Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الجزائري يواجه "التحرك الإرهابي" بضربات استباقية

البلاد تتحمل عبء تدهور أوضاع دول الجوار منذ 2011

نفذ الجيش الجزائري عملية واسعة لتطهير البلاد من العناصر الإرهابية (رويترز)

طرحت تحركات العناصر الإرهابية في الجزائر تساؤلات عدة، فبعد إلقاء القبض على بعض الإرهابيين المستفيدين من الصفقة الفرنسية في مالي، جاء الإعلان عن مقتل ثلاثة شمال شرقي البلاد، ليزيد من مخاوف عودة النشاط الإرهابي مع تعيين يوسف العنابي زعيماً جديداً لـ"قاعدة المغرب الإسلامي".

القضاء على 3 إرهابيين وتساؤلات

وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن تمكّن وحدات الجيش من قتل ثلاثة إرهابيين خلال اشتباك مع جماعة مسلحة في شمال شرقي البلاد و"استرجاع ثلاثة بنادق رشاشة من نوع كلاشنيكوف وخمسة مخازن مملوءة وقنبلة يدوية ولوحة لتوليد الطاقة الشمسية، إضافة إلى 12 حقيبة ظهر تحتوي على كميات من الذخيرة وسبعة أجهزة اتصال وألبسة وأدوية". وأشارت إلى أن العملية التي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب سمحت بتمشيط منطقة واد بوعايش في محافظة جيجل، مؤكدة عزم قوات الجيش على تعقب هؤلاء المجرمين ومدى يقظة القوات المسلحة والتزامها بالحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

وربطت جهات العملية العسكرية الناجحة التي نفذتها قوات الجيش، بتعيين يوسف العنابي زعيماً جديداً لتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" منذ حوالى أسبوع، على اعتبار أن المنطقة التي عرفت الاشتباك محسوبة على التنظيم، كما أن القائد الجديد يبحث عن "صناعة" اسم له عبر إحداث ضجة إعلامية تساعده على تجنيد عناصر إضافية، إلى جانب فرض احترام داخل التنظيم وأمام الجماعات الإرهابية والمسلحة الأخرى.

تحديات "العنابي"

وفي هذا الشأن، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية المهتم بالشؤون الأفريقية مبروك كاهي أن الجيش الجزائري في حالة تطهير بقايا الجماعات الإرهابية بعد أن قام بتحييد الفلول وإزاحة خطرها، ولا يمكن ربط التحرك الإرهابي بما هو حاصل في منطقة الساحل التي تضم جنسيات مختلفة وأهدافها معروفة مثل اختطاف الرهائن والمطالبة بالفدية وزعزعة الاستقرار والتعامل مع عناصر شبكات الجريمة المنظمة. أما في الجزائر، فالعناصر الإرهابية محدودة تتكوّن في العادة من فرد إلى أربعة على الأكثر، وكلهم من الجزائريين، وهدفهم الترويج الإعلامي والتشويش. ويقول إن ذلك لا يمنع أخذ الحيطة والحذر وعدم الاستهانة بخطرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل كاهي أن "أوّل التحديات التي تواجه الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يوسف العنابي، هو الولاء وضمان تماسك الجماعة التي تعاني الإحباط"، مبرزاً أن العناصر التي ألقت  قوات الأمن القبض عليها ولها علاقة بالصفقة الفرنسية في مالي، كانوا عائدين إلى بيوتهم وليس لتنفيذ عمليات إرهابية، ما يؤشر إلى الإحباط والملل، ثم إن عمليات التطهير التي يقوم بها الجيش تمتد إلى ما قبل تعيين الزعيم الجديد، وهي مستمرة بوجوده وبغيابه، حتى يستتب الأمن في كامل البلاد.

وشدد أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لن يعود، لأن القوى الدولية لها رهانات أكبر من هذا التنظيم المحنط، على الرغم من أن خطر الإرهاب يبقى كاملاً ما دامت الأسباب قائمة. وختم أن ما قام ويقوم به الجيش رسالة للداخل والخارج بأنه متحكم في الوضع، يراقب العناصر المتسللة عبر الحدود من الخارج، ويفكك الخلايا التي تنشط في الداخل.

أرقام

وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن القضاء على 12 إرهابياً وتوقيف خمسة آخرين، فيما استسلم ثلاثة  خلال السداسي الأول من عام 2020. وأفادت الحصيلة بأنه في إطار مكافحة الإرهاب، ألقي القبض على 50 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، وثلاثة أشخاص حاولوا الالتحاق بالجماعات الإرهابية، مع كشف وتدمير 153 مخبأ للإرهابيين و235 قنبلة تقليدية الصنع و23 لغماً وأكثر من 112 كلغ من المواد المتفجرة و43.5 كلغ من مواد كيماوية لصنع المتفجرات و37 قطعة ديناميت.

كذلك تم استرجاع 124 قطعة سلاح و22 كلاشنيكوف و80 بندقية من مختلف الأنواع و15 مسدساً آلياً، إلى جانب استرداد 53 مخزن ذخيرة، و14 مقذوفاً وحوالى 29 ألف طلقة من مختلف العيارات.

كما ذكرت الوزارة أن العمليات التي نفّذت من 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى بداية ديسمبر (كانون الأول) 2020، سمحت إضافة إلى العملية الناجحة التي قامت بها قوات الجيش أمس، بتدمير 16 مخبأ للجماعات الإرهابية وقنبلة تقليدية الصنع وكمية من الذخيرة ومواد غذائية وأغطية وأغراض أخرى.

عبء دول الجوار

في السياق، يعتبر الضابط العسكري السابق أحمد كروش أن "العملية الناجحة تندرج في سياق النشاط الروتيني الذي دأب عليه الجيش من أجل تطهير البلاد من العناصر الإرهابية المجرمة"، قائلاً إنه "من السابق لأوانه اعتبار الإرهابيين المقبوض عليهم هم من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأن بيان وزارة الدفاع لم يتطرق إلى انتماءاتهم"، وموضحاً أن الجزائر تتحمل عبء تدهور أوضاع دول الجوار منذ 2011، بحيث باتت الجماعات الإرهابية تتحرك وتمرح في مساحات جغرافية واسعة من دون رادع. وأضاف أن الجيش يواجه الإرهاب بضربات استباقية تقيّد محاولات تحرك عناصره.

المزيد من تقارير