Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح ترمب في قلب نتيجة الانتخابات في الكونغرس؟

المجمع يختار الرئيس الاثنين والجمهوريون يترقبون "لحظة الحقيقة"

قبل يوم واحد من إعلان نتيجة التصويت في المجمع الانتخابي يوم الاثنين 14 ديسمبر (كانون الأول)، وبعد الضربة الموجعة التي تعرض لها الرئيس دونالد ترمب وأنصاره، أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في تغريدة أنه بدأ "القتال للتو"، وتحدث أعضاء جمهوريون عن إجراءات أخرى ضد ما يصفونه بتزوير الانتخابات، بينما تعهد عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب برفض النتيجة خلال اجتماع الكونغرس برئاسة مايك بنس في السادس من يناير (كانون الثاني)، حين يتم احتساب وجمع أصوات المجمع الانتخابي لإعلان الرئيس الفائز في الانتخابات بشكل رسمي، وهي المرحلة الأخيرة من رحلة الانتخابات الطويلة، فهل لا زالت هناك فرصة أخيرة لتغيير النتيجة خلال هذا الاجتماع؟ وما التأثير الذي سيخلفه التصويت في المجمع الانتخابي خلال ساعات؟

لحظة الحقيقة

بعد كل الدعاوى القضائية الفاشلة وعمليات إعادة الفرز ونظريات "المؤامرة"، سيواجه ترمب أخيراً مصيره الانتخابي الاثنين، حين يجتمع 538 من الأعضاء المنتخبين في المجمع الانتخابي في كل ولاية على حدة، للإدلاء بأصواتهم إما للرئيس المنتخب جو بايدن أو الرئيس الحالي دونالد ترمب، بما يعكس الأصوات الشعبية في كل ولاية من الولايات الـ50. ولهذا تعد تلك هي لحظة الحقيقة، بل يشبهها عدد من الأعضاء المنتخبين في المجمع الانتخابي بالعمل المقدس، لأنها تحدد من سيكون أقوى رجل في العالم. 

وعلى الرغم من إمكانية حدوث بعض الاحتجاجات داخل أو حول مبنى الكابيتول، حيث كثفت قوات الأمن من انتشارها، إلا أن النتيجة لا تثير كثيراً من عناصر التشويق لأنه في نهاية المطاف سيحصل بايدن ونائبته كامالا هاريس على 306 أصوات، بينما يحصل ترمب على 232 صوتاً فقط.

أهمية مضاعفة للمجمع الانتخابي

 في حين ظل اجتماع المجمع الانتخابي يحظى باهتمام ضئيل تاريخياً، كونه إجراءً شكلياً، لكن جهود ترمب غير المسبوقة لتغيير نتيجة الانتخابات، ضاعفت من أهمية كل إجراء انتخابي وسلطت الضوء على الناخبين في المجمع الذين عادة ما يتم تجاهلهم.

وما يزيد من أهمية الاجتماع هذه المرة أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، حددوا هذا التاريخ باعتباره اللحظة التي سيعترفون فيها أخيراً بجو بايدن كرئيس منتخب، فقد قال ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الشهر الماضي إن "الهيئة الانتخابية ستحدد الفائز".

إستراتيجية قانونية فاشلة

 بعدما خسر الرئيس الأميركي عدداً من الدعاوى القضائية التي تسعى لإلغاء الانتخابات أو تغييرها بحجة مزاعم حول تزوير واسع النطاق، فشل ترمب في إقناع نواب الولايات التي خسرها مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا بالتصديق على قوائم منفصلة تضم ناخبيه لتمثيله في المجمع الانتخابي، ما يعني أنه لن تكون هناك قوائم متعارضة من الناخبين الذين يدلون بأصواتهم عن أي ولاية في المجمع، وهي إستراتيجية قانونية كان فريق ترمب يحاول تمريرها بما يسمح له بـ"التلاعب" وربما الفوز بالانتخابات.  

لا مفاجآت في المجمع الانتخابي

 ما يشير إلى عدم توقع مفاجآت أن المحكمة العليا الأميركية قضت في شهر يوليو (تموز) الماضي، بأنه من حق الولايات أن تصر على أن يلتزم أعضاء المجمع دعم الفائز في التصويت الشعبي في الولاية يوم الانتخابات، بما يحول دون انتخاب مرشح آخر غير الذي فاز بالتصويت الشعبي في الولاية. وحتى الآن هناك 32 ولاية تحظر بالقانون أن يدلي الناخبون في المجمع بصوت مخالف لاسم الفائز في الولاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من هم ناخبو المجمع الانتخابي؟

لم ينتخب الأميركيون الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي الرئيس ترمب أو بايدن أو أي مرشح رئاسي ثالث، وإنما صوتوا في الحقيقة على تعيين ناخبين تعهدوا بالتصويت إما لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، أو المرشح الجمهوري دونالد ترمب، أو أي مرشح ثالث لمنصب الرئيس. ويحدد سكان كل ولاية عدد ناخبيها، فهناك 20 ناخباً يمثلون ولاية بنسلفانيا على سبيل المثال وثلاثة ناخبين يمثلون ولاية فيرمونت، و16 يمثلون ولاية جورجيا.

ويكون هؤلاء الناخبون في الغالب من الناشطين في الأحزاب، وفي بعض الحالات أعضاء في كونغرس الولاية، أو حتى حكاماً للولاية، عينتهم الأحزاب التي ينتمون إليها قبل أشهر عدة من موعد الانتخابات، ومعظم هؤلاء ليسوا أسماء مألوفة، لكن بعضهم معروف في الأوساط السياسية مثل ستايسي أبرامز المرشحة السابقة لمنصب حاكم ولاية جورجيا، وهي ناخبة في جورجيا، وتوني إيفرز حاكم ولاية ويسكونسن وهو ناخب في ولايته، وكذلك حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو.

إجراءات التصويت في المجمع الانتخابي

 وفقاً لنتائج الانتخابات المعتمدة في كل ولاية، سيجتمع أعضاء المجمع الذين تعهدوا بالتصويت لصالح ترمب في الولايات التي فاز بها الرئيس، بينما سيجتمع ناخبو بايدن في الولايات التي فاز بها نائب الرئيس السابق.

وتبدأ غالبية اجتماعات أعضاء المجمع الانتخابي في الولايات الساعة 12 ظهراَ أو الثانية بعد الظهر، وغالباً ما تكون في كونغرس الولاية، وتكون الجلسة في معظم الحالات مفتوحة للجمهور، وتبث عادةً على الهواء مباشرة عبر الإنترنت، ويبدأ معظمها بالنشيد الوطني، وتستغرق الاجتماعات عادة أقل من ساعة، بل لا تزيد أحياناً على 20 دقيقة، وعادة ما يترأس أمناء الولايات أو غيرهم من مسؤولي الانتخابات في الولاية هذه الاجتماعات، التي يلقي فيها البعض خطابات حول الديمقراطية وهذه اللحظة التاريخية، غير أن القيود المتعلقة بوباء كورونا قد تغير من هذه التقاليد والفترة الزمنية.

ويدلي الناخبون بأصواتهم في ورقتين منفصلتين وفقاً للدستور، واحدة لانتخاب الرئيس والثانية لانتخاب نائب الرئيس، ثم يوقعون ست شهادات تصويت، واحدة تُسلم إلى نائب الرئيس مايك بنس باعتباره رئيساً لمجلس الشيوخ الأميركي، الذي يترأس إجراءات فرز الأصوات وجمعها في السادس من يناير، واثنتان تسلمان لأمانة (سكرتارية) الولاية، واثنتان للأرشيف الوطني الأميركي، وواحدة تسلم للقاضي الفيدرالي المختص في منطقة الاجتماع.

وقد تشهد هذه الفعاليات احتجاجات من أنصار ترمب، مثلما تجمع منتقدوه خارج عديد من مباني الكابيتول عام 2016 للتعبير عن معارضتهم لفوزه بالمجمع الانتخابي.

التحول صوب 6 يناير

 مع مواجهة ترمب خسارة أخرى عند تصويت المجمع، حول الرئيس وحلفاؤه تركيزهم إلى السادس من الشهر المقبل، عندما تجتمع جلسة مشتركة للكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، لفرز وعد الأصوات الانتخابية ومن ثم التصديق على الفائز وإعلانه رسمياً بشكل نهائي.

لكن الجهود المتوقعة من أعضاء جمهوريين في مجلس النواب للاعتراض على نتيجة الانتخابات، وناخبي المجمع الانتخابي في عدد من الولايات المتنازع عليها، تلقت ضربة يوم الثلاثاء، عندما حسمت معظم الولايات النزاعات الانتخابية والتزمت الموعد النهائي المحدد سلفاً، بما يضمن احتساب ناخبي الولاية في المجمع الانتخابي بموجب القانون الفيدرالي.

ماذا سيحدث في الكونغرس الأميركي؟

خلال اجتماع الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب بداية العام الجديد، للتصديق النهائي على نتيجة الانتخابات وإعلان اسم الرئيس الفائز، سيفتح مايك بنس، بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ، شهادات التصويت الانتخابية، التي وصلت إليه من كل ولاية بحسب الترتيب الأبجدي، لفرز الأصوات وجمعها.

ولكي يُنظر في أي اعتراضات، فإن الأمر يتطلب دعماً من عضو في مجلس النواب وعضو في مجلس الشيوخ للنظر فيها، فإذا توافر هذا الدعم، يجتمع المجلسان بشكل منفصل للتصويت على أي نزاع، ويجب موافقة المجلسين كي يتم اتخاذ قرار برفض أو تعديل نتيجة ما أو استبعاد حساب نتيجة ولاية ما.

"أداء مسرحي بلا تأثير"

وعلى الرغم من أن أكثر من 60 نائباً جمهورياً في ولاية بنسلفانيا طالبوا برفض فوز بايدن بأصوات المجمع الانتخابي للولاية، وتأكيد النائب الجمهوري مو بروكس عن ولاية آلاباما، أنه سيطالب برفض نتيجة ولايات عدة مثل جورجيا وبنسلفانيا، إلا أن خبراء قانون الانتخابات اعتبروا أن هذه التهديدات لا تعدو كونها "أداءً مسرحياً منعدم التأثير". فحتى إذا كانت هناك خطوة مفاجئة بتقديم قوائم بديلة عن أصوات المجمع الانتخابي، التي تم التصديق عليها في ولاية أو أكثر، فلن تتوافر الأصوات الكافية لتمرير ذلك بالنظر إلى سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، كما قد يعارض عدد كاف من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين هذه الخطوة أيضاً، بالتالي لن يؤثر ذلك على من سيُنصَب يوم 20 يناير المقبل.

وكان عدد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ أعلنوا قبل أيام قليلة، أنهم سيكونون مستعدين للاعتراف بنائب الرئيس السابق جو بايدن كرئيس منتخب بعد اجتماع الهيئة الانتخابية الاثنين، كما قال السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته لامار ألكسندر، الذي سيخلو مقعده الشهر المقبل، إن "بايدن سيكون على الأرجح الرئيس المنتخب بعد التصويت".

وفي الاتجاه نفسه، عبّر مايك براون السيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا، عن استعداده للطعن في نتائج الانتخابات التي ستفرز في يناير، مؤكداً أنه ينتظر نتيجة تصويت المجمع يوم الاثنين لإقرار بايدن كرئيس منتخب.

سوابق اعتراضية "فاشلة"

 خلال العقدين الماضيين، شهدت ساحة الكونغرس تصرفات مماثلة وقت التصديق النهائي واحتساب أصوات المجمع الانتخابي، ففي عام 2016 اعترضت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال على التصديق على الأصوات الانتخابية في جورجيا، لكن نائب الرئيس جو بايدن الذي ترأس جلسة الكونغرس بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ آنذاك، أوقف النقاش بمطرقته لأنها كانت تفتقر إلى تأييد عضو آخر من مجلس الشيوخ.

وفي عام 2004، طالبت عضو مجلس النواب باربرا بوكسر بالاعتراض على نتائج الانتخابات في أوهايو، التي كانت ولاية حاسمة في انتصار الرئيس جورج دبليو بوش على الديمقراطي جون كيري، غير أن مجلسي النواب والشيوخ رفضا الاعتراض.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات