قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إنه قدم للرئيس ميشال عون قائمة تضم 18 وزيراً الأربعاء التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، بعد أشهر من التشاحن الذي حال دون الاتفاق على حكومة جديدة.
وأضاف أن الرئيس "سيدرس التشكيلة قبل أن نعود إلى لقاء آخر في جو إيجابي".
وكان الحريري قد تعهد بتشكيل الحكومة سريعاً وإحياء خطة فرنسية تهدف إلى انتشال لبنان من أزمة مالية خانقة يمر بها، لكن خلافات سياسية قديمة تسببت في تعثر ولايته الرابعة كرئيس للوزراء.
ماكرون مصر على إنجاح مبادرته
وبحسب وكالات إعلام لبنانية، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزداد إصراراً على إنجاح مبادرته التي تمكّن من توسيع دائرة دعمها، بدءًا من ألمانيا مروراً بالاتحاد الأوروبي الذي تبنّاها بالكامل.
وبحسب التقارير، أجرى الرئيس الفرنسي مع معاونيه سلسلة اتصالات استباقاً للقاء عون - الحريري اليوم، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى قواسم مشتركة بينهما، خصوصاً لجهة إيجاد صيغة توافقية على الوزراء المسيحيين، وبتّ الخلاف القائم حول وزارتَي الداخلية التي يريد عون تسمية وزيرها بمفرده، والطاقة التي يسعى إلى إبقائها في عهدة "التيار الوطني الحر".
وحذر ماكرون قبيل زيارة يقوم بها إلى بيروت في وقت لاحق من الشهر الحالي، من أنه من دون تشكيل حكومة ذات مصداقية، لن يحصل لبنان على حزمة إنقاذ مالي لانتشاله من أزمته المالية المتفاقمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسعى باريس، التي تقود جهوداً دولية لمساعدة البلد، إلى حشد القادة اللبنانيين لمواجهة هذا الانهيار، لكنها أصيبت بالإحباط بعد تعثر مساعيها بسبب التعنّت في السياسات الطائفية.
وأخفق المسؤولون اللبنانيون في الاتفاق بشأن الحقائب الوزارية فضلاً عن تنفيذ الإصلاحات، في وقت تتجه البلاد سريعاً نحو ما تحذر وكالات الأمم المتحدة من أنه سيكون "كارثة اجتماعية".
كسر الجمود
وقال الحريري، الذي تم اختياره رئيساً للوزراء لمرة رابعة في أكتوبر (تشرين الأول)، إن الرئيس عون سيدرس التشكيلة المؤلفة من 18 وزيراً "من أصحاب الاختصاص بعيداً من الانتماء الحزبي"، مضيفاً أن لقاءه بالرئيس حصل "في جو إيجابي".
وقال مكتب عون إنهما اتفقا خلال اجتماعهما اليوم على محاولة "معالجة الفروقات" بين اقتراحاتهما.
وهذه هي أول خطوة نحو محاولة كسر الجمود المستمر منذ أسابيع وتأتي في وقت تتضاءل الاحتياطيات الأجنبية التي تستخدم لتوفير السلع الأساسية ودعمها.
وأدت أسوأ أزمة يمر بها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990 إلى سقوط نصف السكان في براثن الفقر، إضافة إلى انهيار العملة.
وقال مصدر سياسي كبير إن ضغوطاً تُفرض من جديد من الخارج حتى يكسر الساسة الجمود، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تلك الضغوط ستجدي نفعاً.
واستقالت حكومة تصريف الأعمال الحالية بعد انفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة في أغسطس (آب)، وأودى بحياة أكثر من 200 شخص.