Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عام دراسي استثنائي في مصر بين الحضور و"الأونلاين"

تعيش الأسر حالة من الشتات ما بين وجود الطلاب في المدارس والمداومة عن بعد في أيام متفرقة

اعتمدت التربية والتعليم المصرية نظاماً مبنياً على ذهاب التلاميذ إلى المدارس يومين فقط في الأسبوع (أ ف ب)

تشهد مصر عاماً دراسياً استثنائياً في ظروف غير مسبوقة، فمع بداية موجة كورونا الثانية واعتماد وزارة التربية والتعليم نظاماً جديداً يقوم على الدمج بين الحضور والأونلاين، لتحقيق التباعد وتقليل الكثافات في الفصول، تقف الأسر المصرية في حيرة بين القلق من نزول الأطفال للمدارس، وعدم جاهزية كثير من الطلاب والمدارس على السواء للتعامل مع النظام الجديد بكفاءة.

واعتمدت وزارة التربية والتعليم نظاماً مبنياً على ذهاب التلاميذ إلى المدارس يومين فقط في الأسبوع، بدءاً من الصف الرابع الابتدائي إلى المرحلة الثانوية، على أن يكون باقي الأيام أونلاين ومشاهدة المواد المحملة على المنصة الإلكترونية التي أعدتها الوزارة لشرح المناهج، وطبقت المدارس الخاصة والدولية التي تتميز بأعداد أقل في الفصول الفكرة نفسها، لكن بصور مختلفة.

غير أن النظام الجديد أربك معظم الأسر المصرية، نظراً إلى تضارب أيام ذهاب الأطفال للمدارس، وكذلك مع اعتماد أسلوب التعليم الإلكتروني الجديد في مصر.

إحصاءات رسمية

أصدرت وزارة التربية والتعليم إحصائية، في فبراير (شباط) الماضي، أوضحت فيها أن عدد الطلاب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي بكل أنواعه بلغ 23567060 طالباً في العام الدراسي 2019- 2020، وعدد المدارس الحكومية وصل في 2020 إلى 56569 مدرسة، بخلاف الخاصة والدولية.

الإحصائية السابقة تفيد بأن مرحلة التعليم ما قبل الجامعي فقط في مصر تضم ما يزيد على 23 مليون طالب ينتمون إلى ملايين الأسر في كل ربوع البلاد، وهو ما يعني أن الوضع الجديد للتعليم والنظام المعتمد من قبل الوزارة على الرغم من ضرورته وأهميته الشديدة للحفاظ على صحة الأطفال والوقاية من انتشار كورونا فإنه يؤثر في ملايين الأسر التي أصبحت إضافة إلى قلقها من نزول الأطفال للمدارس حائرة بين تنسيق مواعيد الأطفال والتعامل للمرة الأولى مع فكرة التعليم الإلكتروني الجديدة عليهم.

تقول إيمان السيد، مديرة إحدى المدارس الخاصة، "الوضع الجديد يشكل تحدياً لكل القائمين على التعليم. من ناحية نضع أولوية للحفاظ على سلامة التلاميذ، واتخاذ كل الإجراءات من تعقيم وتباعد وتقليل كثافة الفصول، ومن ناحية أخرى نهدف لانتظام الدراسة وتعويض الفائت من العام الماضي، إضافة إلى مشكلة تضارب أيام حضور التلاميذ، التي تعاني منها الأسر المصرية والمدارس على السواء، وهو أمر فرض على الجميع، ولا بد من التعامل معه".

وتضيف، "الاعتماد بشكل أساسي على التعليم أونلاين عدة أيام في الأسبوع لكل المراحل شكل تحدياً آخر، فهذا الأمر على الرغم من أهميته بشكل عام بعيداً عن كورونا، فإنه يحتاج إلى فترة أطول، للاستعداد وتدريب المعلمين وإعداد المواد بصورة جذابة للطفل، لكن ما نأمله حالياً هو أن نعبر هذه الأزمة بسلام، وأن يمر العام الدراسي من دون مشكلات، لأن صحة الأطفال وسلامتهم هي الأولوية القصوى".

تعديلات أسرية

نتج عن هذا الوضع الجديد الذي تشهده الأسر المصرية للمرة الأولى حالة من الارتباك، خصوصاً في حال وجود أكثر من طفل في مراحل تعليمية مختلفة، وظهرت المشكلة الأكبر مع الأمهات العاملات اللاتي وجدن أن عليهن تنسيق المواعيد والتعامل مع مشكلة وجود الأطفال في المنازل أياماً مختلفة، إضافة إلى حضور المحاضرات أونلاين من المنزل.

تقول أماني، أم لثلاثة طلاب في مراحل دراسية مختلفة بإحدى المدارس الدولية، "اعتمدت مدرسة أطفالي نظاماً مختلفاً، يقتضي نزولهم أسبوعاً متواصلاً، ثم بقاءهم الأسبوع التالي بالمنزل (أونلاين)، بالتناوب بين المراحل الدراسية المختلفة، لأفاجأ أن جدول أولادي متشابه في أيام الذهاب إلى المدرسة وكذلك البقاء بالبيت".

وتضيف، "اضطررت إلى شراء جهازين لابتوب إضافيين، حيث يحتاج كل منهم جهازاً خاصاً به، لمتابعة يومه الدراسي الذي يبدأ وينتهي في المواعيد الرسمية، أضف إلى ذلك تقوية الإنترنت، وإعادة تنظيم البيت، حيث يحتاج كل طالب إلى الجلوس في غرفة منفصلة لمتابعة محاضراته".

شروط إغلاق الفصول أو المدارس

وفي وقت سابق أكدت وزارة التربية والتعليم أنه سوف يُغلق الفصل في حال حدوث أكثر من إصابة كورونا مؤكدة خلال أسبوعين 28 يوماً، بينما توصد أبواب المدرسة بالكامل عند إغلاق أكثر من فصل خلال أسبوعين، وفي هذه الحالة يُعتمد على الأونلاين، لحين عودة الطلاب بعد انتهاء فترة العزل.

تقول سهيلة، أم لطفل في إحدى المدارس اللغات، "أصيب أحد الأطفال في فصل ابني بكورونا، مما دفعنا إلى إبقاء التلاميذ في المنازل فترة، والاعتماد على التعليم الإلكتروني. نشعر بالقلق من نزول الأطفال منذ بداية العام الدراسي، الذي نتمنى أن يمر بسلام في هذا الظرف الاستثنائي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف هالة، أم لطفل في الصف الأول الابتدائي، "أرسلت ابني للمدرسة منذ بداية العام، ومع اشتداد موجة كورونا الثانية قررت أن أبقيه في المنزل، وأتولى متابعة دروسه، فالتلاميذ في السن الصغيرة لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، والتزام التعليمات الخاصة بالتعقيم والتباعد وما إلى ذلك، إلا أن هذا الأمر لن يستقيم مع الطلاب في المراحل المتقدمة، حيث الحاجة إلى مدرسين متخصصين وجهد كبير".

أزمة التابلت

ومنذ العام الدراسي الفائت قبل تفشي الجائحة، دمجت التربية والتعليم بين النظام الإلكتروني والمدرسي لطلاب المرحلة الثانوية تحديداً، باعتماد نظام التابلت، وواجه الأمر مشكلات عدة في التطبيق ما بين عدم قدرة التلاميذ على التعامل مع النظام الجديد، وضعف خدمة الإنترنت في مصر.

غير أن الظروف اقتضت هذا العام أن يُطبق نظام يعتمد على الفكرة نفسها لكل الصفوف الدراسية، إضافة إلى إطلاق قنوات تلفزيونية، لتقديم برامج تشرح مناهج المراحل المختلفة، بالتوازي مع الذهاب للمدرسة، ليصبح التعليم الإلكتروني ومشكلات الأونلاين وتطبيقات التواصل المختلفة التي تستخدمها المدارس حديث كل بيت في مصر.

تقول هالة، أم لطالب في الصف الثاني الثانوي وطفلين في المرحلة الإعدادية، "عانينا أزمة التابلت العام الماضي. والآن أصبح أبنائي الثلاثة يعتمدون على نظام يجمع بين الحضور وأونلاين. الطلاب غير معتادين على مثل هذا النوع من التعليم، وكثيراً لا يأخذون الأمر على محمل الجد، ويعتبرون أن بقاءهم في المنزل إجازة، وليس يوماً دراسياً، لدرجة أني فكرت في الاستعانة بمدرس خاص لشرح بعض المواد".

وتتابع، "يتوجه كل واحد من أبنائي إلى المدرسة يومين مختلفين في الأسبوع بحسب مرحلته الدراسية، أنا معلمة لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة، ويقتضي عملي الحضور يومياً. وحقيقة بعد مرور ما يقرب من شهر على بدء الدراسة أشعر أن الأمر ليس هيناً، وأتمنى أن تنقضي هذه الظروف، وتعود الحياة إلى طبيعتها والأطفال إلى مدارسهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات