Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاوضات بريكست تدخل دائرة التمديد لحسم الموعد النهائي

زيادة التوتر من فشل المفاوضات وبريطانيا تتجه لحزمة إنقاذ بالمليارات

أعلنت لندن وبروكسل استمرار المحادثات بشأن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" لما بعد الموعد المحدد سابقاً بنهاية يوم الأحد، على أمل حل الخلافات بين الطرفين بشأن القضايا العالقة الخاصة بمساواة القواعد والقوانين وحقوق الصيد.

جاء الإعلان بعد قمة هاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ظهر الأحد. وفي بيان مشترك بعد المكالمة أعلن الطرفان، "أجرينا محادثة هاتفية مفيدة اليوم، فقد ناقشنا القضايا التي لم تحل بعد". وبعد الإشادة بجهد فريقي التفاوض، أضاف البيان، "على الرغم من تفويت المواعيد النهائية أكثر من مرة، نعتقد أنه تصرف مسؤول الآن أن نقطع الشوط الإضافي. لذا، طلبنا من مفاوضينا الاستمرار في المحادثات ليقرروا إن كان من الممكن التوصل إلى اتفاقية حتى في هذا الوقت المتأخر".

وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب ألمح في مقابلة تلفزيونية صباح الأحد إلى احتمال تمديد المفاوضات بعد الموعد النهائي المحدد بيوم الأحد، إذا "كنا متأكدين بنسبة 99 في المئة أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق". لكنه اعتبر القرار رهناً بالقيادات السياسية أكثر منه بفرق التفاوض.

 عواقب الفشل في الاتفاق

 هكذا تتواصل المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بقيادة المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست، إما للإقرار بفشل، يُتوقع أن تكون له عواقب وخيمة، أو للقول إن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكناً قبل عشرين يوماً فقط من الانفصال النهائي بين الطرفين.

ولا يزال المناخ المحيط بالمفاوضات سلبياً. وقال مصدر حكومي بريطاني في وقت سابق، "في وضعه الحالي، لا يزال عرض الاتحاد الأوروبي غير مقبول"، كما ذكرت وكالة فرانس برس.

ارتفاع التوتر

وكان الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون قد حذر من قبل من أنه في حال قررت لندن وبروكسل تمديد المباحثات مجدداً "لن يتجاوز ذلك بضعة أيام كحد أقصى. فقد بتنا الآن في الوقت الإضافي".

وعلى الرغم من تكثيف المباحثات، لا تزال الخلافات كبيرة بين البريطانيين الذين يريدون حرية مطلقة على الصعيد التجاري والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الموحدة الشاسعة.

وأضاف المصدر الحكومي البريطاني نفسه "ينبغي على أي اتفاق أن يكون عادلاً وأن يحترم المعطى الأساس، ومفاده أن المملكة المتحدة ستكون دولة تتمتع بالسيادة في غضون ثلاثة أسابيع".

وبدأ التوتر يخيم على كل الأطراف تخوفاً من بريكست من دون اتفاق لن تقتصر أضراره الاقتصادية على بريطانيا، بل تطال كثيراً من دول الاتحاد الأوروبي.

وأعربت وزيرة خارجية إسبانيا أرانكا غونزاليز لايا عن انزعاجها من احتمال الفشل في التوصل لاتفاق بين بريطانيا وأوروبا، وأضافت، "أن عدم الاتفاق في الظروف الحالية سيكون له أثر سلبي هائل في اقتصاداتنا، ستعاني بريطانيا أكثر من الاتحاد الأوروبي. كلانا سيعاني، لكن أكثر على الجانب البريطاني وهو أمر أعتقد أن علينا تفاديه بأي ثمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قضايا الخلاف

وستخرج بريطانيا التي انسحبت رسمياً من الاتحاد الأوروبي في 31  يناير (كانون الثاني) 2020، نهائياً من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول).

ويحتم عدم التوصل إلى اتفاق أن تحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مع ما يحمله ذلك من فرض رسوم جمركية أو نظام حصص، ما قد يشكل صدمة جديدة للاقتصاد الذي يعاني أصلاً تبعات كوفيد-19.

وتتعثر المفاوضات حول ثلاثة موضوعات، وصول صيادي الأسماك الأوروبيين إلى المياه البريطانية، وطريقة تسوية الخلافات في اتفاق مستقبلي، والضمانات التي يطالب الاتحاد الاوروبي لندن بها في مجال المنافسة في مقابل الوصول الحر إلى أسواقه.

الاتحاد الأوروبي مستعد لمنح لندن إمكان دخول السوق الأوروبية من دون رسوم جمركية أو نظام حصص، لكنه يريد في المقابل التحقق من أن المملكة المتحدة لن تلجأ إلى إغراق الأسواق من خلال ابتعادها عن المعايير البيئية والاجتماعية والضريبية الأوروبية، أو تلك المتعلقة بالمساعدات الرسمية.

وإن حصل ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادراً على اتخاذ تدابير رد سريعة مثل فرض رسوم جمركية من دون أن يضطر إلى الانتظار إلى حين بت الخلاف في إطار إجراءات تحكيم عادية، سعياً إلى حماية الشركات الأوروبية، إلا أن لندن ترفض ذلك كلياً.

حماية السوق 

وأكد مصدر أوروبي أن "الاتحاد يعتبر حماية السوق الموحدة خطاً أحمر. ما اقترحناه على المملكة المتحدة يحترم السيادة البريطانية ويمكن أن يشكل أساساً للاتفاق".

وخلال عشاء جمعهما مساء الأربعاء في بروكسل أقرا مجدداً بوجود مواقف "متباعدة جدا". إلا أنهما أمهلا المباحثات ثلاثة أيام إضافية أملاً في التوصل إلى اتفاق قبل اتخاذ "قرار مبرم" اليوم.

لكن صدرت عنهما منذ ذلك الحين تصريحات متشائمة. فقال جونسون إن "الفشل مرجح جداً" فيما رأت فون دير لايين أن الأمل بالتوصل إلى اتفاق "ضئيل جداً".

وعلى صعيد عملي وتحسباً لعدم التوصل إلى اتفاق عرضت المفوضية الأوروبية تدابير طارئة تهدف إلى الحفاظ على حركة النقل البري والجوي لمدة ستة أشهر بين الطرفين بشرط أن تفعل لندن الشيء نفسه. وتهدف الإجراءات أيضاً إلى ضمان الوصول المتبادل إلى مناطق الصيد لسفن كلا الطرفين في 2021.

سيناريوهات ما بعد الخروج

ذكرت صحيفة "صنداي تليغراف" أن وزراء الحكومة البريطانية يخططون لحزمة إنقاذ "بمليارات الجنيهات" للصناعات الأكثر تضرراً من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

وقالت الصحيفة، إن المقترحات تشمل صفقات لمزارعي الأغنام والصيادين وشركات تصنيع السيارات وتوريد الكيماويات الذين ستتعطل تجارتهم أو ستفرض عليهم تعريفات جمركية من الاتحاد الأوروبي.

على صعيد متصل ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن وزراء بريطانيين حذروا المتاجر الكبرى بشأن تخزين المواد الغذائية وسط احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، مع وجود مخاوف من حدوث نقص مع استمرار مواجهة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي طريقاً مسدوداً.

وذكرت الصحيفة أنه من المقرر أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عملية التخطيط، إذا اختارت بريطانيا عدم التوصل إلى اتفاق، وسيرأس لجنة عمليات الخروج من الاتحاد الأوروبي لإعداد رد. وأضاف التقرير أن الوزراء طلبوا من شركات توريد الأدوية والأجهزة الطبية واللقاحات تخزين ما يعادل استهلاك ستة أسابيع في مواقع آمنة في بريطانيا.  

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد