بعد أيام على لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقبيل الانتخابات الاسرائيلية المقررة الثلاثاء 9 أبريل (نيسان)، طرح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مواقفه من القضية الفلسطينية، والتي تفضي جميعها الى منع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وشدد نتنياهو خلال مقابلة مع صحيفة "اسرائيل هيوم" على رفضه إخلاء أي مستوطن من الضفة الغربية وإبقاء السيطرة الإسرائيلية على الضفة وعدم تقسيم القدس، وألمح إلى قرب ضم معظم الضفة الغربية الى اسرائيل بالإضافة إلى حرصه على تكريس الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية لمنع إقامة دولة فلسطينية.
إسرائيل... مستفيدة
وقال نتنياهو إنه "يرفض عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الحكم في قطاع غزة"، مشيراً الى أن إسرائيل مستفيدة من وجود كيانين منفصلين في الضفة الغربية وقطاع غزة. أضاف نتنياهو قبل ثلاثة أيام من الانتخابات أن "العلاقة بين غزة والضفة قُطعت...هذان كيانان منفصلان.. وأعتقد أنه على المدى البعيد هذا ليس أمراً سيئاً بالنسبة لدولة إسرائيل".
هذه هي مشكلتنا
وتابع نتنياهو "ان الرئيس عباس سبب الانفصال بين غزة والضفة الغربية" وأنه "قلّص تحويل المال الى غزة"، وقال "أعتقد أنه بذلك سيشعل غزة وأننا سنحتل غزة بثمن دموي، وأنه بالدم الإسرائيلي سيحصل على غزة على طبق من فضة مشيراً الى أن "المال الذي قطعه (عباس) جرى تعويضه بواسطة القطريين". وأوضح رئيس الوزراء الاسرائيلي أن حركة حماس "ملجومة وتريد فترة هدوء، كي تصمد أمام الضغوط الهائلة في غزة... الضائقة الاقتصادية هي مشكلة حماس. لكن الضائقة الإنسانية هي مشكلتنا".
صفقة القرن
وفي ما يخص خطة السلام الأميركية المعروفة "بصفقة القرن" والتي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية، قال نتنياهو إنه وضع ثلاثة شروط للموافقة عليها وهي "عدم اقتلاع المستوطنين من الضفة الغربية وإبقاء السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية ورفض تقسيم القدس".
إسرائيل تكرس لانفصال غزة
وفي ردها على ذلك، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن "استغرابها واستنكارها الشديدين" ورفضها الكامل لتصريحات نتنياهو مضيفةً أنها "تعبر عن الاستراتيجية الإسرائيلية الساعية لإدامة الانقسام والتمهيد لإقامة دويلة غزة بدعم أميركي". وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه من السياسة الإسرائيلية وقال إن "حركة حماس تتماهى معها بهدف إبقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية". وحمّل أبو ردينه الإدارة الأميركية كامل المسؤولية عن التوتر القائم في فلسطين والمنطقة من خلال دعمها لسياسة نتنياهو مضيفاً أن "صفقة القرن" تهدد وحدة الأراضي الفلسطينية.
سلام... ودولة مستقلة
وأشاد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بمواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الداعية الى إقامة السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، مؤكداً ألا سلام واستقرار "من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل التراب الفلسطيني، وان القدس ليست للبيع او الشراء". وحذّر أبو ردينه "أية جهة داخلية أو إقليمية أو دولية من أن تتماهى مع هذه السياسة الاستعمارية التي يرفضها الشعب الفلسطيني والأمة العربية".
دعوة فتح لإنهاء الانقسام
بدورها دعت حركة فتح حركة حماس الى "أخذ قرار وطني بإنهاء الانقسام كرد مباشر على تصريحات نتنياهو الواضحة وسحب العصا الغليظة من يد نتنياهو الذي يستخدمها لمنع قيام دولة فلسطينية". وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي "تصريحات نتنياهو تؤكد رعايته الذهبية والماسية للانقسام، وأن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الإستراتيجية لمنع قيام دولة فلسطينية، تكمن في تنفيذ الانقلاب ورعاية الانقسام وتعميقه، ومد الأوكسجين له مباشرة، من خلال من يشاركون الاحتلال تلك المصلحة أو من يأتمرون بأوامر أميركا وإسرائيل ويتقاطعون معه في تنفيذ صفقة العار". وطالب القواسمي، حركة حماس بمراجعة شاملة وحقيقية "حول الفائدة الوطنية أو حتى الحزبية التي جنتها من تكريس الانقسام، وتقسيم الوطن وضرب النسيج الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني".
غارقة... في صفقة القرن
من جانبه، قال ماجد الفيتياني أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح إن "الانقسام الفلسطيني مصلحة استراتيجية لإسرائيل مضيفاً أن الأخيرة تسعى لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة منذ انسحابها من القطاع في العام 2005". واتهم الفتياني حركة حماس بالتماشي مع التوجه الاسرائيلي في نفيها للهوية الوطنية ومساعيها لتأسيس كيان منفصل في قطاع غزة، مضيفاً "أنه ليس للحركة أي علاقة بالجسم الوطني الفلسطيني وهي غارقة في صفقة القرن".
رفض حماس فصل غزة عن الضفة الغربية
من جانبه نفى اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، سعي حركته الى أي تسوية سياسية تقودها الإدارة الأميركية لفصل الضفة عن قطاع غزة، مضيفاً أن حركة حماس حريصة على بقاء التواصل الجغرافي بين شطري الوطن. وقال هنية خلال لقائه بكتّاب صحافيين في غزة "حركة حماس تقدمت بمقترح تفعيل الممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة ليكون جزءاً من تفاهمات التهدئة التي تسعى مصر للتوصل اليها بين حركة حماس وإسرائيل". وقال هنية إن "المقترح ما زال في إطار البحث والمشاورات من قبل الطرف الإسرائيلي، ونحن في انتظار الرد النهائي على مطالبنا التي سيبلغنا بها الوسيط المصري خلال المرحلة المقبلة". وأوضح الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن "الحركة لديها محددات تنطلق منها، لا تشمل فصل الضفة عن غزة، وبالتالي فإنه يأتي هذا المقترح في إطار تعزيز الربط والتواصل الجغرافي بين شطري الوطن".