Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تخوين" لاعب جزائري "أجبره" ناديه الفرنسي على السفر إلى إسرائيل

يتعرض هشام بوداوي لحملة انتقادات شرسة تقودها أحزاب سياسية إسلامية

لاعب المنتخب الجزائري لكرة القدم ونادي "نيس" الفرنسي هشام بوداوي (أ ف ب)

أحدث انتقال لاعب المنتخب الجزائري هشام بوداوي، إلى إسرائيل برفقة ناديه "نيس" الفرنسي، جدلاً سياسياً وشعبياً واسعاً، استدعى تدخل عائلته التي عبرت عن مخاوفها من ردة فعل سلبية تجاه ابنها، بعدما اتهمته أحزاب إسلامية بالخيانة.

هجمة سياسية "إسلامية"

واعتبر عبد الرزاق مقري، رئيس حزب "حركة مجتمع السلم"، أكبر مجموعة سياسية إسلامية في الجزائر، أن من يبرر سفر هشام إلى إسرائيل للعب مع فريقه الفرنسي "أقلية متصهينة لها جرأة ووقاحة في تبرير ما لا يبرر"، مضيفاً "الغريب أن بعض هؤلاء يستعملون الدين لتبرير الخنوع، وكأن قضيتنا نحن هنا مع اليهود كديانة".

وأكد مقري، في بيان على صفحته الرسمية، أن "ردود فعل الجزائريين ضد التطبيع المعبر عنه في قضية بوداوي، مشرفة وتبين التوجه الغالب تجاه القضية الفلسطينية في بلادنا"، مضيفاً أنه "يجب أن نتذكر هنا أبطالنا الرياضيين الذين صمدوا ولم تضعفهم طموحاتهم الشخصية مثل فتحي نورين، وزكرياء شنتوف، ومريم بن موسى وغيرهم".

رئيس "حركة البناء الإسلامية"، عبد القادر بن قرينة، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وصف بدوره سفر اللاعب بـ"المعصية"، وقال في بيان، إن ما أقدم عليه هشام "يعد عند كل الجزائريين سفر معصية، لا يليق بأي جزائري في أي موقع كان"، وأردف قائلاً، "نغتنم فرصة هذا الحادث المعزول، لدعوة كل قطاعات الإعلام والتربية والتوجيه في الجزائر إلى تكثيف جهودها قصد بث الوعي الصحيح أمام شبابنا، حتى لا يغرر بهم في مثل هذه الأخطاء التي نأمل في ألا تتكرر وأن يعتذر عنها أصحابها".

لا للتجريح والتخوين

وفي السياق، اعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي، أسامة لبيد، أن سفر هشام إلى إسرائيل خلف ردود فعل قوية بين الجزائريين، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يعد أول لاعب جزائري يسافر إلى هذه الدولة، في ظل عدم وجود أي علاقات دبلوماسية بين البلدين، وبذلك يكون اللاعب قد "وضع نفسه في ورطة حقيقية، وكان عليه عدم السفر وإيجاد حل ينقذ به نفسه، خصوصاً أن المباراة شكلية بعد إقصاء فريقه من دور المجموعات للدوري الأوروبي". وأضاف أنه "إذا عدنا إلى لغة المنطق، فاللاعب لا يزال صغيراً في السن وتنقصه الخبرة، ما يجعل وكيل أعماله يتحمل مسؤولية الخطأ".

ورداً على انتقادات الأحزاب، رأى لبيد أنه "يجب ألا نخلط الأمور، وعلى الرغم من أن الأحزاب الإسلامية حرة في تصريحاتها، لكن اتهام لاعب كرة قدم سافر مع فريق أجبره بكل تأكيد حسب تصريح شقيقه، بالخيانة، تصرف غير مقبول"، مضيفاً أن الانتقاد ينبغي أن يكون "في إطار النصح والاحترام وليس التجريح والتخوين".

"عملية استغلال رخيصة"

من جانبه، عبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، رابح لونيسي، عن أسفه لما وقع للاعب الذي يتعرض لـ"عملية استغلال سياسية رخيصة من أحزاب وسياسيين معروفين بمتاجرتهم بالقضية الفلسطينية، وهم في الحقيقة باتوا أداة ضغط على الجزائر لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل".

وتساءل لونيسي، "هل يجهل هؤلاء (الأحزاب الإسلامية) أن اللاعب هشام محكوم بعقد مع فريقه يجب عليه الالتزام به؟"، مشيراً إلى أنه "ليس مصارعاً مثلاً كي يقاطع اللعبة". واعتبر أستاذ التاريخ أن ما حدث "لا يمكن اعتباره تطبيعاً مع إسرائيل، بل ظروف خاصة فرضت على اللاعب" هذا التصرف، مضيفاً "لا أفهم لم أقاموا كل هذه الضجة إزاء لاعب لا تأثير له، بينما لم نسمع لهم شيئاً عن (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان مثلاً الذي يزور إسرائيل ويقيم معها علاقات إستراتيجية".

العائلة تتدخل... تخوفاً من ختم إسرائيلي

واستدعت الهجمة التي يتعرض لها هشام تدخل عائلته، التي أكدت على لسان شقيقه كمال، أنه "اضطر للتنقل إلى تل أبيب، بعد أن عاش أسبوعاً أسود". وقال كمال في تصريحات إعلامية إن أخاه "يعيش تحت ضغط كبير، فهو لا يزال شاباً ولم يتنقل للجزائر منذ سنة، لقد أجبره مجلس الإدارة على التوجه برفقة فريقه، على الرغم من طلبه بإعفائه من اللقاء".

وأضاف كمال أن "الإدارة أخبرته أن الفريق بحاجة إليه لأن عدد الإصابات في صفوف اللاعبين كبير، كما أن المدير الفني المؤقت، بعد سحب الثقة من باتريك فييرا، يعتبره لاعباً مهماً في التشكيلة، وهو ما جعله مضطراً للتوجه" إلى إسرائيل. وعبر الشقيق الأكبر للاعب عن خشية العائلة من أن يُحرم ابنها من دخول أرض الجزائر مجدداً، خصوصاً أن القوانين تمنع كل من يمتلك ختم إسرائيل على جواز سفره من دخول البلاد بأي حال من الأحوال، و"يراودنا قلق كبير لما يعيشه ابننا، وأملنا في أن تمر هذه الأزمة عليه بسلام، لكنني متأكد من أن جواز سفره لم يُختم بختم" تل أبيب.  

انتقادات سياسية هدامة

الإعلامي المهتم بالشأن الرياضي، سمير بادي، أكد أنه تحدث مع شقيق هشام، الذي أخبره أنه اللاعب، "كان تحت ضغط كبير، وكان يسعى بكل الطرق لتفادي هذا السفر، لكن وللظروف التي يمر بها فريقه تحتم عليه الذهاب". وأوضح أن هشام مرتبط بعقد احترافي بنادي "نيس" الفرنسي، وكان عليه وعلى المسؤول عن أعماله أن يضع شرطاً لمثل هذه الحالات، لأن اللاعب صغير السن.

ورأى بادي أن سفر هشام هذا ستكون عواقبه وخيمة على مشواره مع المنتخب الوطني، والضغوطات ستكون كبيرة عليه، متمنياً "أن تمر هذه الضجة بخير على أهله"، مضيفاً أن "الانتقادات السياسية باتت هدامة للاعب كرة قدم ليس له أغراض سياسية ولا شيء آخر".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي