Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دونالد ترمب": الاسم الذي غاب على غير العادة في اجتماع ترأسه بنس

نحن، وأنتم يا جماعة: نائب الرئيس والجمهوريون المحاصرون، في تحول واضح، ينأون بأنفسهم عن كل ما هو "ترمبي" قبل شهر واحد من بدء السباق الانتخابي الذي سيحدد من يسيطر على مجلس الشيوخ

بعض الجمهوريين محرجون من تشكك ترمب في نظم الانتخابات في ولاية جورجيا (رويترز)

غاب ثمة شيء عن لقاء أجراه يوم الجمعة الماضي نائب الرئيس مايك بنس واثنان من أعضاء مجلس الشيوخ المحاصرين، اللذان يواجهان انتخابات الإعادة التي ستحدد من يسيطر على المجلس، مع مسؤولي " مركز السيطرة على الأمراض"، وهذا الغائب كان المديح المفرط المعتاد لدونالد ترمب.

أسقط السيد بنس من حسابه التحيات التي اعتاد أن ينقلها عن رئيسه، وأوضح "نحن" قد عملنا بجد للوصول إلى لقاح، وذلك لدى مناقشته جهود الإدارة الرامية لتطوير اللقاح في إطار العملية التي يُطلق عليها " أوبريشين راب سبيد"، أي السرعة الصاروخية .

من جانبهما، شكر كل من عضوي مجلس الشيوخ ديفيد بيرديو و كيللي لوفلر السيد بنس على العمل الذي قام به.

وفي خروج صارخ عما شهدته أحداث سابقة من هذا النوع، لم ينبس أحد  بكلمتين محددتين هما "دونالد ترمب".

وقال السيد بنس في معرض شرح خطة الإدارة لتوزيع اللقاحات، وهي الخطة التي سترثها عنهم إدارة بايدن الجديدة، إننا " سنعطي الأولوية لكبار السن في مرافقنا الخاصة بالرعاية الطويلة الأمد". وأضاف "سنعطي أيضاً أولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا".

وأعرب بنس أيضاً عن رغبته في التعبير لروبرت ريدفيلد مدير المركز عن " مدى امتناننا للمشورة المتواصلة التي يقدمها مركز السيطرة على المرض بشأن الجهود المخففة لجميع الأميركيين"، وذلك بالإضافة إلى النصائح التي قدمها أيضاً لـ"إدارتنا".

نحن.

خاصتنا.  

من المعروف أن السيد بنس قد استهل العشرات تلو العشرات من النشاطات الرسمية الخاصة بالبيت الأبيض وبالحملات الانتخابية، بإغداق الثناء للسيد ترمب على مدى دقائق عدة وذلك قبل إبلاغ  الحشد أو المجموعة التي يتحدث إليها، عادة أنه جاء بأنباء سارة من رئيسه. وعمد في بعض الأحيان إلى توجيه رسالة قال إنها كانت من السيد ترمب.

لكن لم يكن هناك أي من هذا في الحدث الذي أُقيم يوم الجمعة الماضي في أتلانتا.

وكانت إشارة نائب الرئيس الأقرب إلى ترمب تلك المرة هي عبارة عن جملة قالها مرة أو مرتين أغفلت اسم ترمب الصريح وجاء فيها "رئيسنا".

من ناحيته، أثنى السناتور بيرديو على "هذه الإدارة" قبل أن يتوجه الى الرجل الجالس إلى يساره، والذي كان قد وصل على متن طائرة "إير فورس2" الرئاسية الثانية، قائلاً "أريد أن أنوّه بالسيد نائب الرئيس" ثم أضاف "وبالرئيس ايضاً". وتابع مخاطباً السيد بنس، وهو المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة في 2024، "شكراً على قيادتك في هذه المحاولة". وزاد: "إن ما فعلتموه يا جماعة، هو أمر رائع".  

أيها الرفاق.

وأردف السناتور بيرديو " شكراً لك ، أيها السيد نائب الرئيس".

إن حذف كل ما هو "ترمبي" كان لافتاً ولاسيما أن ذلك يأتي قبل شهر ويوم واحد  من مواجهة عضوي مجلس الشيوخ الحاضرين، انتخابات الإعادة. وإذا خسر الاثنان هذه الانتخابات، سيخطف الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ من الجمهوريين، ومعها القدرة على وضع أجندة المجلس وإدارة اللجان التابعة له.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 والحق أن الرهان لايمكن أن يصل مستوى أعلى من هذا.

وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الجمهوريين يشعرون بالإحباط من التساؤلات التي يثيرها السيد ترمب بصورة متكررة حول نظم الانتخابات في ولاية جورجيا.

وفي معرض وصفه المدعي العام وليام بار، الذي كان موضع احتقار الرئيس بسبب التعليقات التي أدلى بها يوم الثلاثاء حول عدم عثور وزارة العدل على أي دليل على حصول تزوير انتخابي في جورجيا وغيرها من الولايات التي يواصل ترمب الادعاء بانها شهدت تزويراً من هذا النوع، قال الرئيس "حسناً، إنه لم يفعل أي شيء. فهو لم ينظر. وحين ينظر فإنه سيرى أدلة من النوع  الذي تراه الآن في مجلس شيوخ جورجيا".

وذكر ترمب للصحافيين يوم الخميس الماضي في المكتب البيضاوي "كما تعلمون، إنهم يواصلون في هذه اللحظة جلسات الاستماع في جورجيا، وهم يجدون كماً هائلاً (من الأصوات المزورة)". وأضاف: "وسواء ذهبتم إلى ويسكونسن، حيث رفعنا قضية للتو، أو إلى ميشغان، على سبيل المثال، أو بنسلفانيا. وإذا تأملتم نيفادا، والتي تمضي  إلى الأمام بسرعة كبيرة، أو أريزونا، فإننا وجدنا فيها كلها قدراً هائلاً من التزوير  – لابد أنكم رأيتم هذه الأرقام التي ظهرت أمس-".

في هذه الأثناء، يشعر بعض المحافظين بالقلق من أن يقلل السيد ترمب من نسبة مشاركة الناخبين الجمهوريين في 5 يناير (كانون الثاني) المقبل وذلك بسبب إقناع قاعدته الانتخابية بأن الديمقراطيين سيتمكنون بطريقة ما من سرقة سباقي انتخابات مجلس الشيوخ.

وكتبت هيئة التحرير ذات الميول اليمنية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في مقال لها نشرته يوم الخميس "إذا خسر الجمهوريون هذين المقعدين، فإن الرئيس ترمب سيكون السبب الأساسي في هذه الخسارة. وستكون الضحية الرئيسة هي إرثه".

وقالت هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال"  إن "الرئيس يبدو سلفاً وكأنه يريد ترشيح نفسه مجدداً في العام 2024، وتبدو ادعاءاته حول الانتخابات المسروقة كما لو أنها شارة البدء لجمع التبرعات للحملة الانتخابية".

وأضافت هيئة التحرير موضحة "يمكنه أن يقول، في الأقل، حالياً، مع بعض المبررات، إنه قد ساعد الحزب الجمهوري في الفوز بمقاعد في مجلس النواب  وفي تجنب التعرض لهزيمة في مجلس الشيوخ". وأردفت "غير أن الرواية ستتغير نحو الأسوأ إذا خسر الحزب الجمهوري  في جورجيا بعدما قسّم السيد ترمب حزبه وذلك لخدمة مصالحه السياسية الشخصية".  

© The Independent

المزيد من دوليات