تنهي العملة البريطانية، الجنيه الإسترليني، تعاملات الأسبوع عند مستوى قياسي مع زيادة التفاؤل بإمكانية التوصل لاتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في الأيام القليلة المقبلة. وتعتبر الأسواق سعر صرف الإسترليني المؤشر الأهم على توجه مفاوضات اتفاق بريكست.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني بنهاية تعاملات الخميس أمام الدولار الأميركي إلى 1.36 دولار للجنيه، مقابل إغلاق نهاية تعاملات الأسبوع الماضي عند 1.32 دولار للجنيه. وهذا أعلى مستوى لسعر صرف الإسترليني منذ مايو (أيار) 2018، أي أعلى سعر في نحو عامين ونصف العام.
وإذا استمر الإسترليني محافظاً على قوته في آخر التعاملات، الجمعة، سينهي الأسبوع مرتفعاً بنسبة 1.7 في المئة في المتوسط، محققاً أقوى مكاسب أسبوعية منذ سنوات. ويعتبر كثير من المحللين في أسواق العملات منذ فترة أن سعر 1.36 دولار للجنيه هو علامة الوصول لاتفاق "بريكست". مع ذلك، يظل سعر صرف الجنيه أقل كثيراً مما كان عليه قبل استفتاء "بريكست" عام 2016، حين وصل سعره إلى 1.45 دولار للجنيه.
أيام حاسمة
وعلى الرغم من تصريحات الجانبين حول صعوبة المفاوضات، التي يقودها المفاوض الأوروبي ميشيل بارنييه والبريطاني ديفيد فروست، واستمرار الجمود في القضايا الخلافية، فإن موجة تفاؤل قوية باحتمال إعلان التوصل لاتفاق قبل عطلة عيد الميلاد طغت في الساعات الأخيرة.
ونشر موقع "هفنغتون بوست" خبراً حصرياً عن أن البريطانيين يعدون بالفعل "وثيقة هيكل" للاتفاق. وهي عبارة عن نموذج من نحو 50 صفحة، تُملأ خاناته بما جرى التوصل إليه بين المفاوضين. يذكر أن مسودة الاتفاق النهائي الشامل يُتوقع أن تكون بين 500 و600 صفحة على الأقل.
كذلك، يذهب نواب مجلس العموم البريطاني إلى عطلة عيد الميلاد ورأس السنة مع تنبيه باحتمال استدعائهم في أي لحظة وقطع إجازة البرلمان ليصدق على اتفاق "بريكست" خلال الأيام المقبلة.
كما نشر عدد من نواب البرلمان الأوروبي بياناً لعدة كتل سياسية يعرب عن الاستعداد لقطع إجازة الأعياد والعودة للبرلمان لمناقشة مسودة اتفاق "بريكست" والتصديق عليها. لكن هؤلاء النواب أكدوا أنه لا يمكنهم المناقشة والتصديق ما لم تصلهم مسودة الاتفاق، الأحد 21 ديسمبر (كانون الأول).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ليل الخميس - الجمعة هاتفياً.
وصرحت مصادر حكومية بريطانية بأن جونسون أبلغ فون دير لاين بأن احتمال عدم التوصل لاتفاق يظل قائماً إذا لم تغير أوروبا مواقفها "بشكل كبير". وقال إن بريطانيا "تبذل كل جهد لقبول المطالب الأوروبية المعقولة فيما يتعلق ببند مساواة القواعد والقوانين، وعلى الرغم من أن الفجوة ضاقت (بين مواقف الطرفين) فإن هناك مجالات أساسية ما زالت صعبة".
وكانت فون دير لاين ذكرت أن مسألة حقوق الصيد تظل صعبة ولم يُحرز فيها تقدم، بينما جرى التوصل إلى حلول وسط لبقية بنود الاتفاق.
مواقف أوروبا
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بارنييه قوله، إن التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة بحلول الجمعة "صعب ولكنه ممكن"، بشرط تحقيق تفاهم حول ملف الصيد البحري الذي يمثل حجر عثرة.
وجاءت تصريحات المسؤول الأوروبي خلال مؤتمر صحافي حول المحادثات، صباح الخميس، مع قادة الكتل السياسية في البرلمان الأوروبي، أكد فيه أيضاً أن فشل المفاوضات بحلول نهاية العام يبقى احتمالاً قائماً.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستخضع المبادلات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، مما يعني فرض رسوم جمركية وحصص، مع ما يرافق ذلك من تداعيات على اقتصادات متضررة أصلاً من أزمة فيروس كورونا.
وأشار بارنييه، قبل لقائه نواب البرلمان الأوروبي، إلى تحقيق "تقدم جيد" في المفاوضات، على الرغم من وجود "عقبات". وذكر أن الاتحاد الأوروبي لن يوقع إلا على "اتفاق يحمي مصالحه ومبادئه".
وقال بارنييه، إن الاتحاد الأوروبي قبل مبدأ وضع "فترة انتقالية"، من دون أن يحدد مدتها، تستعيد المملكة المتحدة في نهايتها السيطرة على مياهها ويمكنها نظرياً غلقها أمام الصيادين الأوروبيين. ويطالب الاتحاد بتعويضات في حال منع صياديه من العمل في المياه البريطانية.
ووفق مشاركين في الجلسة، شدد المسؤول الأوروبي على أن لندن "تعلم أنه من دون تفاهم حول الصيد، لن يكون هناك اتفاق".