Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحوَّل الخصوم الى حلفاء ضد حفتر؟

لسنوات سيطرت قوات الجضران على موانئ تصدير النفط الليبي، قبل دحرها على يد قوات المشير حفتر نفسه

قوات مصراتة تنضم الى حكومة السراج (رويترز)

بعد إعلان المشير خليفة حفتر عملية عسكرية لتحرير مدينة طرابلس من الميليشيات المسلحة والإرهابية بحسب البيان الأول للعملية، أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة داخل ليبيا وخارجها بين مؤيد لها ومعارض.

وتتركز الجبهة الداخلية المعارضة للمشير حفتر في المنطقة الغربية تحديداً، حيث يخوض معركته الأهم هذه الأيام. وتتنوع أطياف وتوجهات أعداء القائد العام، فمنهم الإسلامي، والميليشيوي، إضافة الى بعض السياسيين المستقلين، أو الذين يصفون أنفسهم بالمستقلين وبعدم التبعية لتيار أو حزب معين.

أعداء تقليديون

وكان من المتوقع أن تقف ضد حفتر قوات مدينة مصراتة بمختلف توجهاتها، وبعض الكتائب المسلحة في طرابلس، والزاوية التي تعتبر الذراع العسكري لجماعات الإسلام السياسي، مثل كتيبة ثوار طرابلس، وتجمع ثوار الزاوية، ولواء الصمود، الذي يقوده القائد المثير للجدل "صلاح بادي" من مدينة مصراتة. وكل هؤلاء كان موقفهم متوقعاً عند بداية معركة طرابلس، خصوصاً وأنهم قدموا الدعم اللوجستي والعسكري لكل من واجه حفتر عسكرياً.

ولم يكن مفاجئاً كذلك، أن تنضم لتحالف أعداء القوات المسلحة الليبية، الكتائب العسكرية التي يحمل منتسبوها فكراً راديكالياً متطرفاً، وممن ينتمون الى القاعدة وداعش في المنطقة الغربية. وعلى رأس هذه الكتائب تلك التي يقودها شعبان هدية من مدينة الزاوية، والمكنّى بأبي عبيدة الزاوي، والتي تتبع تنظيم القاعدة بالمغرب العربي. وبقايا مجلس شورى بنغازي المصنف من قبل مجلس الأمن على قائمة الإرهاب، وأغلب عناصره يدينون بالولاء لقائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والقليل منهم للقاعدة.

عودة الجضران للمشهد

لسنوات سيطرت قوات ابراهيم الجضران على موانئ تصدير النفط الليبي، قبل دحرها على يد قوات المشير حفتر نفسه، لذا لم يكن غريباً أن يغتنم الجضران فرصة الثأر التي أتيحت له، ويعلن انضواءه للقوات الموالية لحكومة الوفاق، في بيان مطوَّل طالب فيه من وصفهم بـ "شرفاء ليبيا" بالوقوف معه ضد القائد العام للجيش، متهماً حفتر بقمع حرية الإعلام، والرأي الأخر، والتداول السلطة السلمي.

وفوجئ طيف واسع من الشارع الليبي من اتحاد وتوافق بعض الفرقاء السياسيين والمسلحين من قادة الكتائب في طرابلس ومحيطها، حتى من الذين حملوا السلاح ضد بعضهم البعض في أوقات مختلفة.

فالجضران سبق ان خاض معارك عنيفة ضد كتائب مصراتة في الهلال النفطي في عامي 2014 و2015. وقوة ثوار طرابلس هي التي طردت كتائب مصراتة من العاصمة في عام 2016، في إثر معارك فقد فيها الطرفان العشرات من مقاتليهما. والقائد العسكري اسامة الجويلي يعتبر من الأصوات المغردة خارج سرب مدينته الزنتان، حيث قاعدة الوطية التي ينفذ منها سلاح الجو التابع للجيش معظم طلعاته، فعلى النقيض من اهله اختار الصف المعادي الى جانب قوات مدينة مصراتة التي دحرته من طرابلس في معركة المطار الشهيرة في 2014، مع القوة التي يقودها والتي تمتلك قوة لا بأس بها في العدة والعتاد.

والملفت للنظر في تحالف أعداء "حفتر" أن الكثير من قادة هذا التحالف وكتائبه من المطلوبين للعدالة الدولية والمحلية، من شعبان هدية "أبو عبيدة الزاوي"، وعبد الرحمن الميلادي المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي وفرنسا، على خلفية الإتجار بالبشر، وصلاح بادي الملاحق من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة بمذكرات تتهمه بارتكاب جرائم حرب في طرابلس.

المزيد من العالم العربي