Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسم استثنائي للمزارعين اليمنيين بعد انتهاء الحصاد

تبعات كارثية خلفتها الأعاصير والفيضانات في القطاع

مزارعان يمنيان يتفحصان شتلة في ضواحي صنعاء (أ ف ب)

شهد موسم الزراعة في اليمن هذا العام حصاداً وفيراً في المناطق المطرية مع تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال أشهر ما قبل الزرع والحصاد، ما ضاعف الغلة تعويضاً عن جزء من الحرمان الذي يعانيه المزارعون منذ فترة.

وينتظر اليمنيون الأمطار للاستفادة منها في ري المحاصيل، كون بلادهم ضمن حزام المناطق الجافة وشبه الجافة الذي يتميز بندرة موارده المائية بصفة عامة، وعدم كفاية موارده السطحية.

تعتمد معظم المساحات المزروعة في اليمن على الري بمياه الأمطار، على الرغم من شحها في السنوات الماضية. لكن الملفت أن البلاد لم تشهد من قبل تساقط أمطار بهذه الغزارة يستمر أياماً. أو أن تساقط الأمطار في هذه الأوقات تشمل معظم محافظات اليمن بما في ذلك المناطق الساحلية، على الرغم من أنها لا تهطل فيها منذ فترات طويلة في موسمها المعتاد، أي خلال الأشهر الممتدة من مارس (آذار) إلى أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب).

تباين وتنوع

تتباين كمية الأمطار المتساقطة على اليمن مكانياً. فأكثرها في المرتفعات الجنوبية الغربية، كما في مناطق إب – تعز والضالع ويريم، حيث تتراوح بين 600 -1500 مم سنوياً، وتنخفض في السهل الساحلي الغربي كما في الحديدة والمخا على الرغم من تعرضهما للرياح الرطبة الموسمية الجنوبية الغربية من المحيط الهندي العابرة للبحر الأحمر لعدم وجود عامل رفع لها، إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الارتفاع من 50 مم على الساحل إلى نحو 1000 مم على سفوح الجبال المواجهة للبحر الأحمر.

تتنوع المنتجات الزراعية في اليمن مثل تضاريسه بين السهول والهضاب والوديان، والجبال والمدرجات. ولعل أهم المنتجات المعتمدة على الأمطار تتمثل في محاصيل الحبوب مثل الذرة بأنواعها الحمر والصفر والشام والفول والبازلاء والشعير والقمح والعدس.

قال محمد أحمد إسماعيل، من مزارعي ضواحي صنعاء، إن هذا الموسم شهد حصاداً وفيراً مع غزارة الأمطار، فتضاعفت المحاصيل بأكثر من 100 في المئة، إذ إن إنتاجه عادة من الذرة لا يتجاوز الطن ونصف الطن، إلا أنه وصل هذا العام إلى طنين و700 كيلو غرام إضافة إلى الأعلاف.

يضيف "كان الحصاد لدي ولدى غيري كبيراً وشكل دافعاً لنا للاعتناء بالأرض التي تعتمد بشكل رئيس على الأمطار للري، ومحاصيلنا موسمية"، بعد سنوات من الجفاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح مهدي ناجي شريان، من منطقة يريم في محافظة إب، أن الموسم يبدأ عند الأهالي بزراعة البطاطا في فبراير (شباط) لثلاثة أشهر، فترة سقوط أمطار غزيرة، على أن يبدأ الحصاد في مايو (أيار).

محميات زراعية

في مديرية سنحان، جنوب صنعاء، بالإضافة إلى محاصيل الحبوب انتعشت زراعة الفراولة في المحميات الطبيعية والتي كانت مهددة بتقلص حجم الإنتاج فيها، مع ارتفاع تكاليف الوقود اللازم لضخ مياه الري وملء السدود.

ويقول أحمد شامي، من قرية بيت المحاقري في سنحان، إن هذا الموسم كان استثنائياً لمزارعي الفراولة، مع تساقط الأمطار وامتلاء السدود والحواجز المائية، إذ أسهمت الكميات المنتجة في كفاية السوق بشكل كامل في صنعاء وتصديرها إلى مناطق أخرى.

في محافظة ذمار، التي تشتهر بوديانها الزراعية كوادي جهران، انتشرت المحميات لإنتاج الخضار وعلى رأسها البطاطا والطماطم والخيار وأصبح إنتاجها على مدار العام على الرغم من التحديات التي تواجه الملاك والمزارعين.

يشير هيثم مثنى ناصر إلى أن الأرض تشربت مع تساقط الأمطار بغزارة، ما أثر في الإنتاج والمداخيل، ووفر فرص عمل للحصاد أو التسويق، بخاصة الخضروات وهي الأهم التي تنتجها وديان محافظة ذمار وسط اليمن ومزارعها.

على الرغم من تحسن كميات الإنتاج، إلا أن هذا الموسم كان كارثياً لبعض الذين تسببت كثرة الأمطار في إفساد محاصيلهم، بخاصة في البيوت الزراعية المحمية، المعتمدة على قياسات معينة من الهواء والمياه.

يقول أحمد المشامي، أحد كبار ملاك المحميات الزراعية في مديرية بني الحارث شمال العاصمة، إن غزارة الأمطار كانت مجدية لبعض المحاصيل ومضرة لبعض مزارعي الطماطم، إذ أدت إلى انتشار أمراض اللفحات، وقضى البرد على المحصول تماماً.

يضيف أن الموسم بالنسبة إلى مزارعي البطاطا كان مجدياً في السعر، لكنه أثّر من ناحية الإنتاج نتيجة كثر الأمطار وانتشار الأمراض. فيما تسببت كثرة إنتاج الخيار في خفض أسعاره، فكانت ضربة للمزارعين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير