Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لوحات علي الزنايدي تعكس الحياة اليومية للشارع التونسي

"رؤى الحاضر والماضي" معرض تجريبي يستحضر المرأة والخيول

من  لوحات الرسام التونسي علي الزنايدي في معرضه (الخدمة الإعلامية للمعرض)

يستضيف مركز ابن عروس في العاصمة التونسية معرضاً لأعمال الفنان علي الزنايدي تحت عنوان "رؤى الحاضر والماضي". يضم المعرض أربعين عملاً تصويرياً من أعمال الفنان التي أنجزها خلال السنوات الثماني الأخيرة. ويُعد الزنايدي واحداً من أبرز الفنانين على ساحة التشكيل التونسي. تخرج في الفنون الجميلة عام 1975 وبدأ حياته المهنية كمعلم في المدارس الثانوية، ثم في مدرسة الفنون الجميلة والمعهد العالي للرسوم المُتحركة في تونس.

كان لنشأة الفنان في الأحياء العتيقة بتونس دور بالغ في تشكيل وعيه الفني، وقد ظهر تأثيره الواضح في تناوله للحياة الاجتماعية والبيئة المعمارية التونسية الغنية بالألوان والأضواء. يستلهم الزنايدي أعماله من المشاهد اليومية للشارع التونسي وأصحاب الصناعات الحرفية وحركة الناس والوجوه، ويمزج في مُعالجاته التصويرية بين التجريد والتشخيص. ويستخدم طائفة واسعة من الخامات والتقنيات الفنية في تنفيذ أعماله، كالألوان الزيتية والأكريليك والباستيل والقص واللصق (كولاج) يوظفها على نحو مُنفرد، أو يمزج بينها في كثير من الأحيان. وهو يعتبر رُقعة الرسم مساحة للتجريب بين الخامات والوسائط واستحضار الأفكار والتجارب الحياتية أيضاً.

في هذا المعرض اختار الفنان التركيز على تقنيتين، فنصف الأعمال المعروضة تعود لتجاربه في خامة الأكريليك، أما الآخر فخصصه لتلك التي استخدم في تنفيذها وسيلة القص واللصق أو الكولاج. تنوعت الموضوعات في هذه الأعمال، يجمع بينها الحضور الطاغي للحنين إلى الماضي، فاستلهامه للموروث والتقاليد التونسية القديمة نابع من اعتزازه بالمُكّون الثقافي والبصري الذي شكل وعيه البكر.

جماليات مشهدية

في هذه الأعمال عنصران بارزان: العنصر الأول معالجات صورة المرأة، أما الآخر فهو الخيول في خمس لوحات. تناوله صورة المرأة يعكس كما يقول تقديره الشديد للتونسية، الحاضرة بقوة في المشهد الاجتماعي والثقافي. ولا تبتعد معالجات الفنان العارية عن هذا السياق كما يقول، فالموضوع هنا يفرض المعالجة المُناسبة له، وهي تعكس تقديره للجمال الأنثوي. ويرى أن المرأة والخيل من أجمل المخلوقات، لذا نجدهما دائماً حاضرين في أعمال أغلب المصورين العالميين شرقاً وغرباً.

تتميز المعالجات اللونية للفنان علي الزنايدي بالدرجات الدافئة والمُشرقة، كما بالعديد من العلامات والرموز، وتضفي قصاصات الورق في تفاصيل اللوحة ثراءً في الملمس والسطح، وتبايناً بين مساحات الظل والنور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول الفنان: تناولت ما أحبه في بلدي، المناظر الطبيعية والحياة اليومية، والمرأة بأزيائها التقليدية المتنوعة في أقاليم بلادنا المختلفة، كما الرجال والخيول وعبرت عن التقاليد القديمة، والمدينة العتيقة وآثارها. يضم المعرض أيضاً جانباً من مجموعة الفنان التصويرية التي أنجزها قبل سنوات تحت عنوان "رسائل" عبارة عن لوحات من وحي الحضارات الغابرة كما يقول، كالرافدين وقرطاج وأوغاريت، وهي واحدة من المدن القديمة في الشام.

عُرف الزنايدي بتنوع تجاربه وتجدده الدائم على الصعيد التقني والمعرفي، وهو يؤمن أن الفن حالة من الاكتشاف الدائم، فقناعاتنا وأفكاركنا تتغير على الدوام كما يقول، وفقاً للمحيط الذي نعيش فيه، وما نطالعه من قراءات وأسفار، وانفتاحنا أيضاً على ثقافات الآخرين. يعرض الفنان أعماله بانتظام في تونس وخارجها منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، كما يقتني أعماله العديد من المؤسسات والمتاحف المحلية والدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة