Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشرعية اليمنية تشكل حكومتها متجاوزة عقدة الخلافات

تتألف من 24 وزيراً مناصفة بين الشمال والجنوب

نجحت الشرعية في حل عقدة تشكيل الحكومة التي عطلت تنفيذ اتفاق الرياض (غيتي)

أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تشكيل حكومة جديدة وفقاً لـ"اتفاق الرياض" برئاسة معين عبد الملك سعيد. وأشار الرئيس هادي في قراره إلى أن "الحكومة تتكون من 24 حقيبة مناصفة بين الشمال والجنوب كما ينص اتفاق الرياض".

وينص الاتفاق على اكتمال ترتيبات تنفيذ الشق العسكري بموجب آلية تسريع التنفيذ بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قطع شوطاً متقدماً فيه خلال الأيام الماضية.

وجوه جديدة

ما يميز الحكومة الجديدة تغيير معظم الأسماء السابقة، بمن فيهم من شغل حقائب الوزارات السيادية في الحكومة السابقة، وحلت مكانها أسماء جديدة، ومنهم أحمد عوض بن مبارك، الذي عين وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين، بدلاً من محمد الحضرمي.

وشملت التشكيلة الجديدة اللواء الركن إبراهيم علي أحمد حيدان (جنوب) وزيراً للداخلية، بدلاً من اللواء أحمد الميسري، في حين أبقي على اللواء الركن محمد علي أحمد المقدشي (شمال) في منصبه السابق وزيراً للدفاع.

وجاء في القرار الجمهوري رقم 7 لعام 2020، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ": "بعد الاطلاع على دستور الجمهورية اليمنية، وعلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية الموقعتين عام 2011، وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل، وعلى اتفاق الرياض الموقع في فبراير (شباط) عام 2019، وعلى القانون رقم (3) لعام 2004 في شأن مجلس الوزراء، وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 35 لعام 2020 في شأن تكليف معين عبد الملك سعيد بتشكيل الحكومة. وبناءً على عرض رئيس مجلس الوزراء ولما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد، قررنا الآتي:

مادة (1): تشكل الحكومة على النحو الآتي:

معين عبد الملك سعيد رئيساً لمجلس الوزراء.

2- أحمد عوض بن مبارك وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين.

3- الفريق الركن محمد علي أحمد المقدشي وزيراً للدفاع.

4- معمر مطهر محمد الإرياني وزيراً للإعلام والثقافة والسياحة.

5- واعد عبد الله عبد الرزاق باذيب وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي.

6- نايف صالح عبد القادر البكري وزيراً للشباب والرياضة.

7- سالم صالح سالم بن بريك وزيراً للمالية.

8- نجيب منصور حميد العوج وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات.

9- سالم عبد الله عيسى السقطري وزيراً للزراعة والري والثروة السمكية.

10- عبد السلام عبد الله سالم باعبود وزيراً للنفط والمعادن.

11- خالد أحمد أحمد الوصابي وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني.

12- اللواء الركن إبراهيم علي أحمد حيدان وزيراً للداخلية.

13- أحمد عمر محمد عرمان وزيراً للشؤون القانونية وحقوق الإنسان.

14- توفيق عبد الواحد علي الشرجبي وزيراً للمياه والبيئة.

15- محمد محمد حزام الأشول وزيراً للصناعة والتجارة.

16- عبد السلام صالح حميد هادي وزيراً للنقل.

17- محمد عيضة شبيبة وزيراً للأوقاف والإرشاد.

18- عبد الناصر أحمد علي الوالي وزيراً للخدمة المدنية والتأمينات.

19- قاسم محمد قاسم بحيبح وزيراً للصحة العامة والسكان.

20- حسين عبد الرحمن عبد القادر الأغبري وزيراً للإدارة المحلية.

21- بدر عبده أحمد العارضة وزيراً للعدل.

22- طارق سالم صالح العكبري وزيراً للتربية والتعليم.

23- أنور محمد علي كلشات وزيراً للكهرباء والطاقة.

24- محمد سعيد الزعوري وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل.

25- مانع يسلم صالح بايمين وزيراً للأشغال العامة والطرق.

مادة (2): يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية".

تتويج "اتفاق الرياض"

وتتويجاً لإنجاز أبرز بنود "اتفاق الرياض" أشارت وكالة "سبأ" إلى أنه تم الإعلان عن تشكيلة الحكومة اليمنية، الجمعة، بعد الانتهاء من "الشق العسكري" ليتوج بالإعلان عن الحكومة الجديدة التي غلب على شخصياتها طابع الكفاءة، عقب أيام من بدء عملية الانسحاب التي جرت بين قوات الطرفين من عدد من المناطق والمواقع التي شهدت اشتباكات مستمرة بينهما على مدى العام الماضي، وأشرف على تنفيذه قوات سعودية، وسط ترحيب شعبي يمني أملاً في حقن دماء الإخوة الأعداء وتسخير وتوحيد الجهود نحو انتشال الواقع الاقتصادي والإنساني الصعب الذي تشهده البلاد.

ماراثون من التعثر

وتشرف السعودية على تنفيذ بنود "اتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي جرى توقيعه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وتنص أبرز بنوده على "عودة الحكومة، وتسليم الأسلحة الثقيلة، ودمج جميع القوات تحت وزارتي الدفاع والداخلية"، غير أن الاتفاق شهد محطات تعثر عديدة تسببت في تجاوز الفترة الزمنية المحددة التي كان من المقرر أن تنتهي في يناير (كانون الثاني) 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإزاء هذا التعثر الذي تخللته اتهامات متبادلة بين الطرفين بعدم تنفيذ الاتفاق، أعلنت السعودية في يوليو (تموز) الماضي عن التوصل إلى آلية جديدة للتسريع بتنفيذ "اتفاق الرياض" بدأت بتنفيذ الشق العسكري وفصل قوات الجانبين ومراقبة الخروقات ونقل القوات إلى جبهات القتال لمواجهة ميليشيات الحوثي، ثم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي وتكون مناصفة بين الجنوب والشمال، وتعيين محافظ ومدير لأمن عدن. بعد ذلك، أصدر الرئيس هادي تكليفاً لرئيس الحكومة الحالي معين عبد الملك بتشكيل حكومة جديدة، وعين محافظاً ومديراً لأمن عدن، وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تخليه عن الإدارة الذاتية (الحكم الذاتي) للمحافظات الجنوبية الثمان التي سبق وأعلن عنها.

نهاية عام من الدماء

يأتي الإعلان عن الحكومة اليمنية الجديدة بعد أكثر من عام على اندلاع المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية ممثلة بألوية الحماية الرئاسية، وقوات المجلس الانتقالي الذي يتبنى خيار فصل جنوب اليمن عن شماله، بقيادة محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، ضمن سلسلة من جولات العنف التي انتهت بسيطرة المجلس على العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الأخرى بقوة السلاح قبل أن تسارع الجارة السعودية إلى إيقاف المواجهات والتوسط لإيجاد حل سياسي للأزمة الناشئة جنوب اليمن.

وواجهت السعودية صعوبات جمة في التوصل إلى هذه الحكومة لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، نظراً إلى أزمة الثقة الحادة بين الجانبين والخلافات التي نشأت بينهما في شأن الحصص الوزارية. ويرتبط ذلك بالتوصل إلى إجراءات متبادلة تهدف لتطبيع الأوضاع الأمنية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة.

19 وزيراً جديداً

ومن بين أكثر من 30 وزيراً في الحكومة السابقة، احتفظ خمسة وزراء فقط بمواقعهم، بينهم وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي (شمال)، ووزير المالية سالم بن بريك (جنوب)، وهما من حصة الرئيس هادي التي تضم أيضاً الخارجية التي شغلها سفير اليمن لدى الولايات المتحدة الأميركية أحمد عوض بن مبارك، والداخلية التي عين على رأسها اللواء إبراهيم حيدان.

واحتفظ وزير الإعلام معمر الأرياني بمنصبه الذي أضيفت إليه الثقافة والسياحة في وزارة واحدة من حصة حزب المؤتمر الشعبي.

بلا نساء

وللمرة الأولى منذ نحو 21 عاماً، خلت الحكومة المعلنة من أي تمثيل للمرأة اليمنية، وهو ما أثار موجة استياء في أوساط قطاع واسع من النساء في اليمن.

وداع السابقين

وعقدت حكومة تصريف الأعمال التي استمرت منذ 29 يوليو (تموز) الماضي، الجمعة، اجتماعاً وداعياً لأعضائها الذين يقيمون في العاصمة السعودية الرياض، وباركت ما وصفته بـ"التقدم المحرز" في الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.

وشكر رئيس الحكومة الجديد أعضاء الحكومة السابقة على ما بذلوه في مرحلة تاريخية ودقيقة من تاريخ اليمن، حسب وكالة "سبأ" الرسمية.

حكومة استثنائية

وفي ملمح لأبرز مهام الحكومة الجديدة، قال عبد الملك إن حكومة الكفاءات السياسية الجديدة ستكون حكومة استثنائية في توقيتها، ومهماتها نوعية، وتتطلب الاضطلاع بالمسؤولية على أكمل وجه وتضافر جميع الجهود من أجل تحقيق النجاح الذي يعقده عليها جميع أبناء الشعب اليمني.

وكان الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قال إن "اتفاق الرياض يمثل فرصة حقيقية للسلام في الجنوب واليمن، ويوفر محطة محورية على طريق تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته المشروعة، ومن هذا المنطلق سيظل المجلس شريكاً استراتيجياً مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي".

أضاف "يثمن المجلس عالياً الجهود التي بذلها الأشقاء في دول التحالف العربي، لتوحيد الجهود السياسية والعسكرية تجاه مجابهة تهديدات ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية والمتطرفة، وإفشال المخططات المعادية التي تستهدف الأمن القومي العربي".

وأعلن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أن الترتيبات العسكرية لآلية تسريع تنفيذ "اتفاق الرياض" قد اكتملت، في إشارة إلى الخطوة التالية، وهي إعلان الحكومة.

وأشار السفير السعودي إلى أن المصافحة التي تمت بين العميد الرهوة (قائد في قوات الحماية الرئاسية) مع القائد السلفي جواس (قيادي في قوات المجلس الانتقالي) جاءت بعد اكتمال فصل القوات ونقلها، وبإشراف من أبطال فريق التنسيق والارتباط وقيادة التحالف في عدن.

المزيد من العالم العربي