Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طهران تفتح باب التواصل مع واشنطن "رغم الجرائم" المرتكبة بحقها

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قلل من شأن التباينات المحلية في مقاربة التعامل مع الولايات المتحدة

لمّح بايدن إلى إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل إليه عام 2015 خلال عهد أوباما (رويترز)

اعتبرت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها سعيد خطيب زاده، الأحد، أن "الجرائم" التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحقها، ومنها اغتيال قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني اللواء قاسم سليماني، لا تحول دون تواصل بين البلدين مبني على "تفكير متمعّن".
وقال سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي، "من الطبيعي بين بلدين عضوين في الأمم المتحدة (كالولايات المتحدة وإيران) أن يكون حصل، ويحصل، تواصل قائم على تفكير متمعن في إطار معروف. لكن هذا لا يعني أن إيران تنسى لائحة الجرائم هذه. متطلباتنا من الولايات المتحدة غير قابلة للتغيير".


علاقة مقطوعة ومتوترة

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ نحو أربعة عقود بعد سقوط نظام الشاه.

ومنذ بداية عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب مطلع عام 2017، زاد التوتر بين البلدين، مع اعتماد الرئيس الأميركي سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، وانسحابه أحادياً من الاتفاق حول برنامجها النووي في عام 2018، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها.
وبلغ التوتر ذروته في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع اغتيال سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

فرصة بايدن

وفي الآونة الأخيرة، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية يشكل "فرصة" لواشنطن للتعويض عن "أخطائها السابقة".
وأبدى بايدن الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما إبان إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى العام 2015، رغبة في "تغيير المسار" معها، ملمحاً إلى إمكان عودة بلاده إلى الاتفاق، في حال عاودت طهران تطبيق التزاماتها بموجبه.
ورأى خطيب زاده أن "مستقبل العلاقات الإيرانية - الأميركية ليس بسيطاً، لأن الولايات المتحدة ارتكبت جرائم متكررة ضد الشعب الإيراني على مدى الـ 40 عاماً الماضية"، وعدّد من ضمنها "مساعدة" واشنطن للرئيس العراقي السابق صدام حسين في الحرب ضد إيران (1980-1988)، والعقوبات الأميركية التي فُرضت لأعوام طويلة، وآخرها في عهد ترمب. وأضاف، "هذه جرائم كبرى يجب أن تُضاف إليها جرائم أخرى" أبرزها مقتل سليماني، معتبراً أن "هذه لائحة لا تتقلص ولا تُنسى".
 

آراء متفاوتة

ولقيت مواقف روحاني بعد فوز بايدن، ومنها تشديده على عدم تفويت "أية فرصة" لرفع العقوبات، آراء متفاوتة في طهران، لا سيما من سياسيين محافظين يدعون إلى عدم تعليق آمال على "وهم" حدوث تغيير في التصرف الأميركي حيال إيران.
وكتبت صحيفة "كيهان" المحافظة في عددها الصادر السبت، أن الوقت بالنسبة إلى إيران هو "للهجوم لا القيام بتسوية".
ورأى خطيب زاده أن واشنطن تدرك "فشل سياستها" حيال طهران، وقلل من شأن التباينات السياسية المحلية الإيرانية في مقاربة التعامل مع الولايات المتحدة.
وأوضح، "في السياسة الخارجية نحن نتحدث بصوت واحد. السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في إيران ترتبط بالسلطة (السياسية)، وتتم صياغتها وإعلانها بناء على مصالح إيران ومبادئها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


نهج ترمب

في المقابل، تأمل إدارة ترمب في أن تسير الإدارة المقبلة على نهجها حيال ملف إيران، وأن تواصل حملة "الضغوط القصوى" عليها، بحسب ما أفاد مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الخارجية الأحد.
وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديثه للصحافيين في أبوظبي، "لا يخفى على أحد أن الإدارة التي يقودها ترمب تركز منذ سنوات عدة على حملة الضغوط القصوى هذه ضد إيران". ووصف الحملة بأنها حققت "نجاحاً هائلاً" أدى فعلياً إلى "حرمان النظام الإيراني من مليارات الدولارات" التي ذكر أنها كانت ستذهب إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران في المنطقة.
وتابع المسؤول المرافق لبومبيو، "آمل أن يتم استغلال هذا النفوذ الذي عملت الإدارة جاهدة لتحصيله بهدف حمل الإيرانيين على التصرف كدولة طبيعية".
ويتهم منتقدو سياسة ترمب الخارجية، الرئيس الجمهوري، برفع منسوب التوتر مع إيران في منطقة الخليج الغنية بالنفط إلى نقطة اللاعودة، مما يصعب على بايدن استئناف المسار الدبلوماسي مع طهران.
لكن المسؤول الأميركي قال إن "النظام في طهران أجبر الناس على تحمل مصاعب هائلة، وفضل توزيع المال على الميليشيات بدل استخدامها للغذاء"، على أمل أن يحصل تغيير في نوفمبر (تشرين الثاني)، أي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن.
وأضاف، "لقد ترقبوا ذلك، وعلينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث".
وكان المسؤول يتحدث بعدما زار بومبيو أبوظبي والدوحة وقبيل توجهه إلى السعودية.
وكان بومبيو زار في نحو 10 أيام، فرنسا وتركيا وجورجيا وإسرائيل والإمارات وقطر، قبل أن يختتمها مساء الأحد في السعودية بلقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأصرّ الوزير في كل محادثاته على التطرق إلى ضرورة مكافحة "نفوذ إيران". وأصدر بياناً في إسرائيل اعتبر فيه أن "حملة الضغوط القصوى ضد النظام الإيراني لا تزال فعالة بشكل كبير". وحذر من أنه "في الأسابيع والأشهر المقبلة سنفرض عقوبات جديدة على إيران".
وبحسب المسؤول الأميركي المرافق لبومبيو، فإن "هذه الإدارة موجودة حتى 20 يناير، وستواصل تنفيذ سياساتها حتى النهاية".
ولدى سؤاله عن احتمال تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران "منظمة إرهابية"، رفض المسؤول الأميركي التأكيد أو النفي، قائلاً إن واشنطن تأمل في أن "يتفاوض الحوثيون مع السعوديين ومبعوث الأمم المتحدة بنيّة طيبة".
وعاد إلى مسألة العقوبات على إيران، ولوح بإبقاء التهديد بعمل عسكري قيد البحث، مردداً ما قاله بومبيو في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قبل يومين في شأن إبقاء "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".

المزيد من الشرق الأوسط