Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جولة "هادئة" للجنة الدستورية السورية بعيدا من مسائل جدلية

تناول المشاركون قضية اللاجئين وعودتهم الطوعية الآمنة

رئيس وفد هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة السورية هادي البحرة (غيتي) 

تمر جلسات اللجنة الدستورية السورية المصغرة في جولتها الرابعة في سويسرا، منذ 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، من دون مناكفات تُذكر، إذ غلّبت الأطراف بوفودها الثلاثة الممثلة لكل من الحكومة والمجتمع المدني والمعارضة الطرح والنقاش الهادئين، متيحة حيزاً للملف الإنساني.

ويرجع مراقبون سلاسة الجلسات إلى عدم غوص المشاركين فيها بعد في نقاط جدلية حول صياغة "الدستور الجديد".

في المقابل، تشي المعلومات الواردة بحضور طاغ لقضية عودة اللاجئين، التي خيمت على جدول أعمال الجولة المستمرة حتى 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والإسهاب في مناقشتها من مبدأ دستوري وقانوني، على الرغم من أن جدول الأعمال قد حدد مناقشة المبادئ الوطنية الأساسية للبلاد.

عودة اللاجئين والعقوبات

في غضون ذلك، يحاول جميع أعضاء اللجنة المصغرة التقيد بالمهام الموكلة إليهم بشكل حصري، لكن الأصوات تعالت في غمرة معاناة اللاجئين، الذين لا يملكون القدرة حتى على مقارعة برد الشتاء القارس، أو قساوة الحصار على السوريين في الداخل.

ويرى عضو اللجنة الدستورية الدكتور علي عباس، المشارك في جلسات جنيف، أهمية في التركيز على قضية اللاجئين الحيوية، لأن "عودتهم الطوعية الآمنة، ورفع العقوبات الجائرة يشكلان أكبر تحد أمام إعادة الإعمار. وهذه القضية تُعد الأهم بالإضافة إلى ملف الإرهاب".

المضامين الدستورية

في المقابل، لا يبدو رئيس وفد هيئة التفاوض الممثلة للفريق المعارض هادي البحرة بعيداً مما طرحه وفد الحكومة حول عودة اللاجئين إلى سوريا، لكنه رأى في إحاطة له أن "نقاش هذا الجانب في الجلسات انحصر في المضامين الدستورية الخاصة بحقوق اللاجئين وعودتهم الآمنة، مع جملة من الإصلاحات، بالإضافة إلى مناقشة مسألة المغيبين قسرياً".

ويلفت البحرة إلى أنه لا يمكن فك ترابط هذه القضايا، مع ضرورة شمولية الحل السياسي وتطبيق القرار 2254 بمواده الأربع، لأن ذلك "يشكل ضمانة للسوريين بالعودة إلى بلادهم وفتح صفحة جديدة في تاريخها، ومن دون ذلك يصعب إقناع السوريين بالعودة".

التقدم في الجولات

وزرع المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون الأمل في نفوس المشاركين، عشية انطلاق الجولة الحالية، معززاً في كلمة له بناء الثقة بين الأطراف السورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسبق الجولة الرابعة بأسابيع، جملة من الزيارات الدبلوماسية المكثفة قام بها بيدرسون لدمشق، التقى خلالها وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم مع زيارات إلى الرياض والقاهرة وأنقرة وموسكو وطهران، وسط تفاؤل بدعم دولي سيتحقق في هذا الشأن وفقه.

ومع عدم وجود جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية، تنعقد الجولة الرابعة لمتابعة مناقشة جدول أعمال الجولة الثالثة حول ولاية اللجنة والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، مع مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية.

الدستورية والتحديات

من جهته، شدد معاون وزير الخارجية بشار الجعفري على أن إنجاح عمل هذه اللجنة يستلزم احترام قواعد إجراءاتها المتوافق عليها، ورفض أي تدخلات خارجية في أعمالها.

وذكر الجعفري في 25 نوفمبر المنصرم في جلسة أممية عن الشأن السياسي والإنساني في سوريا، "هناك محاولات من قبل بعض الحكومات لفرض جداول زمنية مصطنعة، فاللجنة الدستورية سيدة نفسها والشعب السوري وحده صاحب الحق الحصري في صنع مستقبله".

من جانبه، يحدد عباس أبرز التحديات في الجولة السابقة أو الحالية، قائلاً "لم يكن هناك توافق، كيف سننتقل إلى الجولة المقبلة لنناقش المبادئ الأساسية في الدستور؟ أعتقد أن المبادئ الوطنية تشكل الأساس الحقيقي للدستور مستقبلاً".

ويضيف "ليس المهم الاتفاق على العناوين، لكن الأهم الاتفاق على المضامين. مثلاً، كلنا ندين الاحتلال، وأي قوة أجنبية من دون موافقة حكومية هي احتلال، لكن الطرف الآخر يرى القوات الأميركية أو التركية على الأرض السورية صديق، وهنا يكمن الجوهر".

المراوحة في المكان، هو التوصيف الأقرب لما يسيطر على جلسات الجولة، في حين يتوقع أن تكون الجولة الخامسة أكثر إثارة للجدل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير