Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عمدة مدينة بولاية كنساس تستقيل بسبب قرار يفرض ارتداء الأقنعة الطبية

تعرضت لحملة شرسة من الانتقادات وصولاً إلى تهديد بالقتل

"كانوا صاخبين، وعدوانيين، وقد أخافوني وعائلتي" (مواقع التواصل)

لم تكن عمدة مدينة دودج سيتي بولاية كانساس، جويس وارشو، (69 عاماً)، تعلم أنها ستتعرّض لحملة شرسة من الانتقادات وصولاً إلى التهديد بالقتل، بسبب قرار اتخذته لجنة المدينة يطالب الجميع بارتداء أقنعة.

وارشو التي كانت تمضي ولايتها الثانية، وأصبحت ثالث عمدة امرأة ف العام 2015، بعد إعلان الحاكمة لورا كيلي (ديمقراطية) فرض قناع في عموم الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو الأمر الذي رفضته مقاطعة فورد (جمهورية)، وأعلنت أنها لن تنفذ هذا القرار، لكن لجنة مدينة دودج صوتت لمصلحة التفويض في ذلك الشهر.

وقالت وارشو لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنها تلقت رسائل هاتفية مجهولة تتهمها بالحد من الحريات المدنية، وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك وقالوا لها، "يجب أن تذهب إلى السجن بسبب تصويتها"، وأضافت وارشو، "كانوا صاخبين وعدوانيين، وقد أخافوني وعائلتي، وهناك جزء قوي مني يريد أن يقول إنها مجرد كلمات، لكن الناس غاضبون الآن". وبعد ما يقارب الثماني سنوات من العمل الحكومي، طلبت وارشو الاستقالة الثلاثاء، 15 ديسمبر (كانون الأول).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانساس ومعركتها مع كورونا

وخاضت مدينة كانساس الغربية معركة شاقة ضد كورونا، بعد تسليط الضوء عليها من صحيفة "USA Today" تحت عنوان، "تراجعت بلدة صغيرة عن تفويضات قناع كوفيد-19، والآن يدفع السكان الثمن".

وفي خضم تفشي الوباء وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، واجه القادة المنتخبون في بلدة حدودية اشتهرت سابقاً بمعاركها النارية خياراً، إما تمرير تفويض قناع بناء على حث خبراء الصحة، أو رفض الإجراء الذي انتقده البعض باعتباره انتهاكاً لحرياتهم الشخصية.

وقاوم المفوضون الخمسة لمدينة دودج البالغ عدد سكانها حوالى 27 ألف مواطن مثل هذه الإجراءات طوال الصيف وحتى الخريف، مثل أجزاء أخرى من أميركا الريفية والمدن الصغيرة، حيث عادت "دودج سيتي" إلى طبيعتها في الغالب بعد التخلص من الموجة الأولى من الوباء.

وبعد الموجة الثانية من فيروس كورونا، بدأ سكان دودج يمرضون مرة أخرى، وإلى أن أقرّ فيها المفوضون تفويض القناع في 16 نوفمبر، كان أكثر من شخص من بين 10 أشخاص من سكان المقاطعة قد أصيب بالفيروس، ومات ما لا يقل عن 12 شخصاً.

وبعد مقالة الصحيفة الأميركية، أصبحت الرسائل التي تتوارد إلى هاتف العمدة وارشو أكثر تكراراً وعدوانية، وقالوا لها فيها "احترقي في الجحيم، موتي قتلاً". وكتب شخص آخر، "ببساطة نحن قادمون من أجلك".

وكان ردّ وارشو أنها مقتنعة بدعم التفويض بناء على شهادة الخبراء وتجربة ابنتها مع كورونا، كما قالت إن "الشرطة تحقق في التهديدات التي تلقتها".

يذكر أنه يوجد في كانساس 193288 إصابة بالفيروس، وما مجموعه 2109 وفايات ذات صلة حتى يوم الأربعاء 16 ديسمبر، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، فيما تبلغ نسبة اختباراتها الإيجابية 20.95 بالمئة.

استقالة العمدة وارشو

وفي خطاب الاستقالة يوم الثلاثاء 16 ديسمبر، شكرت وارشوا زملاءها المفوضين، وأكدت أن المدينة "مكان رائع للعيش والعمل واللعب وتربية الأسرة". وأضافت، "لقد تعاملت مع عدد من التحديات في عالمنا، وقد يكون هذا السبب في تصرف كثير من الناس بشكل غير لائق، لكنني لم أعد أشعر بالأمان في هذا الموقف، وآمل في رفع هذا الغضب عني. الاتهامات وسوء المعاملة ستهدأ ولن تقع على عاتق أي شخص آخر بعد الآن".

وفي مناخ يتزايد فيه العداء والانقسام، بدا ترك منصبها وكأنه الخيار الوحيد.

وبين الاضطرابات السياسية في شأن الانتخابات وضغوط كورونا والاقتصاد المتعثر، تقول ورشوا لصحيفة "واشنطن بوست"، "يبدو أن بعض الناس يتصرفون بطرق لم تكن معتادة". وأصبحت وارشو الجمهورية منذ سنوات عدة غير منتسبة للحزب بسبب التغييرات الجذرية التي رأتها فيه، إذ تضيف في حديثها للصحيفة الأميركية، "هناك عدد من الأشياء التي تحدث مما يجعل الناس مستائين من الحياة. الناس يريدون فقط إلقاء اللوم على شخص ما، وأشعر أنه كان من السهل إلقاء اللوم عليّ".

سياسة ترمب غذّت المناخ الانقسامي الداخلي

خلال الأسابيع التي تلت الانتخابات، واجه المسؤولون على جميع مستويات الحكومة وفي كلا الحزبين الرئيسين تصاعداً في التهديدات والترهيب، وهو جزء من مناخ مثير للانقسام غذّته مزاعم الرئيس ترمب، التي لا أساس لها من الصحة، عن تزوير الناخبين على نطاق واسع. ووسط جائحة كورونا المستشرية التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص في الولايات المتحدة، لن تكون جويس وارشو المسؤولة الوحيدة المنتخبة التي استقالت أخيراً بسبب الهجمات الشخصية مع التهديدات بالعنف، إذ دفعت سلسلة من الرسائل السيئة، وفي بعض الحالات حشوداً من المحتجين المسلحين خارج منازلهم، ببعض مسؤولي الصحة العامة إلى ترك مناصبهم هذا العام.

وهذا ما حصل مع وارشو، إذ أدى تصويتها لمصلحة التفويض إلى تلقيها رسائل بريد إلكترونية عدة ومكالمات هاتفية عدوانية. ولكن بعد مقال "USA Today" عن صراع البلدة مع الفيروس في المدارس ومصانع تعبئة اللحوم، وقرار المجلس، انفجر صندوق الوارد الخاص بها بعدد من التهديدات العنيفة، ما أقلقها هي وزوجها. وقالت ورشوا إن الشرطة تحقق في تهديدات البريد الإلكتروني، لكنها بالكاد تستطيع الذهاب إلى أي مكان في دودج سيتي من دون أن تقابل شخصاً تعرفه. وتتساءل، "ماذا لو خرجت من قاعة المدينة ذات يوم واقترب مني ساكن ساخط ببندقية، ماذا سأفعل؟".

المزيد من دوليات