وافقت الحكومة العراقية على توقيع عقد بقيمة 2.625 مليار دولار مع شركة "دايو للهندسة والبناء" الكورية الجنوبية لتشييد المرحلة الأولى من ميناء ضخم للبضائع التجارية بجنوب البلاد، وفق ما كشفت مصادر رسمية. ويُعدّ "ميناء الفاو الكبير" الذي طال انتظاره وأُرجئ مراراً، واحداً من مشاريع عدة يأمل العراق بأن تخلق ممراً أقصر للنقل بين الشرق الأوسط وأوروبا، من دون الحاجة للمرور بقناة السويس.
وقال مدير "الشركة العامة لموانئ العراق" فرحان الفرطوسي، إن "العقد المنتظر توقيعه، ينص على أن تنفذ دايو لأعمال البناء التي تشمل تشييد خمسة أرصفة لتفريغ شحنات السفن وفناء للحاويات". وأضاف وفق وكالة "رويترز"، أن "دايو ستنفذ أيضاً أعمال التجريف والحفر لشق قناة ملاحية".
وأوضح الفرطوسي أن "المرحلة الأولى تتيح للميناء استقبال ثلاثة ملايين حاوية كحد أقصى للطاقة الاستيعابية"، مضيفاً أن مراحل البناء الثلاثة ستكتمل في غضون أقل من أربع سنوات وأن العراق مستعد لإبرام عقود مع "أي شركة مهتمة" بتنفيذ المرحلتين الأخريين. وفي الوقت الراهن، يعتمد العراق بشكل أساسي على ميناء أم قصر في الجنوب لاستقبال السفن التي تنقل سلعاً أولية. وسيكون ميناء الفاو أعمق، مما سيتيح استقبال أكبر سفن الحاويات.
توقف بسبب المخصصات المالية
وكان الفرطوسي قال في وقت سابق، إن شركة "دايو" الكورية هي التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ مشروع الميناء، وتم تفويض وزارة النقل للمضي في تنفيذ التعاقد. وأعلنت وزارة النقل العراقية، قبل يومين، موافقة مجلس الوزراء على تنفيذ ميناء الفاو الكبير. وكشف وزير النقل ناصر حسين بندر الشبلي في بيان، عن تصويت مجلس الوزراء على تخويل الوزارة بتنفيذ ذلك المشروع.
وأعلن وزير النقل العراقي منتصف الشهر الماضي، إرسال طلب إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء للحصول على موافقة بشأن ميناء الفاو الكبير. وكان الوزير كشف في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن الاتفاق على الصيغة النهائية لعقد الميناء مع الشركة الكورية المنفذة للمشروع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إنجاز كاسر المياه
ويسعى العراق منذ سنوات لإتمام بناء ميناء الفاو الكبير على مياه الخليج بمحافظة البصرة، وتمكن من إنجاز كاسر المياه، لكن الأعمال الأخرى توقفت بسبب المخصصات المالية للمشروع، الذي تعرض لعقبات عدة أخّرت تنفيذه منذ وضع حجر الأساس له في عام 2008.
وفي البداية، بقي المشروع مجرد مخططات على الورق قبل أن تشرع الحكومة ببناء كاسر الأمواج الكبير، بالتعاون مع شركة "دايو"، والذي أُعلن الانتهاء من أعمال إنشائه العام الحالي. واكتسب ميناء الفاو أهميةً مضاعفة بعد دراسة أشارت إلى منافعه الاقتصادية الكبيرة.
منع التدخل
وقبل أيام، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية، إلى منع حالات التدخل من الداخل والخارج التي تواجه إتمام تنفيذ ميناء الفاو الكبير شمال الخليج في محافظة البصرة (550 كيلومتراً جنوب العراق).
وقال الصدر إن "على الحكومة العراقية أن تعمل على اجتثاث الفساد والابتزاز الواضح في مشروع ميناء الفاو الكبير الذي تكالبت عليه أيدي الخارج والداخل والتجار والميليشيات بحجج واهية لتُبقي العراق معزولاً ومحتاجاً إلى غيره". وحضّ الصدر دول الجوار على "عدم التدخل بالشأن العراقي"، مشيراً إلى "ضرورة الاتفاق مع دولة الكويت". وأضاف "على الجهات الداخلية رفع يدها فوراً وإلا سأتدخل بطريقتي الخاصة إذا لم تتدخل الحكومة".
