة، الخميس، من القيود في مواجهة تفشي كورونا تمتد إلى 6 يناير (كانون الثاني)، وتشمل الحد من التنقلات على الرغم من التغاضي عن الزيارات العائلية في أيام الأعياد.
ولم تكن شوارع روما خالية، الخميس، إذ كان سكان محليون يخرجون كلابهم ويتسوقون لعشاء عيد الميلاد. وستبقى محلات البقالة والصيدليات والمغاسل مفتوحة، وكذلك المقاهي والمطاعم لتوفير الطلبات الخارجية.
وازداد الطلب على اختبارات كوفيد-19 في الصيدليات في الأيام الأخيرة وسط تسجيل طوابير طويلة لأشخاص يرغبون في إجراء الاختبار في خيام منصوبة في الخارج.
وبينما لا تزال السلالة الجديدة لكوفيد-19 المكتشفة عند الضفة الشمالية للمانش تثير قلق العلماء، فإن طفرة أخرى مكتشفة في جنوب أفريقيا تثير قلقاً أكبر. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تنتقل بشكل أسرع من السلالات القديمة، كما يقول الباحثون الذين اكتشفوها في جنوب أفريقيا.
الاتحاد الأوروبي يستعد لحملات التلقيح
وقطعت الأبحاث حول اللقاحات خطوات كبيرة العام الماضي على غرار تلك المتعلقة بالعلاجات، وأعلنت مجموعة "إينوترم الفرنسية"، الخميس، حيازتها وضعية "الأولوية الوطنية للبحث" لدراستها التي بلغت المرحلة "2-أ" حول الدواء المحتمل "نانجيبوتيد".
وبينما تبدأ حملات التلقيح، الأحد، في الاتحاد الأوروبي، فإن أكثر من مليون أميركي تلقوا الجرعة الأولى، وذلك منذ عشرة أيام، وفق ما أعلن، الأربعاء، مدير الهيئة الفيدرالية الرئيسة للصحة العامة روبرت ردفيلد.
وفي مواجهة تفشي الوباء في البرازيل، ستمنع بلدية ريو دي جانيرو الوصول في مساء 31 ديسمبر إلى منطقة شاطئ كوباكبانا الشهير تجنباً لتجمعات ليلة رأس السنة الجديدة.
الصين تسجل 14 إصابة جديدة
قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، اليوم الجمعة، إن البر الرئيس الصيني سجل 14 إصابة جديدة بفيروس كورونا. وقالت اللجنة في بيان، إن سبعاً من الحالات الجديدة لقادمين من الخارج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت أن الحالات السبع الأخرى كانت في إقليم لياونينغ بشمال شرقي البلاد.
وذكرت اللجنة أنها رصدت 17 حالة من دون أعراض، انخفاضاً من 19 حالة مماثلة في اليوم السابق. ولا تدرج الصين مثل هذه الإصابات على أنها حالات مؤكدة.
ووصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في الصين إلى 86913، بينما ظل عدد الوفيات من دون تغيير عند 4634.
هونغ كونغ تثير خطراً
ومددت هونغ كونغ لسبعة أيام الحجر المفروض على الوافدين من الخارج، لتصبح المدة الإجمالية له ثلاثة أسابيع، مثيرةً الخطر الذي يترتب على ظهور طفرات جديدة من الفيروس.
إصابات قياسية في كوريا الجنوبية
أعلنت كوريا الجنوبية أنها سجّلت عدداً يومياً قياسياً للإصابات بالفيروس، الجمعة، في وقت تخيّم موجة ثالثة شديدة من "كوفيد-19" على احتفالات عيد الميلاد في البلاد.
وبينما تمت الإشارة إلى البلد كنموذج يحتذى به في ما يتعلق بطريقة مواجهته لكورونا مع التزام السكان بدرجة كبيرة بالإرشادات الرسمية، إلا أنه تم تسجيل عدد قياسي من الإصابات الجديدة الجمعة بلغ 1241 حالة.
وقال يون تاي-هو من مقر إدارة الكوارث المركزية "نوصي بشدة ونطلب منكم إلغاء جميع لقاءاتكم وتجمّعاتكم، حتى مع أفراد عائلاتكم المقرّبين".
وسجّلت 70 في المئة من الإصابات الجديدة في منطقة سيول الكبرى، التي تضم نصف سكان البلد البالغ عددهم 52 مليوناً.
وفي محاولة لاحتواء ارتفاع عدد الإصابات، تم حظر التجمّعات الخاصة التي تضم أكثر من أربعة أشخاص في منطقة سيول الكبرى منذ الأربعاء وحتى الثالث من يناير.
كما نقلت الكنائس القداديس إلى الإنترنت، بينما أغلقت منتجعات التزلّج والمنتزهات الوطنية في أنحاء البلاد.
لبنان يرصد السلالة الجديدة
أعلنت السلطات الصحية اللبنانية، الجمعة، أنها رصدت أول حالة مصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا، على متن رحلة وصلت من لندن.
وقال حمد حسن، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، "تم تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من كوفيد-19 في رحلة 202 أم إي القادمة من لندن في 21 ديسمبر. نتوجه للوافدين من المملكة المتحدة بخاصة على متن الرحلة المذكورة وذويهم بالتنبه والالتزام بالإرشادات الوقائية وتتابع الوزارة الحالة والمخالطين".
ويواجه النظام الصحي في البلاد ضغوطاً مع زيادة حالات الإصابة بالفيروس، مما يضاعف من معاناته في ظل أزمة مالية حادة وفي أعقاب انفجار ضخم دمر مرفأ العاصمة بيروت، وألحق أضراراً بمستشفياتها.
وسجل لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة، ما يربو على ألف وفاة جراء الإصابة بمرض "كوفيد-19".
تنمر إلكتروني على ثلاث عالمات بسبب "هيدروكسي كلوركين"
كشفت ثلاث نساء عالمات كن قد تناولن في أحاديث صحافية سابقة فعالية عقار "هيدروكسي كلوروكين" المضاد للملاريا في علاج "كوفيد-19"، عن تعرضهن مع زميلات لهن للتنمر الإلكتروني بما في ذلك التهديد بالقتل.
وقالت العالمات في رسالة نشرتها مجلة "ذا لانسيت"، الأربعاء، "قد تكون النساء أكثر عرضة من الرجال للتنمر الإلكتروني الذي يهدف إلى الحط من قدرها وكفاءتها العلمية".
وأشرن إلى مقالات علمية تتحدث عن "تلقي تهديدات بالقتل ومضايقات عبر الإنترنت في البرازيل وفرنسا وسويسرا بعد نشر دراسات عن عدم ثبوت فعالية" عقار "هيدروكسي كلوروكين".
وأكدن في الرسالة "نحن ندعم زميلاتنا بشكل كامل ونشعر بالقلق إزاء ما يبلغن عنه، لأننا كنا نحن أيضاً ضحايا... تهديدات من جميع الأنواع وبدرجات متفاوتة، بينها تعابير تشهير عنيفة وملاحقة وهجمات ناجمة عن كره النساء والتمييز الجنسي".
وحملت الرسالة توقيع الخبيرة السويسرية في علم العقاقير كارولين سايمر والإخصائيتين في الأمراض المعدية السويسرية ألكسندرا كالمي والفرنسية كارين لاكومب.
وأضفن في الرسالة أن "هذه الهجمات ارتبطت بشكل حصري بمشاركاتنا العامة في وسائل الإعلام التي حاولنا فيها الشرح بطريقة عقلانية الحالة الراهنة حول ما نعرفه عن فعالية هيدروكسي كلوروكين وسلامة استخدامه في علاج كورونا والوقاية منه".
وطالبن بأنه "يجب على المجتمع العلمي رفض جميع التهديدات الموجهة للباحثين والأطباء بشكل واضح وبالإجماع".
والعقار موضوع جدل كبير خصوصاً في فرنسا، حيث دافع عنه البروفيسور ديدييه راوول، وهو يستخدم منذ فترة طويلة لعلاج الملاريا والتهابات المفاصل وأمراض جلدية.
وفي يونيو (حزيران) توصل فريق تقييم بقيادة بريطانيا إلى أنه لا دلائل على خفض "هيدروكسي كلوروكين" لمعدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية.