Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خامنئي يتوعد بالثأر لمقتل فخري زادة "في الوقت المناسب"

الرئيس الإيراني اتهم إسرائيل باغتيال العالم النووي مؤكداً أن بلاده لن تقع في "فخها" لخلق "فوضى" في المنطقة

منذ لحظة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الجمعة، تتأجج مشاعر الغضب لدى المسؤولين الإيرانيين، الذين لم يتأخروا باتهام إسرائيل بالوقوف وراء العملية التي نُفذت بكمين مسلح في العاصمة طهران، متوعدين بالثأر لمقتله، ما رفع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

في بيان نشره موقعه الرسمي السبت، 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، توعد الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي بالثأر لمقتل فخري زادة، داعياً إلى "معاقبة المنفذين والمسؤولين عنها"، وأيضاً "مواصلة الجهود العلمية والفنية" للعالم النووي.

وجاء في البيان، "يجب على جميع المسؤولين أن يضعوا قضيتين مهمتين بجدية على جدول أعمالهم. القضية الأولى تتمثل في متابعة هذه الجريمة والمعاقبة الحتمية لمنفذيها ومن أعطوا الأوامر لارتكابها، والأخرى هي مواصلة جهود فخري زادة العلمية والتقنية في المجالات كافةً التي كان يعمل عليها".

ووصف خامنئي فخري زادة بأحد علماء إيران "البارزين والممتازين في المجالين النووي والدفاعي"، قائلاً إنه قُتل على "أيدي العملاء المجرمين والأشقياء".

اتهام إسرائيل والرد "في الوقت المناسب"

الرئيس الإيراني حسن روحاني، اتهم من جهته إسرائيل باغتيال العالم الإيراني، الذي تُرجح الدول الغربية أن يكون العقل المدبر لبرنامج طهران النووي السري، قائلاً إن تل أبيب تسعى إلى التسبب بـ"فوضى" في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لن تقع في هذا "الفخ".

وقال روحاني في اجتماع للحكومة، "الشعب الإيراني أذكى وأكثر حكمة من أن يقع في فخ مؤامرات الصهاينة. هم يفكرون بخلق فوضى، لكن عليهم أن يدركوا أننا كشفنا ألاعيبهم ولن ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة".

وحذر روحاني "كل أعداء إيران" من أن مسؤوليها "أكثر شجاعة من أن يتركوا هذا العمل الإجرامي من دون رد. في الوقت المناسب، سيردون على هذه الجريمة".

وفي بيان أصدره في وقت سابق السبت، قال الرئيس الإيراني، "مرةً أخرى تلطخت أيادي الاستكبار العالمي الشريرة، وعملاء الكيان الصهيوني بدماء أحد أبناء الثورة والوطن"، مضيفاً أن موت فخري زادة لن يبطئ عمل إيران النووي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

تكتم إسرائيلي

وحتى اللحظة، امتنعت إسرائيل عن التعقيب على مقتل فخري زادة. وذكرت قناة "إن12" الإخبارية الإسرائيلية  السبت، أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى في سفاراتها بجميع أنحاء العالم بعد التهديدات الإيرانية بالثأر لمقتل العالم النووي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزارة لا تعلّق على المسائل الأمنية المتعلقة بممثليها في الخارج.

وقد يؤدي اغتيال زادة إلى مواجهة بين إيران وأعدائها في الأسابيع الأخيرة الباقية من فترة حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي انتهج سياسة الضغط الأقصى ضد طهران، وقد يعقد أي جهود يبذلها الرئيس المنتخب جو بايدن لإحياء الانفراجة التي شهدتها العلاقات الغربية مع طهران خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك عند توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني) المقبل. 

وامتنع البيت الأبيض ووزارتا الدفاع والخارجية والاستخبارات المركزية الأميركية وفريق بايدن الانتقالي عن التعقيب على الحادثة.

وألمح روحاني، في خطابه الذي جاء خلال الاجتماع الأسبوعي للهيئة الوطنية لمكافحة "كوفيد-19"، السبت، إلى وجود رابط بين توقيت الاغتيال وقرب تسلم بايدن مهامه الرئاسية.

وقال، "هذا الاغتيال الهمجي يظهر أن أعداءنا يمرون بأسابيع عصيبة، يشعرون خلالها بأن فترة ضغطهم تتراجع، والوضع الدولي يتبدل". ورأى أن أعداء إيران "يريدون الاستفادة لأقصى حد... من الأسابيع المتبقية" بهدف "خلق وضع غير مستقر في المنطقة".

ألمانيا تدعو إلى ضبط النفس

حثت ألمانيا جميع الأطراف، السبت، على ضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر بما قد يُخرج أي محادثات حول برنامج إيران النووي عن مسارها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "قبل أسابيع قليلة من تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، من الضروري الحفاظ على مساحة الحديث مع إيران بما يسمح بتسوية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني من خلال التفاوض".

وتابع في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "لذا نحث كل الأطراف على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الوضع أكثر".

عملية الاغتيال

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، الجمعة، وفاة فخري زادة متأثراً بجروحه بعيد استهدافه من قبل "عناصر إرهابية". وأوضحت أنه أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، وتوفي في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.

وفي حوالى الساعة 02:30 مساء بالتوقيت المحلي الجمعة، أمطر أحد المسلحين سيارة فخري زادة بالرصاص بعد انفجار سيارة ملغومة بالقرب من سيارته، بحسب وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، التي أضافت أن أحد حراس العالم تعرض لإطلاق النار أربع مرات، قبل أن يُنقل فخري زادة بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى في مدينة أبسرد بمنطقة دماوند على بعد نحو 70 كيلومتراً شرقي طهران، حيث فارق الحياة.

وبعيد تأكيد وفاته، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عبر "تويتر"، أصابع الاتهام إلى إسرائيل، متحدثاً عن "مؤشرات جدية" لدور لها في الاغتيال.

محسن فخري زادة

ويعد فخري زادة من أبرز العلماء الإيرانيين في مجاله، وكان يشغل منصب رئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أدرجت اسمه على لائحة العقوبات عام 2008، على خلفية "نشاطات وعمليات أسهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، واتهمته إسرائيل سابقاً بالوقوف خلف البرنامج النووي "العسكري" الذي تنفي إيران وجوده.

وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وصف فخري زادة بأنه "أب البرنامج النووي العسكري الإيراني".

وبين عامي 2010 و2012، اغتيل ما لا يقل عن أربعة علماء إيرانيين يشتبه بصلتهم ببرنامج طهران النووي، في ما وصفته السلطات الإيرانية بأنه برنامج اغتيال يستهدف تخريب برنامجها للطاقة النووية، علماً أنها تنفي باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

المزيد من الشرق الأوسط