Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي الرواية الحكومية البريطانية حول سلالة كورونا الجديدة؟

تقول إن الفيروس المتغير الجديد لا يسبب مرضاً أكثر خطورة أو معدلات أعلى للوفيات

اضطرت الحكومة إلى إلغاء عيد الميلاد فعلياً لملايين الناس في إنجلترا وسط الانتشار المتزايد لسلالة جديدة وشديدة العدوى من فيروس كورونا.

وكان بوريس جونسون فد أعلن نهاية الأسبوع الماضي  "أن لا بديل" عن ذلك – بعد أيام فقط من رفض دعوة حزب العمال إلى القيام بعمل أكثر تنسيقاً لمعالجة ازدياد الحالات على نطاق واسع في البلاد.

وقال وزير الصحة مات هانكوك إن الحكومة لم تُبلَّغ عن شدة الموقف إلا في نهاية الأسبوع الماضي، لكن التحذيرات من الفيروس المتغير طُرِحت في بداية هذا الأسبوع.

كيف وصلنا إلى هذا الموقف بداية؟

حُدِّد الفيروس المتغير الجديد، المسمى "في يو آي 202012 / 01"، للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) في عيّنة من الشهر السابق، وفق هيئة الصحة العامة في إنجلترا.

وتشير سجلات المختبرات المتوافرة عبر الإنترنت إلى أن الحالة التي لُوحِظت للمرة الأولى عُرِفت في "لايتهاوس" Lighthouse Lab الحكومي في مدينة ميلتون كينز يوم 20 سبتمبر (أيلول)، في حين أعلنت السبت هيئة الصحة العامة في إنجلترا أن الشخص الذي أُخِذت منه العيّنة كان من مدينة كنت Kent.

بعد تسجيل الظهور الرسمي الأول للفيروس (المتحوّر) في البيانات الصحية، حصل تقدم بطيء، ولم تنتشر الحالات على نطاق واسع إلا حين بدأت آثار الموجة الثانية في بريطانيا.

في وقت تسجيل العيّنة الأولى، كان متوسط الحالات اليومية الجديدة في المملكة المتحدة لا يتجاوز ثلاثة آلاف و700 حالة. وبحلول بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، قفز متوسط عدد الحالات الإيجابية إلى 23 ألفاً يومياً.

بحلول منتصف الشهر نفسه، يُعتقَد بأن السلالة الجديدة تسببت بحوالى 28 في المئة من الحالات التي سُجِّلت في لندن وأجزاء أخرى من جنوب شرقي إنجلترا، وفق كريس ويتي، كبير المسؤولين الصحيين في البلاد.

وحتى 9 ديسمبر (كانون الأول)، كان الفيروس المتحور مسؤولاً عن:

43 في المئة من الحالات و28 في المئة من الحالات التي نُقِلت إلى المستشفيات كانت في الجنوب الشرقي

59 في المئة من الحالات و38 في المئة من المرضى الذين نقلوا إلى المستشفيات كانوا من شرق البلاد

62 في المئة من الحالات و34 في المئة من الحالات التي نُقِلت إلى المستشفيات في لندن

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ما الذي عرفته الحكومة البريطانية؟

يصر وزير الصحة على أن الحكومة تحركت "بسرعة وتصميم كبيرين" بعدما أبلغت "المجموعة الاستشارية في شأن التهديدات الجديدة والناشئة لفيروسات الجهاز التنفسي" المعروفة بـ"نيرفتاغ"New and Emerging Respiratory Virus Threats Advisory Group Nervtag، الوزراء نهاية الأسبوع الماضي أن السلالة "في يو آي 202012 / 01" تنتشر في شكل أسرع.

عند هذه المرحلة فقط أُبلِغت رئاسة الوزراء بالصورة الكاملة، وفق السيد هانكوك، إذ قال العلماء للوزراء إن العدوى بالفيروس المتغير كانت أقوى بـ70 في المئة مقارنة بالسلالة المهيمنة في المملكة المتحدة.

وأعلنت كبيرة المستشارين الطبيين لدى هيئة الصحة العامة في إنجلترا، الدكتورة سوزان هوبكينز، إن الأدلة على ذلك تستند إلى نمذجة لمعدل الزيادة في السلالة الجديدة مقارنة بالسلالات الأخرى الرائجة.

وأضافت، أن العلماء ليسوا واثقين تماماً من الرقم ونطاق التقديرات واسع.

لكن زعيم حزب العمال كير ستارمر قال، إن نواقيس الخطر كانت "تدق لأسابيع" والسيد جونسون – الذي أصر الأربعاء الماضي على أن إلغاء عيد الميلاد سيكون عملاً "غير إنساني" – فشل في التحرك تكراراً.

وتابع في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: "هذا إهمال فاحش من قبل رئيس للوزراء الذي جاءت استجابته مجدداً بطيئة".

في 14 ديسمبر، أعلنت الحكومة للمرة الأولى أن هيئة الصحة العامة حددت السلالة والعمل لتقييمها جار.

وأمام البرلمان، قال السيد هانكوك إن ما لا يقل عن 60 سلطة محلية مختلفة سجلت حالات عدوى بكوفيد بالفيروس المتحوّل الجديد.

وأكد الوزير إبلاغ منظمة الصحة العالمية.

منذ 13 ديسمبر، حُدِّدت ألف و108 حالات بـ"في يو آي 202012 / 01"، سُجِّلت أغلبيتها في جنوب إنجلترا وشرقها، وفق الحكومة.

متى بدأ انتشار الفيروس المتغير؟

في هذه المرحلة، من الصعب الإجابة.

فلنعالج الذي نعرفه. لقد حُدِّد ما مجمله 23 تحوّراً في الفيروس المتغير الجديد.

بعض هذه التحوّرات "صامتة" وليست لديها أية وظيفة، لكنها "تظهر وتأتي مع التحوّرات الأخرى"، وفق الدكتور جيفري باريت، كبير الأختصاصيين الوراثيين الإحصائيين في شأن كوفيد-19 لدى "معهد ويلكم سانغر" Wellcome Sanger Institute.

أما التحوّرات الأخرى فمهمة، وتغير التركيب البيولوجي لفيروس سارس-كوف-2، وترتيب بروتينات معينة لشكل الفيروس.

منها، تحوّر يُعرَف باسم "إن 501 واي" يقبع في ما يسمى البروتين "الناتئ" – أي ذلك الجزء من الفيروس المسؤول عن ارتباطه بالخلايا البشرية.

وزاد التحوّر الجديد، وفق العلماء، قدرة المستقبِل الناتئ على الارتباط ببروتينات معينة تغطي خلايانا، ما يجعل الفيروس المتغير أكثر عدوى.

لكن "إن 501 واي" ليس جديداً حقاً، وفق الدكتور جوليان تانغ، خبير الفيروسات في جامعية ليستر.

فاختبار قاعدة التسلسلات العالمية لسارس-كوف-2 يبيّن أن "إن 501 واي" كان ينتشر في شكل متقطع في وقت أبكر بكثير من العام خارج المملكة المتحدة: في أستراليا بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، وفي الولايات المتحدة في يوليو، وفي البرازيل في أبريل (نيسان).

هذا يشير إلى أن التحوّر ربما أوصله لاحقاً إلى المملكة المتحدة وأوروبا مسافرون أو نشأ من تلقاء نفسه في مواقع حول العالم (رداً على الضغوط الانتقائية التي يمارسها نظام المناعة لدى المضيف البشري). لكنه "يتطلب مزيداً من البحوث"، وفق الدكتور تانغ.

© The Independent

المزيد من سياسة