Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عربات بيع الطعام في السعودية ... اتفاق واختلاف وتكلفة عالية

للمرأة دور كبير في انتشار الظاهرة سواء أكانت مالكة للعربة أو حتى بائعة

جانب من العربات المتنقلة في مدينة الرياض (إندبندنت عربية)

عربات مرخصة وعربات غير مرخصة، جهة تتدخل في شؤون أصحاب العربات وأخرى تحدد أماكن معينة، مشروع ناجح وآخر خاسر، آلاف من الحشود ومئات من الزائرين، مناطق مخصصة، وأخرى عشوائية، عدم الرضا هنا، ورضا تام هناك، هكذا تبدأ القصة.

فكرة قديمة تعود لأكثر من قرن، أصبحت ظاهرة في السعودية، قبل خمسة أعوام وتحديداً في عام 2014 غزت عربات بيع الطعام الشوارع بكثرة، وبدأت بالانتشار تدريجياً إلى أن أصبحت اليوم وسيلة حديثة وأسلوباً جديداً، في تقديم أصناف الطعام في السعودية.

يبلغ عددها في مدينة الرياض 133 عربة، فيما يبلغ عددها الإجمالي في السعودية 279 عربة.

حسب المزاج

غالباً ما تكون بداية العمل في الرابعة مساء، ونهاية العمل في الثانية صباحاً، والبعض منهم يفتتح عربته أوقات الصباح إذا كان يسمح وقته بذلك، العمل على حسب المزاج وحسب الظروف، حيث تمر أيام طويلة تجد بعض العربات مغلقة، وحين تسأل عنها تجد الإجابة: لا أعلم، هذا ما أكده لنا فيصل أحد الزبائن الدائمين لإحدى العربات الواقعة في طريق الأمير تركي الأول، والذي أتى من أجلها ووجدها مغلقة حيث قال "أتيت من أجل إحدى العربات والتي كانت مغلقة لليوم الثالث على التوالي، ولا أعرف السبب".

السرقات

آلات ومعدات باهظة الثمن، ولصوص محترفون يعرفون من أين تؤكل الكتف. يقول سعود 29 عام-مالك لأحد العربات-"كنت أخسر بسبب السرقات التي أعاني منها، ولا حياة لمن تنادي، لا تستطيع مراقبة العربة بعد انتهاء الدوام، والسارق يستغل الوقت".

لاسيما وأن هذه العربات تبقى وحيدة لفترات طويلة، 12 ساعة من العزلة، إذ يقوم السارق بكسر الزجاجة أو بخرق العربة أو بكسر القفل وسرقة الآلات والمعدات والمواد المخصصة للطهي.

وأضاف "لا يوجد حل واضح، ولكن أصبحت أعود بالمعدات إلى المنزل مع نهاية الدوام، وأصطحبها معي إلى العربة في اليوم التالي".

نساء يبعن

للمرأة دور كبير في انتشار الظاهرة في السعودية، سواء أكانت مالكة لعربة ما أو حتى بائعة، حيث يحق للمرأة أن تأخذ الفرصة كما هو الحال بالنسبة للرجل، وفق الضوابط والشروط المفروضة.

نجود 31 عاماً واحدة من أوائل السعوديات اللاتي بدأن مشروعهن عبر العربات تقول "لم يتقبل أحد الفكرة عندما بدأنا كنساء سعوديات، كان الزوار يستغربون عندما نقوم بتقديم الطلبات لهم، مع مرور الوقت بدأ المجتمع بالتأقلم".

كانت المرأة السعودية في السابق إذا أرادت أن تفتتح مشروعها الخاص، تكلف أحد أقرباها لينوب عنها في الإشراف، لكنها اليوم أصبحت تشرف على مشروعها بنفسها.

وأضافت "في السابق كنساء سعوديات كان عددنا قليلاً جداً، الآن النساء السعوديات عرباتهن تطغى على الشباب".

التكلفة

بالطبع يعتقد الكثيرين أن تكلفة العربات تعد أقل بكثير من تكلفة المحال التجارية، وأن الإقبال عليها أصبح كثيراً لسهولة بدء المشروع فيها ولقلة تكلفتها، وفي الواقع ثبت غير ذلك، حيث يقول ريان النقير أحد شركاء مجموعة عربات (4Twins) الشهيرة في السعودية "إن العربة الواحدة تكلفنا ضعف المحل التجاري، حيث تختلف من عربة إلى عربة أخرى"

وأضاف "افتتحنا فرعنا الأول والذي بلغت قيمته نصف تكلفة العربة الواحدة، والإشكالية تكمن أننا اشتهرنا عبر العربة، سنستمر عبر العربات ونتوسع عبر المحال التجارية".

قطار الرياض

قطار الرياض أحد المشاريع الضخمة التي تشهدها العاصمة الرياض، القائمون عليه أنشأوا مركزاً للزوار يهدف لتثقيف وتعريف سكان مدينة الرياض بأهمية المشروع الأكبر من نوعه للنقل العام ولجعله وجهة ترفيهية تفاعلية، ومن ضمن الخطط التسويقية للمركز وتم إنشاء مكان مخصص للعربات لخدمة قاصدي المركز، والذي بدوره أصبح موقعاً مهماً يتهافت عليه الناس من كل حدب وصوب. يقول سعود أحد الزوار الدائمين "الفكرة التسويقية الذكية جعلت من المكان جميلاً، أحب كل شيء هنا، جميع الأصناف والأكلات متوفرة"

مع نهاية الأسبوع يزداد المكان رونقاً وجمالاً، والكراسي تكتظ بالزوار، ويكون للعربات نصيب الأسد من حيث الدخل المادي.

اتفاق واختلاف

وتقوم الأمانات والبلديات بالتنسيق مع المرور باختيار مواقع محددة للعربات، ويُمنع مزاولة النشاط بدون ترخيص، وعلى الرغم من كل ما يعانيه البائعون من صعوبات ومشقة، إلا إننا نجد البعض منهم راضياً والبعض الآخر غير راض عن الشروط التي تفرض، والقرارات التي تُصدر فجأة، حيث تقول منى مالكة عربة "ميمي ترك" والتي تعمل لوحدها في العربة "المكان القديم الذي يقع بالقرب من الهلال الأحمر والمخصص لعربات بيع الطعام هو أحد الأماكن الرائعة التي هدمتها البلديات، بدأنا هناك واشتهرنا هناك، كثير من الزملاء تركوا العمل ولم يبق سوى القليل منهم".

الموقع الذي بدأت فيه قصة عربات بيع الطعام في مدينة الرياض، والذي اشتهرت فيه كثير من العربات وأصبحت تنافس مطاعم وشركات عالمية ذات علامات تجارية متخصصة في مجال التغذية، والذي هدمته الأمانات والبلديات وقطعت الطريق على أصحاب العربات وأغلقت المكان بدون أي أسباب واضحة تذكر.

وأضافت "كنا كالعائلة حقا، أتذكر أننا كنا نقوم بجمع المال لتزيين المكان، وشراء الكراسي والطاولات وتوفير أقصى سبل الراحة للزوار والزبائن".

وفي السياق ذاته تقول أماني مالكة عربة (فلامنغو) الواقعة في منطقة عربات طريق تركي (الأول) شمال الرياض "إن الشروط التي تفرضها الأمانات والبلديات طبيعية، وإن ما تقوم به هو من أجل المصلحة العامة".

 

المزيد من العالم العربي