Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناصر الدوسري: أشعر دوما بأنني أبدأ من جديد

الدراما التلفزيونية لم تبعده عن المسرح وظهوره في الإعلانات لا يؤثر سلباً

الممثل الكويتي ناصر الدوسري في مسلسل "دفعة بيروت" الجديد (الخدمة الإعلامية للمسلسل)

على الرغم من أن رصيد الفنان  الكويتي ناصر الدوسري يضم عشرات الأعمال المسرحية والدرامية، لكن مسلسل "دفعة بيروت" شكل نقطة تحوّل في حياته الفنية والإنسانية، كما أوضح في تغريدة له عبر "توتير". وعن هذا الامر يقول: "صرت أكثر نضجاً في اختيار أعمالي، وأشعر بأنني أبدأ من جديد، وكأن هذا العمل هو أول مولود درامي أقدمه، كرؤية وتطور ونظرة وتجديد، ليس بالنسبة إليّ فحسب بل إلى نوعية الأعمال الدرامية. معظمنا شارك في أعمال راقية، لكن منذ فترة بعيدة لم نقم بأعمال ذات مستوى عالي حقيقي، سواء لناحية ضخامة الإنتاج أو القصة. هبة مشاري حمادة كتبت نصاً رمزياً سياسياً راقياً، ولم نشعر بأننا نريد أن نغيّر جملة واحدة فيه. أما حياتياً، فهو جعلني "أكبر عقلياً" وأكثر نضجاً وأعرف متى يجب أن أتكلم ومتى أسكت. معظم الناس تعلموا ونضجوا هذه السنة، وأنا مثلهم بسبب كورونا وانفجار مرفأ بيروت، كما عشت 10 أشهر خارج الكويت، وعرفت من يخاف علي ومن لا يهتم لأمري".

واعتبر الدوسري أن الناس انتظروا "دفعة بيروت"، بسبب تأخير نتج من تصويره بسبب كورونا وانفجار بيروت، لذا هو حقق نسبة مشاهدة عالية في الخليج، عند عرض أول حلقتين منه، وأضاف "كلنا تعبنا نفسياً وجسدياً خلال التصوير وابتعادنا عن أهلنا، لكننا صبرنا وتحملنا".

شروط ثابتة

عن إمكان  توفر فرصة فنية جديدة مماثلة لتجربة "دفعة بيروت"، قال: "هناك مسلسل جديد، وأنا أرحب بأي عمل بمستواه نفسه وليس أقل منه"، مضيفاً بأن شروطه كممثل لم تتغير، باستثناء أجره الذي صار أعلى.

وقارن الدوسري بين بيروت في فترة الستينيات التي يتناولها العمل وبين بيروت التي عايشها على أرض الواقع قائلاً: "أحببتها في زمنها الجميل، وأكثر عندما عشت فيها خلال التصوير، وصار لدي الكثير من الأهل والأصدقاء. الشعب اللبناني يحب الحياة، ولبنان هو أهم بلد عربي شاهدته عيني. أتمنى التوفيق له، وأنا على يقين بأن بيروت سوف تعود كما كانت بل أفضل".

وعما إن كان سيعتمد سياسة معينة تجاه عدد الأعمال التي يشارك فيها سنوياً بعد انتشار اسمه عربياً، لأن كثرة الظهور لا تصب في مصلحة الفنان، أجاب: "في بدايتي الفنية، كنت أريد أن أتشبّع تمثيلاً وأن أكسب الشهرة في الخليج، إلى أن تمكنت في مرحلة لاحقة من أثبات وجودي، ما خوّلني لفرض أجر مادي معين لم أكن أستطيع أن فرضه سابقاً. وبالنسبة إلى المرحلة المقبلة، من الطبيعي أن لا أرفض الأعمال الجيدة".

وأكد أنه لا يعرف ما إذا كانت أجور نجوم الخليج الذين انتشروا عربياً تفوق أجور نجوم الخليج المخضرمين، وأضاف: "أنا أتقاضى أجر ممثل حقيقي. وفي كل مكان يوجد ممثلون حقيقيون وآخرون ليسوا كذلك".

عن الانتقاد الذي طاوله لكثرة ظهوره في الإعلانات عبر السوشيال ميديا أوضح: "التمثيل والسوشيال ميديا مجالان مختلفان، وبإمكان الممثل أن ينوّع في المجالات التي يظهر عبرها، والمسألة تعود إلى رؤيته، سواء تقبلوا ظهوره عبر السوشيال ميديا أم لا، لكن من لا يتقبله لماذا يتابعه. لا يحق لأحد أن يضع عينه على أرزاق الآخرين". ولأن بعض الفنانين كثفوا ظهورهم في مواقع التواصل الاجتماعي على حساب فنهم قال: "البعض تخلوا عن التمثيل وركزوا على السوشيال ميديا وهذا أمر عادي، ولكن من يتجه إلى هذه المواقع ثم يعود إلى التمثيل، فلن يتأثر. هناك ممثلة تقدم إعلانات فيها، وعندما تطلّ في أي مسلسل تعطي حضوراً مميزاً، الأمر لا علاقة له بما إذا كان الفنان حقيقياً أم لا، لأنه يمكن أن يتمتع بموهبة أخرى، ويطل من خلالها بشخصية مختلفة".

أبناء مسرح

يعمل الفنان المسرحي في التلفزيون بهدف الانتشار، لكن عقله وقلبه مع المسرح، وهل ينطبق عليههذا الكلام، يوضح الدوسري: "العدد الأكبر من فناني الكويت هم أبناء مسرح، ونصفهم خريجو معهد عالٍ للفنون المسرحية. المسرح هو الذي يحدد ما إذا كان الفنان ممثلاً أم لا، وهل يستحق الانتقال الى التلفزيون. كل ممثل حقيقي في الدراما هو خريج مسرح، ولا شك في أنه يحبه كثيراً ويشتاق إليه. وأنا شخصياً لا أستطيع أن أفرق بينهما، لأن لكل مجالٍ متعة ونكهة".

وعن حقيقة ما يقال إن أساتذة الجامعات يقللون من قيمة التمثيل التلفزيوني، ولا ينصحون به، أوضح: "من يعمل في التلفزيون ويتجه الى المسرح، يقدم تمثيلاً تلفزيونياً لأنه لا يعرف أساسيات المسرح، وإذا حصل العكس، فإنه يجيد اللعب في كلا المجاليْن". وهل يوافق على أن الممثل المسرحي هو الأهم لأنه يحمل رسالة عكس الممثل التلفزيوني الذي همه المال والشهرة والبزنس، أجاب: "لا يمكن التعميم. الرسائل التي يتحدثون عنها في المسرح لا يمكن تقديمها في التلفزيون. صحيح أن سقف المسرح عندنا مفتوح أكثر ولكن على شكل "رمزيات". وأنا أتكلم عن النوعي الخاص بالمهرجانات، أما التجاري أو الجماهيري، فليس كذلك لأنه يخضع للرقابة التي يخضع لها التلفزيون".

عما إذا كان نجاحه التلفزيوني وشهرته، يشغلانه عن المسرح، قال: "أتواجد في التلفزيون والمسرح سنوياً، ولم أتوقف سوى هذه السنة بسبب كورونا. الشهرة لا تمنعني عن المسرح، وهذا حال كل الفنانين الحقيقيين".

وعن رأيه بالمسرح في الكويت في شكل عام، والكوميدي بشكل خاص، وما إذا كان بعض ما يقدم على خشبته كذلك أم تهريجاً، يجيب: "هو كوميديا موقف. كل فنان من الكبار له نكهة ومدرسة خاصة به، ولا يوجد تهريج في بلادنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الدوسري أشار إلى أنه لا توجد أدوار ترضيه أكثر من غيرها لأنه يفترض بالفنان أن يكون طماعاً: "لا شيء يرضيني نهائياً كدراما، لأنني أطمح إلى المزيد. لا أعرف ماذا أريد، ولكنه سوف يصلني قريباً، ربما يكون دوراً أو عملاً ضخماً أو فيلماً". وهل يقصد بأنه قبل بالأدوار التي قدمها لمجرد أنها متوفرة؟ يجيب "كنت أقتنع في وقتها لكن بعد الانتهاء منها يتغيّر الوضع. الفنان يعرف أن يتطور، عندما يراقب نفسه في أعماله القديمة، ويقول "كيف عملت هيك؟".

كواليس وخلافات

كيف يعيش الدوسري الصراع الفني بين الأجيال، وعدم رضا الجيل السابق عن الجيل الحالي؟ يجيب: "السوشيال ميديا مهمة وما كان قبلها مهماً أيضاً. التمثيل يقوم حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي التي أفسدت حتى العلاقات الفنية، بينما في السابق كان هناك تقدير واحترام، ولم يكن الناس يعرفون ما يحصل في كواليس الفنانين وأسرارهم وخلافاتهم. الفنان اليوم، متوفر بشكل دائم على السوشيال ميديا، بينما في السابق كان الجمهور يتمنى رؤيته". ورداً على ما يقال إنه يتم اختيار الممثلين في الدراما بناء على عدد المتابعين على السوشيال ميديا، أجاب: "هذا الأمر كان يحصل في الفترة الماضية، ولا يزال معتمداً عند بعض المنتجين العرب والخليجيين، بينما يتم اختياري بناء على شغلي وفني وتمثيلي. مواقع التواصل مهمة، ومن لديه الكثير من المتابعين، يسوّق لأعماله عبرها. في المقابل هناك فنانون غير مشهورين، لكنهم مطلوبون في التلفزيونات، وآخرون ذوو شهرة لكن أسماءهم لا تبيع لقناة أو تطبيق. السوشيال ميديا هي الوسيلة الأهم في هذا الزمن، وبعد 5 أو ست سنوات لن يعود هناك تلفزيون".

وأكد الدوسري أن الدراما المشتركة، منحت الممثل الخليجي شهرة كبيرة وفرصة لتحقيق انتشار أوسع، وعرّفت الجمهور العربي على موهبته، مثبتاً من خلالها ما إذا كان قادراً على منافسة كبار الفنانين أم لا، كما اعتبر أن الممثلين المصريين والسوريين هم الأكثر شهرة عربياً ويليهم اللبنانيين والخليجيين، والدراما السورية و الأخرى المصرية انتشرتا عربياً لأسباب عدة، وأوضح "السقف غير مفتوح في الدراما الكويتية، لذلك يسافر الفنان للعمل خارج بلده، والمشاركة في أعمال بسقوف مفتوحة إلى حد ما، على عكس ما يحصل في الدراما المصرية والسورية".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة