Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا: تطعيم "غالبية" الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بـ"كورونا" قبل أواخر فبراير

المجموعة المسؤولة عن اللقاحات التابعة للحكومة تتوقع تفادي نحو 99 في المئة من الوفيات الناجمة عن "كوفيد- 19" في حال التمكن من تحقيق التلقيح اللازم بين الفئات المعرضة للخطر

أكدت الحكومة البريطانية أن "غالبية" الأفراد الذين هم أكثر عرضةً لخطر الإصابة بفيروس "كورونا" في المملكة المتحدة، سيُطعمون خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) المقبلين. يأتي هذا الإعلان مع بدء السلطات المعنية طرح الجرعات الأولى المتاحة من لقاح "فايزر- بيونتك".

وتضم الفئات العشر التي أعطيت أولويةً كما صنفتها "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" JCVI، نحو 25 مليون شخص.

ومن المتوقع بموجب هذا التوجيه أن يُرسل أول إمدادات اللقاح إلى موظفي دور الرعاية والمرضى فيها، وإلى العاملين على الخطوط الأمامية في مواجهة المرض لدى مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" NHS، وكذلك إلى الأشخاص الذين بلغوا من العمر 80 عاماً أو أكثر، المقدر عددهم بنحو ستة ملايين شخص.

أما بقية قائمة الأولويات فتشمل الأشخاص الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 50 عاماً و80، وهم المعرضون بشدة للإصابة، وجميع الأفراد الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 16 عاماً و64 من الذين يعانون من ظروف صحية أساسية تزيد من خطر تعرضهم للوفاة.

وترى "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" أنه إذا أمكن تحقيق مقدار كاف من التطعيم على مستوى هذه المجموعات، فسيُتفادى وقوع نحو 99 في المئة من الوفيات الناجمة عن عدوى "كوفيد - 19" في البلاد. وقد بدأ، الثلاثاء، تسليم الدفعة الأولى من جرعات اللقاح للشروع في تطعيم عامة الناس.

ومن المنتظر أن تُوزع نحو 800 ألف جرعة من اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" و"بيونتك"، والذي أثبت فاعليته في الوقاية من الأمراض بنسبة 95 في المئة. وسيشمل التوزيع الذي يستمر طيلة الأسبوع المقبل، مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

ويُؤمل أن يُتوفر ما يصل إلى خمسة ملايين جرعة - كافية لتطعيم مليونين و500 ألف بريطاني - بحلول نهاية السنة الحالية، على الرغم من أن الحكومة البريطانية أبدت تردداً في إعطاء رقم نهائي.

هذا الإعلان يأتي في وقت زادت فيه الحصيلة الرسمية للوفيات الناجمة عن فيروس "كورونا" في المملكة المتحدة 189 حالة، الأمر الذي يعني أن 61 ألفاً و434 شخصاً قد قضوا في غضون 28 يوماً من ثبوت إصابتهم بالفيروس. وفي المقابل أُبلغ عن 14 ألفاً و718 حالة جديدة، أمس، بحيث بلغ إجمالي عدد الإصابات التي تُعرِّف عليها، نحو مليون و750 ألفا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ما يتعلق باللقاحات التي تطورها شركة "موديرنا" وجامعة "أكسفورد"، أوضح متحدث رسمي باسم الحكومة البريطانية أنها لا تزال قيد التقييم من قبل الجهات التنظيمية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز إمدادات المملكة المتحدة من اللقاحات في الأسابيع المقبلة.

وفي إنجلترا، اختيرت نحو 50 مؤسسة استشفائية لتكون بمثابة مراكز لإدارة لقاحات "فايزر- بيونتك"، علماً أن كميات من الجرعات قد نُقلت إلى مجمل الأقاليم الأربعة في المملكة المتحدة.

ومع توافر كميات محدودة في بداية التطعيم، سيكون كبار السن الذين يرتادون العيادات الخارجية في المستشفيات، وكذلك أولئك الذين يغادرونها بعد الإقامة فيها للعلاج، على رأس لائحة المرشحين لتلقي اللقاح.

ويوضح جيمس كليفرلي، وهو وزير دولة في الخارجية البريطانية، أنه في حال أدى عدم التوصل إلى اتفاق على عقد صفقة تجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تعقيد عملية تسليم جرعات اللقاح من القارة، فيمكن للمؤسسة العسكرية البريطانية نقل الإمدادات جواً إلى البلاد.

ومن المحتمل جداً أن تتعطل حركة النقل بين بريطانيا والبر الرئيس للقارة الأوروبية، إذا لم يُتَوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل انتهاء ترتيبات المرحلة الانتقالية في أواخر السنة الحالية. لكن كليفرلي أكد أن إمدادات اللقاح إلى المملكة المتحدة ستصل مهما كانت الظروف.

وقال في هذا الإطار، الإثنين الفائت: "وضعنا خططاً واسعة النطاق لتأمين الحماية للقاحاتنا، وهي تحتل الأولوية في جدول أعمالنا. وقد أخذنا في الاعتبار مسألة استخدام رحلات جوية غير تجارية، واتخذنا الترتيبات اللازمة على الحدود".

وأضاف وزير الدولة البريطاني، أنه "يمكن استخدام الجيش في هذا المجال، وأنه أُدرج موضوع إقامة جسر جوي في خططنا من بين أمور أخرى".

مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" لم ينف إمكان استخدام رحلات سلاح الجو الملكي البريطاني لنقل اللقاحات من القارة الأوروبية إذا ما طرأت مشكلات في المرافئ ناجمة عن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة.

إلا أن الناطق باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون لم يشأ التعليق على خطط محددة في هذا المجال "لأسباب أمنية"، لكنه قال، إن "الجيش سيكون له دور يضطلع به في ما قد يشكل تحدياً لوجستياً هائلاً، وأنا متأكد من أن القوى العسكرية ستواصل القيام بذلك في الوقت الذي نمضي فيه إلى الأمام".

لكن وزير القوات المسلحة في حكومة الظل ستيفن مورغان نبه في إطار منفصل إلى أن القوى العسكرية "منهكة في الوقت الراهن"، داعياً الحكومة إلى ضمان الحفاظ على هذه الخدمات من خلال الاستعانة بموارد جيدة أثناء الشروع في الحملة الوطنية على مستوى البلاد.

وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي أوضح من جانبه أنه "نُشر ألفان و600 عنصر من أفراد الجيش، حرصاً على تنفيذ مخططنا".

وقال الوزير البريطاني أمام مجلس العموم، إن "الاستعدادات لفصل الشتاء تستلزم الاستعانة بـ13 ألفاً و500 شخص... وقد أخذنا في الحسبان خلال وضعنا لرزمة من الاستعدادات، لتجنب إلحاق الضرر بأي شكل من الأشكال، بقدرة وحدات الدفاع على الاستعداد للعمليات المطلوبة منها في الوقت الراهن، أو تلك التي ستطلب منها بالفعل في خلال الأشهر الستة المقبلة أو (ما يزيد عليها)".

في غضون ذلك، أكدت "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" في المملكة المتحدة MHRA، أنه ستُسلم الجرعات مباشرة إلى دور الرعاية، بعد بروز مخاوف من مسألة نقل الأفراد المسنين إلى مواقع التطعيم لتلقي لقاحاتهم.

وكانت الحكومة البريطانية قد أقرت الأسبوع الماضي أن طرح لقاح "فايزر" للتطعيم على مستوى البلاد يشكل "عملية لوجستية ذات متطلبات هائلة" لجهة الحفاظ على درجة تجميد اللقاح، مع نقل الإمدادات على دفعات من 975 جرعة. 

معلوم أن ​​دور الرعاية تقتصر في العادة على استضافة عشرات الأفراد، ولا يوجد في أي منها ما يصل إلى ألف شخص. وهذا يعني أنه في حال تسليم إحدى دفعات اللقاح إلى دار رعاية، فسيكون هناك إهدار محتمل لمخزون ثمين من المادة.

إلا أن "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" أقرت الآن طريقةً لتقسيم دفعات الجرعات هذه إلى كميات أصغر، ما من شأنه أن يسمح بنقلها إلى دور عدة منفصلة من دون الخوف من حصول هدر.

وأوضح ناطق باسم الوكالة لصحيفة "اندبندنت" أنه "وُضعت الموافقات التنظيمية المطلوبة للشروع في تقسيم العبوات موضع التنفيذ، ونحن نعمل مع مرافق (الخدمات الصحية الوطنية) والجهات الداعمة الأخرى المسؤولة عن توضيب العبوات، لمساعدتهم على تنفيذ العمليات والتدريبات اللازمة، للوفاء بالشروط التي وضعناها".

ومن المقرر أن تقوم الشركات المرخص لها بتجميع عبوات اللقاح، فيما تعمل بعض مستشفيات "الخدمات الصحية الوطنية" التي لديها المرافق المناسبة، على تفكيك دفعات اللقاح من أجل شحنها إلى دور الرعاية. ويتعين على الجميع القيام بذلك في غرف تبريد ما بين درجتين و8 درجات مئوية، ثم إعادة تعبئة الإمدادات في ناقلات مبردة تتوجه في ما بعد إلى دور الرعاية.

وتنبه "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"، أخيراً، إلى أن السباق مع الزمن يبدأ في اللحظة التي يقوم فيها الموضبون بإذابة محتوى قوارير اللقاح. فستكون أمامهم 12 ساعة لإكمال "التعبئة"، ووضع الملصقات اللازمة على الصناديق وإيصال القوارير إلى الجهات والفرق المعنية بنقلها إلى دور الرعاية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة