Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلة كوثر علي يقلقها التردد في الموقف حيال النساء السود

الطالبة ونجمة "روكس" تتألق في شخصية "سمية" وتتحدث عن تمثيل المسلمات على الشاشة

تشكل الصداقة بين المراهقات السود والمسلمات الأميركيات إحدى نقاط تميز العمل الدرامي "روكس" (فليكرينغميثز.كوم)

"كنساء من العرق الأسود نُدفع إلى الشعور بأنه يتوجب علينا امتلاك مظهر خارجي صلب، لكن لا يجدر بنا ذلك. ولا بأس، برأيي، لو أظهرنا عواطفنا، وعبرنا عن مشاعرنا. نحن في النهاية مجرد بشر"، وفق كلمات نجمة دراما بلوغ سن الرشد "روكس"، كوثر علي البالغة من العمر 16 عاماً.

يروي الفيلم الرقيق والمبهج قصة مراهقة من مقاطعة "هاكني" معروفة بلقب "روكس" بسبب دفاعها الشرس عن صديقاتها، ووقوفها في وجه المتنمرين، تتولى رعاية أخيها الأصغر سناً بعدما هجرتهما والدتهما، واختفت. وتجسد بوكي باكراي شخصية "روكس"، في حين تلعب كوثر علي دور سمية، الصديقة الحميمة التي لا تعرف شيئاً عن مصاب "روكس"؛ إذ تخفي الأخيرة ما يجري معها عن الجميع، مخافة أن تؤخذ وأخوها إلى دار للرعاية ويفترقا.

"أنا لست بحاجتك"، تصرخ "روكس" والدموع في عينيها، عندما تحاول سمية إقناعها بأن تصارحها وتفتح لها قلبها. وتتشاجر الفتاتان وتنهار علاقتهما، الأمر الذي يترك سمية في حالة من الألم والاضطراب الشديدين.

تغضب "روكس" وتبدأ في الدفاع عن نفسها، وتواجهها سمية بمزيج من الدفء والحماقة... "لِمَ تظنين أنه لا يمكنك التعبير عن مشاعرك؟ كل هذه المشاعر تثقل كاهلك ولا تودين طلب المساعدة من أحد؟ ولكن لا بأس أن نطلب المساعدة، ولا بأس أن نستسلم"، وفق كلمات سمية في الفيلم.

في المقابل، تضيف علي أن سلوك "روكس" غير مفاجئ بالنظر إلى التوقعات الموضوعة للنساء السود... "هذا بالضبط ما قصدته حينما تحدثت عن وجوب أن تكون النساء السود قويات؛ إذ لا يقدر الناس على تحديد إذا كانوا يريدون للنساء السود أن يكن درعهم أو هدفهم. أيهما تريدوننا أن نكون؟ النساء السود جميلات وقويات ورائعات ولا أستطيع اختزالنا بكلمات. فكروا لبرهة بكل ما مررنا به من معاناة وكيف تعاطينا معه، أباً عن جد".

لم يكن لدى كوثر، أو باكراي، أي تجربة تمثيلية احترافية قبل أن تختارهما لوسي باردي، المتخصصة في تجارب الأداء التي تبحث عن المواهب في الشوارع ("فاتنة أميركية" American Honey و"هاجموا المبنى" Attack the Block)، كي تؤديا بطولة فيلم "روكس".

كانت علي في الثالثة عشرة من عمرها حينما أتت باردي ومعها المخرجة سارة غافرون إلى مدرستها الكائنة شرق لندن، كي تراقبا عن كثب كيفية تصرف الفتيات في الصف... "يومها، ظننا أنهما مجرد معلمتين عاديتين، لذا لم نعرهما أي اهتمام". والشيء التالي الذي عرفته علي أنها مدعوة للمشاركة في ورش عمل خاصة بالفيلم. وبعدها بتسعة أشهر وبعد انتقاء النخبة من بين الطالبات الـ1300 المرشحات، حصلت علي على دور. ولما اجتمعت بها في مكالمة فيديو، بدت مختلفة عن الشابة الظريفة التي نراها في الفيلم. فبعد مرور عامين على تصوير "روكس"، فوجئت بعلي تضع طلاء "ماسكارا" للرموش، وتتزين بأقراط ذهبية مستديرة وتتكلم بسرعة المراهقين مع تحريك يديها بكثرة أثناء الحوار.

"حينما كنا نصور، لم يكن أحد منا يتوقع لـ(روكس) أن يصبح ما هو عليه اليوم"، تخبر علي. وتضيف: "لم نشعر حياله بالقلق حتى بدأ عرضه على (نتفليكس). كيف لا أقلق وأفقد صوابي وأنا معتادة على مشاهدة هذه القناة بعد عودتي يومياً من المدرسة، أتفهمين ما يعنيه ذلك؟ أن أشاهد نفسي على (نتفليكس) ليس أمراً عادياً، إنه أشبه..."، تشرح علي في حين تميل إلى الوراء واضعةً رأسها بين يديها وكأنها تمنعه من الانفجار: "صدقيني، ما زلت حتى الآن تحت الصدمة".

وبفضل مصداقيته الخام، قورن "روكس" بفيلم "بنوتة" Girlhood لسيلين سيما و"كيس" Kes لكين لوك، مع أن هذين الفيلمين كانا مزيجاً من الحوار المكتوب والحوار المرتجل، في حين اقتصر "روكس" على الارتجال تقريباً. فكل ما حصلت عليه الفتاتان مجرد مخطط عام خالٍ من أي حوار.

"كنا نعتمد أسلوب التصوير وفق التسلسل الزمني للقصة، لذا كنا نعلم جميعاً ما الذي سيحدث في المرحلة المقبلة"، تحكي علي. وتضيف: "في كل مرة كنا نحضر فيها إلى موقع التصوير، كانت سارة والكاتبتان (تيريزا إيكوكو وكلير ويلسون) تعطياننا وصفاً تحليلياً موجزاً لنقوم علي أساسه بتبادل الأفكار في حين بيننا ونشكل الكلمات".

في بعض الأحيان، لم تكن الفتاتان تعلمان بأن الكاميرات من حولهما تصور... "لم تتفوه سارة بكلمتي (تصوير) action، أو (اقطع)cut . وفي أغلب الأحيان، كانوا يتركوننا نتحادث بطريقة عفوية ويصوروننا من دون أن نعلم"، تذكر علي.

أرادت غافرون أن تكون عملية إنتاج الفيلم تعاوناً حقيقياً، لذا أعادت تصوير مقطع داخل الصف نزولاً عند طلب علي.

"لم يبدُ الأمر حقيقياً. لم يبدُ الأمر صادقاً، أو على نحو ما يجب أن يكون عليه الصف في المدرسة. ولهذا السبب، أعدنا المشهد كله".

وحينما وجدت علي من يصغي إلى آرائها بطريقة غير فوقية، أحست كما لو أنها "في المدينة الفاضلة". تقول: "أنا معتادة على المدرسة، حيث يسيطر البالغون ويُفرض عليك اتباع القواعد والاهتمام بشؤونك الخاصة، لكن في موقع التصوير، كان لدى كل واحد منا دور ورأي. وإذا لم نرغب في لقطة ما، كنا نجاهر برغبتنا بكل سهولة. وبالنسبة إليّ، جاء الأمر أشبه بالتحدث إلى شقيقاتي أو عماتي أو صديقاتي المقربات. شعرت على خلاف العادة بأن صوتي مسموع".

ونتيجة مشاركتها في "روكس"، أحبت علي الأفلام، وقررت خوض غمار العمل التلفزيوني. وبالفعل، اختيرت لتمثل في المسلسل الكوميدي "وحدة إحالة الطلاب" (تقدم تعليماً للطلبة غير القادرين على ارتياد المدرسة) الذي يعرض على قناة "بي بي سي 3"، وتدور أحداثه حول مجموعة أطفال مستبعدين من المدرسة. عدا عن ذلك، كتبت علي فيلمين قصيرين، أحدهما عن فتاة وشقيقها التوحدي الأصغر سناً. تقول مبتسمة "أتمنى في يوم من الأيام أن أكتب فيلماً روائياً طويلاً وأخرجه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد غيرت تجربة فيلم "روكس" نظرة علي وتطلعاتها للمستقبل. وقبله (لم تكن) تشعر بأن الوصول إلى عالم الأفلام ممكن، لأنها بكل بساطة لم ترَ أحداً يمثلها على الشاشة؛ إذ نشأت علي وترعرعت في "فوريست غايت" في كنف عائلة بريطانية صومالية مسلمة، وهي الأصغر بين أشقائها الأربعة. وقد كافحت ونافست طيلة حياتها حتى تلقى منهم آذاناً صاغية.

"كنت دوماً تلك الفتاة التي تقول (يا شباب مهلاً!) فينقضون عليها ويردون بـ(هيا تحركي!)"، تروي علي ضاحكةً. وفي حديثها، تصف علي منزلها الأسري بأنه "ينضح" بـ"طاقة محبة ومثيرة"، تماماً كمنزل سمية في "روكس".

"عادةً ما تصور الشخصيات المسلمة على الشاشة بوصفهم ضحايا أو معتدين. ألا يمكننا أن نكون أشخاصاً عاديين؟ وعندما أقرأ أحد السيناريوهات وفيه مساحة لشخصية مسلمة، أقول في نفسي (رائع، هناك شخصية مسلمة في الفيلم!)، لكنني أفاجأ بعدها أن هذه الشخصية ترتدي حجاباً! حسناً، نحن كالآخرين. ما قصة التركيز على موضوع الحجاب؟ أنا لا أفهم الطائل من ذلك ولا أفهم السبب وراء الصورة النمطية عن أن النساء المحجبات مقموعات".

لقد ضاقت علي ذرعاً بمشاهدة أفلام تظهر فيها النساء المسلمات كأنهن "غير سعيدات بديانتهن". وبنظرها "روكس" مختلف عن غيره من الأفلام لأن سمية هي سمية. نعم، هي مسلمة، لكن إسلامها ليس الشيء الوحيد الذي يعرف عنها. إنها بكل بساطة، مراهقة شابة، ويصدف أنها مسلمة... "في (روكس)، الإسلام جزء من هويتي، لكنه لا يختصرني".

وفي المقابل، من الواضح أن الرومانسية غائبة كلياً عن "روكس". ولو كان الفيلم إنتاجاً هوليودياً، لأوجدوا للبطلة حبيباً، ولكنها هنا صاحبة أولويات أخرى. فهل يتطابق ذلك مع تجربة علي وصديقاتها؟ "نعم"، ترد علي بانزعاج وبهجة معاً: "أنا لا أفهم أبداً هذا التصور السائد بأن الفتيات يلاحقن الشباب دائماً. كلا، هذه ليست الحال على أرض الواقع. عندما أكون برفقة صديقاتي المقربات، نتكلم عن أمور مسلية أو نخرج إلى الشارع للعب على لوح التزحلق. نحن لا نأبه مطلقاً للشباب وليسوا محور تفكيرنا أبداً".

بالنسبة إلى علي، لا شيء أهم من صديقاتها: "الصداقات بين النساء السود هي (ما هي عليه). من الذهاب إلى منزلي لتناول الـ(نودلز) أثناء مشاهدة (نتفليكس) إلى معارك الـ(كاسترد) في وصف الطهي"، توضح علي في حين تضرب رأسها بيدها... "لا أقوى حتى على شرح الحب الكامن في كل هذه التفاصيل".

يعرض فيلم "روكس" حالياً على قناة "نتفليكس" Netflix.

لقراءة ما تبقى من حواراتنا مع النجوم الصاعدة، اضغط هنا.

© The Independent

المزيد من سينما