Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"روبوت" يفحص مرضى كورونا في مصر

يتميز عن نظائره بقدرته على أخذ مسحة الفيروس ويوظَّف خلال الجائحة وما بعدها

التعامل مع الروبوت أكثر أماناً في ظل كورونا (الصور تخضع للملكية الفكرية - الصفحة الرسمية للمبتكر على فيسبوك)

في استخدام لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية وسط انتشار جائحة كورونا حول العالم طوّر مهندس مصري روبوتاً يحمل اسم (Cira-03)، يتمكن من إجراء فحص كورونا لتقليل التعامل المباشر بين المريض وفريق الطاقم الطبي، لدعم الأخير في مواجهة الوباء في ظل الوضع المأساوي الذي يشهده العالم جراء تداعيات الفيروس.

ويُجري الروبوت فحص كورونا بتثبيت ذقن الشخص، ومد ذراعه الآلية لأخذ مسحة من الفم، كما يتابع العمليات الحيوية للمرضي وقياس درجة الحرارة ويأخذ عينات الدم للتحليل، وبالفعل تم استخدامه في عدد من المستشفيات الخاصة المصرية، وحققت التجربة نجاحاً بشأن التباعد بين المريض والطاقم الطبي بأكمله كإجراء احترازي للعمل على تقليل العدوى، ولقي ثقة وقبول المرضى.

ويعد الروبوت (Cira-03) الأول من نوعه في العالم بين نظائره التي تم تطويرها لمساعدة الإنسان في ظل الإجراءات التي تقتضيها جائحة كورونا. فوفقاً لتقرير نشرته وكالة "رويترز"، احتل الروبوت المصري المرتبة الأولى، وتفوق على نظيرٍ له طورته شركات كبرى، إذ تميز بقدرته على أخذ مسحة من المريض من دون تدخل أفراد الطاقم الطبي حفاظاً على حياتهم.

يقول مبتكر الروبوت المهندس المصري محمود الكومي، لـ"اندبندنت عربية"، منذ بداية الجائحة طورتُ ثلاثة إصدارات من الروبوت هدفها الأساس تقليل الاعتماد على العنصر البشري، النسخة الأولى كان الهدف منها التعامل في مناطق مثل البنوك أو المطارات والمدارس بهدف الكشف المبدئي السريع وقياس درجة الحرارة من على بعد 5 أمتار، ومراقبة مدى تجمع الناس في المكان وارتداء الكمامات، فاعتمد بالأساس على مراقبة الإجراءات الاحترازية بشكل أكبر.

يضيف، جاء الإصدار الثاني والثالث بغرض التعامل في المؤسسات الطبية والعلاجية، ويعد أول روبوت في العالم قادراً على أخذ المسحات من المرضى في ظل وباء كوفيد 19، كما يقيس الوظائف الحيوية ويفحص الإيكو وأشعة الموجات الصوتية والـX-Ray ، ويأخذ عينات الدم بغرض إجراء التحاليل.

تطوير الإصدار الرابع

وأوضح الكومي، أنه يُجري أخيراً تطويراً للإصدار الرابع من الروبوت، بهدف إجراء التشخيص المبكر للمرضى؛ ففي بعض الحالات تتطور حالة المريض سريعاً وفي الوقت نفسه يحتاج إلى وقت لإجراء فحوص وتحاليل متنوعة لتساعد على تشخيص حالته ومعرفة مرضه لتحديد العلاج المناسب.

 

 

يتابع، أن الإصدار الجديد سيعتمد على فكرة تحميل الروبوت ببيانات عن أعراض الأمراض وتقارير طبية بكميات ضخمة يصعب على العقل البشري استيعابها وتخزينها، ومن ثمّ يحلل الروبوت هذه البيانات، ويجري عمليات حسابية معقدة على ملايين الحالات التي يمكن أن تخزن عليه والوصول لنتيجة وتشخيص لحالة المريض. والفكرة توازي تماماً تراكم الخبرة والممارسة عند الأطباء، ولكن مع تقديم بيانات ضخمة فوق قدرة العقل البشري، وهذا غير متعلق بوباء كوفيد 19 فقط، ولكن يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً في التعامل مع أي مرض.

تجارب عالمية

منذ بدء انتشار الجائحة فإن الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات أصبح واقعاً يشهده العالم، فالروبوت لا يمرض ولا يحمل الفيروسات وقادر على تعقيم نفسه ذاتياً بتكنولوجيا متطورة، كما يمكن الاستعانة به في القيام بالمهام التي تشكل خطورة على الإنسان، بخاصة في ظل تفشي كورونا.

ومن التجارب الرائدة في هذا المجال تجربة الصين، التي تعتبر أول دولة استعانت بالروبوتات والذكاء الاصطناعي لمواجهة الوباء من خلال الاعتماد عليها، والدفع بها في القطاعات الطبية المختلفة ومراكز العزل الصحي لمعاونة الطواقم الطبية منذ بدء انتشار الجائحة، والتعامل مع المرضى في العزل وتقديم الطعام لهم، وقياس درجة الحرارة وما إلى ذلك.

كما تم الاعتماد على الطائرات من دون طيار "الدرونز"، لتوجيه تعليمات للسكان متعلقة بالإجراءات التي يجب عليهم اتباعها مثل ارتداء الكمامات أو البقاء في المنازل أو أي تعليمات ترغب الدولة في إبلاغها لقطاع كبير من الناس في توقيت معين لتنتقل التجربة من الصين إلى كثير من دول العالم التي اعتمدت الروبوت وسيلة آمنة للتعامل في ظل الوضع الحالي.

 

 

بهذا الشأن يذكر الكومي، أنه بالنسبة لمجال الروبوت والذكاء الاصطناعي فهو المستقبل ولا مفر من ذلك وسيكون الاعتماد عليه كبيراً وأساسياً في مجالات كثيرة بالمستقبل القريب، والدول التي لن تهتم بهذا المجال ستتخلف كثيراً عن العالم، فالأمر أشبه ببداية ظهور الكمبيوتر عندما كان يمثل شكلاً من أشكال الرفاهية أو يوجد فقط في المؤسسات الكبرى، أما الآن فهو جزء رئيس من الحياة لا يمكن الاستغناء عنه أو مجرد تخيل الحياة من دونه.

يضيف، انتشار الجائحة الأخيرة وضع الناس في احتياج شديد لتطوير التكنولوجيا في هذا المجال، نظراً لدوره في المساعدة على حماية الإنسان ومواجهة الفيروس، والاستمرار على هذا النهج في المستقبل كدعم للقطاع الطبي وغيره في مواجهة تحديات مختلفة، كما أن الجائحة أثبتت للعالم أن العلم هو الأساس، فالجميع يترقب اعتماد لقاح للفيروس والسباق محتدم بين العلماء للوصول للقاح فعّال وآمن، الأمر الذي يفرض ضرورة دعم العلماء وتبني أفكارهم من أجل حاضر الإنسان ومستقبله.

لمحة إنسانية

في الفترة الأخيرة ظهر الروبوت في قطاعات متنوعة مثل المطارات والمطاعم والفنادق، وربما كان التحدي الأكبر في الاعتماد عليه طبياً مع مصابي كورونا، هو مدى ثقة وقبول المرضى لفكرة وضع حياتهم وأرواحهم تحت رعاية روبوت، ومتابعته لقياس درجة الحرارة وأخذ عينات التحاليل وما إلى ذلك، يوضح الكومي، أن رد فعل المرضى بهذا الشأن مبشر، وهناك حماسة ورغبة منهم مع الروبوت باعتباره آمناً تماماً وغير حامل لأي مرض، فالروبوت لديه آلية للتعقيم الذاتي وتعقيم المساحة المحيطة به بالبلازما والأشعة فوق البنفسجية ويقوم بما يلزم بسرعة ودقة عالية.

يضيف، "بشكل عام حرصت على أن يكون شكله وصوته قريبين للبشر، حتى لا ينفّر أو يخاف منه المريض، وحتى الآن التجربة ناجحة تماماً، ولم تصادف أي مشكلات سواء من جانب المرضى أو الأطقم الطبية القائمة على تشغيله، لأن الغرض الأساس منها توفير أقصى قدر من الحماية للطرفين في ظل الظرف الراهن".

أهداف مستقبلية

بالطبع مثل هذا المشروع يكون الهدف منه تبنيه وتعميمه بشكل كبير في المستشفيات والمراكز الطبية لدعم القطاع الطبي فكيف يرى صاحب الاختراع الأمر وكيف بدأ اهتمامه بهذا المجال من الأساس؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول الباحث، "تخصصت بهندسة الميكاترونيكس، ولكن اهتمامي بمجال الروبوت يعود إلى مرحلة ما قبل الجامعة حيث حرصت على تعلم لغات البرمجة، وكنت مهتماً بفكرة الذكاء الاصطناعي والإصدارات الثلاثة من الروبوت (Cera) نفذتها بجهودي الذاتية بشكل كامل، وحقق الأخير منها نجاحاً كبيراً، وحصل على إشادة مؤسسات علمية مختلفة لأنه الأول من نوعه في العالم الذي نجح في تحقيق تحدي أخذ مسحة للشخص من دون الاحتكاك بعنصر بشري".

 يضيف، "ما أتمناه حالياً هو أن يتم تبني هذا المشروع من قبل وزارة الصحة المصرية والمؤسسات الطبية  وتعميمه في المستشفيات والمراكز الطبية  للدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به حالياً ومستقبلاً في دعم الأطقم الطبية سواء في ظل وباء كوفيد 19، أو بعد ذلك، فتكنولوجيا الروبوت والذكاء الاصطناعي هي المستقبل في كل المجالات بما في ذلك القطاع الطبي".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات