Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنرال بريطاني يقول إن الجائحة كشفت "شرذمة المجتمع الدولي"

قائد القوات المسلحة البريطانية يؤكد أن دولاً "انقلبت على نفسها وعلى حلفائها" خلال انتشار فيروس كورونا

رئيس هيئة الأركان الجنرال السير نيك كارتر يزور داونينغ ستريت يوم 5 مارس 2020 (غيتي)

حذر قائد القوات البريطانية المسلحة من أن انتشار فيروس كورونا قدم لمحة مقلقة عن مستقبل قاتم تسعى الدول فيه إلى بسط سلطتها عبر المراقبة الاستبدادية وتحويل المعلومات الكاذبة إلى سلاح من أجل كسر التحالفات والمؤسسات.

وقال الجنرال السير نيك كارتر، إن الجائحة كشفت في الوقت ذاته عن غياب التضامن العالمي، و"شرذمة المجتمع الدولي" الذي أوصل الدول إلى "الانقلاب على نفسها وعلى حلفائها".

وأضاف أنه على الرغم من وجود أمثلة على التعاون، مثل تحالف "غافي" للقاحات Gavi Vaccine Alliance فإن "بعض المؤسسات - مثل منظمة الصحة العالمية - أضعفت فعلياً".

ولم يستفض رئيس الأركان في الشرح في شأن زعمه إضعاف منظمة الصحة العالمية، لكن المنظمة تعرضت لهجوم مستمر من دونالد ترمب ومسؤولين كبار في إدارته عن طريق مساهمة الولايات المتحدة في ميزانيتها.

وقال الجنرال كارتر في خطابه السنوي في معهد مركز أبحاث الخدمات الموحدة الملكي في لندن Royal United Services Institute RUSI "ما رأيناه مع (كوفيد-19) هو تذكير بأن التهديدات التي تواجه أمننا القومي، وقيمنا وازدهارنا قد تطورت واختلفت بشكل ملحوظ. ينظر أعداؤنا الاستبداديون إلى الظرف الاستراتيجي على أنه صراع مستمر يمكن فيه استخدام الأدوات غير العسكرية والعسكرية دون أدنى تمييز بين السلم والحرب".

وتابع الجنرال كارتر "كشف فيروس كورونا عن طبيعة المنافسة والصراع العالمي بوضوح شديد. شاهدنا تصرفاً دولياً غير متوقع في خضم السباق على حيازة معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التنفس الاصطناعي خلال مراحل الأزمة الأولى. رأينا تضليلاً في المعلومات يربك ويقوض الثقة ونشر معلومات كاذبة تحول عن قصد النقاش العام في شأن (كوفيد-19) إلى نقاش ثنائي القطب (مثل) المحاولات الروسية بإضعاف صورة لقاح أكسفورد أسترا زينيكا باعتباره (لقاحاً للقردة) لأهداف تمس الاقتصاد والسمعة".

وقال الجنرال كارتر إن الصين تحديداً تنخرط في "لعبة رقمية عظيمة"، وتؤسس "طريق حرير رقمي يرجح أن يكون العنصر الأكثر تأثيراً في مبادرة الحزام والطريق"، برنامج البنية التحتية الذي تتهم بكين من خلاله بأنها تنشر من خلاله التبعية لها عن طريق الديون المالية والهيمنة السياسية في بلدان أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد الجنرال كارتر أن هذا جزء من استراتيجية صينية أشمل. فقال "لقد سخروا تقنيات واستراتيجيات سبقت تطور القانون الدولي من أجل تفادي تصنيف أفعالهم على أنها نزاع بموجب تعريفات القانون الدولي".

أضاف أن "قوة الدعم الاستراتيجي الصينية الجديدة مصممة بهدف تحقيق الهيمنة على المجالين الفضائي والسيبراني، وهي تحكم الهجمات على معلومات الأقمار الصناعية والقوات المسلحة وقوات الهجمات الإلكترونية وقوات الهجمات على الإنترنت وحتى قوات الحرب السيبرانية".

وتتقصى شركة الاتصالات الصينية، هواوي، عن شبكات اتصالات الجيل الخامس في بعض البلدان، لكن الجنرال كارتر أراد الإشارة إلى أن ذلك لا يحدث سوى في الغرب. فقد تخطت الصين الولايات المتحدة كي تصبح أول دولة من حيث حجم المعلومات التي تدخل إليها، وقد استغلت بكين نفوذها المتعاظم داخل الأمم المتحدة كي تؤثر على شكل المعايير التقنية التي تحكم نظام التعرف على الوجوه وتقنيات المراقبة عبر الاتحاد الدولي للاتصالات.  

وأوضح الجنرال كارتر أن حلف الناتو بدأ يدرك هذه المشكلة. وقد قال فريق الحلف المعني بالتأمل والبحث في تقريره الشهر الماضي، إنه على الناتو "تخصيص نسبة أكبر بكثير من الوقت والموارد السياسية والعمل بهدف التصدي للمخاطر الأمنية التي تشكلها الصين، استناداً إلى تقييم لقدراتها الوطنية ووزنها الاقتصادي، والأهداف العقائدية المعلنة لزعمائها. وعليه، فإن توسيع الجهود من أجل تقييم نتائج التطور التكنولوجي الصيني ومراقبة وتأمين الحماية ضد أي نشاطات صينية قد يؤثر على قدرة الدفاع الجماعي أو الجهوزية العسكرية أو قدرة المقاومة في المنطقة الواقعة ضمن نطاق مسؤولية القائد الأعلى لقوات حلف الأطلسي في أوروبا".

© The Independent

المزيد من دوليات