البحرية الملكية ستنظم دوريات في المياه الاقليمية في حال بريكست بلا اتفاق

كشفت معلومات حديثة عن أن المملكة المتحدة ستضع أربع سفن حربية تابعة للبحرية الملكية في حال تأهب، لمراقبة مياهها الإقليمية ومنع السفن الأوروبية من الصيد فيها، وذلك في حال مغادرة بريطانيا كتلة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق على صفقة تجارية.

وستقوم السفن الحربية التي يبلغ طول كل واحدة منها قرابة 80 متراً، بدوريات في المنطقة الاقتصادية الخاصة ببريطانيا، التي تمتد على مسافة تصل إلى نحو 200 ميل (322 كيلو متراً)، من ساحل المملكة المتحدة.

واستناداً إلى صحيفة "الغاردين"، فإن السفن المزودة بأسلحة رشاشة ستكون لديها صلاحية إيقاف الزوارق الأوروبية لصيد الأسماك التي لا تمتلك رخصة، إضافة إلى تفتيشها وحجزها، في نطاق المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لبريطانيا.

وأوضح مصدر في البحرية الملكية للصحيفة أن الأسلحة النارية لن تُستخدم إلا في الحالات التي تتعرض فيها حياة أفراد للخطر. وأكد أن "أحداً لن يقوم بتوجيه طلقات تحذيرية على الصيادين الفرنسيين، وأن استعمال الأسلحة النارية يتم اللجوء إليه فقط في حال وجود خطر ما على حياة أحد الأشخاص.

لكن الاستعدادات التي تتخذها الحكومة البريطانية تعيد إلى الأذهان "الحروب على صيد سمك القد" بين المملكة المتحدة وأيسلندا في سبعينيات القرن الماضي، إضافةً إلى "الحروب الأخيرة على المحارات الصدفية" بين سفن الصيد البريطانية والفرنسية التي وقعت في عام 2018.

ويأتي تأكيد لندن على اتخاذ مثل هذه الخطوات في الوقت الذي يبدو فيه أن خروجاً بريطانياً من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة أصبح أمراً مرجحاً على نحو متزايد، بعدما عجزت المفاوضات الدائرة هذا الأسبوع عن ردم هوة الخلافات بين المملكة المتّحدة والاتحاد الأوروبي.

معلوم أن حقوق صيد الأسماك لا تزال تشكل عائقاً أمام إتمام اتفاق محتمل حول التجارة الحرة بين الجانبين، مع تكرار رئيسة "المفوضية الأوروبية" أورسولا فون دير لاين التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد يوم الجمعة الفائت.

وقالت فون دير لاين، "إننا نفهم أن المملكة المتحدة تطمح إلى السيطرة على مياهها. لكن من جانب آخر، يتعين على المملكة المتحدة أن تفهم التوقعات المشروعة لأساطيل صيد السمك في الاتحاد الأوروبي المرتكزة على عقود من الزمن وأحياناً قرون، لجهة إمكان الوصول إلى المياه الإقليمية البريطانية".

وكان قد تم التركيز على حجم مشكلة مصايد الأسماك بين الطرفين في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما اقترح مفاوضو الاتحاد الأوروبي تمديد الفترة الانتقالية لصيد الأسماك لمدة سنة، من أجل إتاحة الفرصة أمام بروكسل ولندن للتوصل إلى اتفاق.

وقد يُنظر إلى التأكيد البريطاني على تسيير دوريات بحرية محتملة اعتباراً من يناير (كانون الثاني) في بروكسل، على أنه بمثابة طلقة تحذير تبعث بها المملكة المتحدة قبل إجراء مزيد من المحادثات في نهاية هذا الأسبوع.

النائب في حزب "المحافظين" توبايس إلوود الذي يترأس لجنة الدفاع البرلمانية في مجلس العموم، وصف الإجراء المحتمل للحكومة البريطانية بأنه "غير مسؤول". ونبه إلى أن "التهديدات العالمية آخذة في التزايد وأن القوى البحرية منهكة".

وغرد إلوود عبر حسابه على "تويتر" محذراً، "إننا بصدد التشاجر مع حليف عضو في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو)، في المياه البحرية نفسها التي تشهد نشاطاً متفلتاً لطائرات روسية بلا طيار، تعمل في المنطقة بلا أي رقيب".