واصلت "وول ستريت" قفزاتها أمس، إذ اخترق مؤشر داو جونز مستوى 30 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه، ودبت حالة من التفاؤل في أوساط المستثمرين مع بدء عملية الانتقال الرسمي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، في وقت زادت التوقعات بحدوث انتعاش اقتصادي في السنة المقبلة، مع التقدم السريع في نتائج لقاحات كورونا.
وارتفع داو جونز الصناعي 454.97 نقطة أو 1.54 في المئة إلى 30046.24، بينما زاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 57.82 نقطة أو 1.62 في المئة إلى 3635.41 نقطة، وقفز ناسداك 156.15 نقطة أو 1.31 في المئة إلى 12036.79.
وكان داو جونز قد اخترق الثلاثين ألف نقطة خلال الجلسة، وصار الخبر حدثاً رئيساً في وسائل الإعلام، على الرغم من أن هذا الرقم يعد حاجزاً نفسياً، إذ إنه لا يعني شيئاً للمستثمرين المحترفين الذين يراقبون أداء الشركات، ويراهنون على توقعات الاقتصاد، بصرف النظر عن الحواجز النفسية للأرقام.
ومن بين قطاعات "ستاندرد آند بورز" الـ11 الرئيسة، حققت 10 منها مكاسب بقيادة قطاعات المالية والمواد الأولية والطاقة، بينما سجلت الصناعات رقماً قياسياً، ويتجه المؤشر إلى تحقيق أفضل أداء شهري منذ أبريل (نيسان)، حسب بيانات "رويترز".
بايدن ويلين
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعطى الاثنين الماضي الضوء لبدء النقل الرسمي للسلطة، وهي عملية تأخرت أسابيع، وتركت شكوكاً لدى المستثمرين، خصوصاً مع إصرار ترمب على فوزه، والطعن في نتائج الانتخابات.
وارتفعت معنويات المستثمرين أيضاً هذا الأسبوع، بعد انتشار تقارير تفيد بأن بايدن يخطط لترشيح رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين إلى منصب وزيرة الخزانة، ما يضع امرأة في هذا المنصب للمرة الأولى منذ إنشاء الوزارة في عام 1789.
توزيع لقاح كورونا
كما كان لأخبار نتائج لقاحات فيروس كورونا، الأثر الأكبر في خلق حالة تفاؤل في البورصات، إذ أشارت بعض المعلومات إلى إمكانية أن يكون اللقاح متاحاً قبل نهاية العام. وقال الجهات الأميركية المسؤولة، أمس، إنها تخطط لتوزيع 6.4 مليون جرعة من لقاح كورونا على مستوى الولايات المتحدة بشكل أولي، وذلك بعد الموافقة من المنظمين على أول جرعة لاستخدامها في حالات الطوارئ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقفز سهم شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية 6.43 في المئة، لتتجاوز قيمته السوقية 500 مليار دولار، مستبقاً إضافة الشركة إلى مؤشر ستاندرد آند بورز، وفي ظل توجه كبير من المستثمرين لأسهم شركات الطاقة البديلة، التي يتوقع أن تركز إدارة بايدن عليها في الفترة المقبلة.
وكانت "بلاك روك"، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، قد أوصت برفع وزن الأسهم الأميركية، وأسهم ذلك في اشتعال الشراء على الشركات، خصوصاً شركات التكنولوجيا.
هل الصورة وردية؟
على الرغم من حالة التفاؤل هذه، فإن هناك حقائق على الأرض أيضاً تعاكس هذه الصورة الوردية، إذ ما زالت حالات الإصابة بفيروس كورونا تزداد يوماً بعد يوم، وتخطت 190 ألف حالة يومياً وتجاوزت الوفيات ربع المليون، وما زال ملايين الأميركيين عاطلين من العمل، وهي حقائق قد تعرض الأسهم الأميركية إلى التراجع والتقلب في الأشهر القليلة المقبلة.
ويبدو أن الأموال التي كانت مخصصة لإغاثة المتضررين من أزمة كورونا ستُسحب، إذ قالت الخزانة، أمس، إن الوزير في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن سيحتاج "إلى موافقة الكونغرس" على إعادة استخدام 455 مليار دولار من الأموال.
وكان وزير الخزانة الحالي ستيف منوتشين قد قال، الأسبوع الماضي، إنه سينهي بعض برامج الإقراض الخاصة بكورونا القليلة الاستخدام في الاحتياطي الفيدرالي في 31 ديسمبر (كانون الأول). ووصف الفريق الانتقالي لبايدن هذه الخطوة بأنها "غير مسؤولة للغاية"، إذ إنها "تحد من قدرة" الإدارة الجديدة على "دعم الأسواق المالية" مع تفشي الوباء.
ويأتي ذلك في وقت ما زالت فيه خطة الدعم الجديدة التريليونية غير مقرة من الكونغرس، بسبب خلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين على تفاصيلها وحجهما، وهذا ما قد يؤخر إقرارها إلى ما بعد تسلم بايدن السلطة، وتزيد من أزمة العاطلين والمتعثرين بسبب تبعات وباء كورونا على الاقتصاد.