Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش التونسي يطرق باب مجال التصنيع العسكري

نجح في صناعة ثلاث قطع بحرية وعربة مدرعة

سعيد يعاين عربة عسكرية صنعتها القوات التونسية (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

تحظى المؤسسة العسكرية في تونس بثقة أغلب مواطنيها، لما تتميز به من انضباط وتنظيم وحياد عن الشأن العام. كما تعمل هذه المؤسسة بصمت على تعزيز قدراتها الذاتية، في ظل وضع اقتصادي ومالي صعب تمر به تونس، وسط تحديات أمنية وعسكرية داخلية وخارجية.

مدرعة عسكرية تونسية
وفي سياق تعزيز قدراتها، أكد وزير الدفاع الوطني التونسي إبراهيم البرتاجي، خلال جلسة استماع يوم الخميس 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أمام لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح في مجلس النواب، أن "القوات العسكرية التونسية، نجحت في صناعة عربة عسكرية، تخطت مختلف التجارب"، وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد زارها منذ بضعة أشهر.

تصنيع ثلاث قطع بحرية
وقال البرتاجي إن "القوات التونسية، دخلت أيضاً مجال التصنيع البحري وصنعت ثلاث قطع بحرية، وأصبح بالإمكان تجهيزها بالأسلحة ووسائل الاستطلاع والاستعلام، وذلك في إطار شراكة بين وزارة الدفاع والقطاع الخاص"، مضيفاً أن "وزارة الدفاع تنوي المضي قدماً في هذا المجال بتصنيع وحدات بحرية أخرى".

ويهدف انخراط المؤسسة العسكرية في مجال التصنيع العسكري، إلى الضغط على الكلفة، حيث تشير الإحصاءات إلى توفير مبالغ مالية كبيرة، وخلق فرص عمل للشباب ومن بينهم أصحاب الشهادات العليا في اختصاصات عدة، وتثمين التكوين العسكري، الذي يتلقاه الضباط في الداخل والخارج، واكتساب الخبرة في مجال التصنيع العسكري في مختلف وحدات الجيش.

طائرة من دون طيار ورجل آلي مسلح
وخلال ملتقى حول دعم البحث العلمي نُظم في مايو (أيار) 2015، عُرضت معدات صنعتها كفاءات تونسية، من بينها طائرة من دون طيار بطول ثلاثة أمتار، ووزن يبلغ 45 كيلوغراماً، قادرة على بلوغ ارتفاع يصل إلى 2500 متر. وتصل مدة تحليقها إلى ثلاث ساعات، جُربت في عام 2013.

كما عُرضت عينات أخرى من أجهزة تشغيل وتحطيم الألغام، ورجل آلي مسلح مختص في القتال والتمشيط والاستطلاع وكشف الألغام، بالإضافة إلى منظومة لمتابعة التشكيلات العسكرية على الميدان في المهمات العملياتية، ورادار لكشف التحركات وأجهزة لاسلكية، وهي مشاريع رائدة من شأنها أن تعزز قدرات الجيش التونسي على مجابهة مختلف التحديات الداخلية والإقليمية.


منذ 15 سنة
وشدد العميد السابق في الجيش التونسي مختار بن نصر على أن "تجربة التصنيع العسكري بدأتها وزارة الدفاع الوطني، خلال الـ15 سنة الأخيرة، لرفع جاهزية الوحدات العسكرية، وذلك من خلال تعهد وتصنيع بعض المعدات من قبل الإدارة العامة للمعدات الدارجة والوقود، وهي إدارة متميزة تضم ورشات عمل ومراكز كبرى للتكوين المهني العسكري مختصة في الميكانيك، ما ساعد على تطوير معدات العمل من خلال صيانة ومراجعة السيارات العسكرية الموجودة والمتقادمة بخاصة المدرعات، وعمل الجيش التونسي على الحفاظ على أنواع عدة منها، نظراً إلى صلابتها، وعدم توفر قطع الغيار في الخارج، فأُدخلت تعديلات عليها من خلال تغيير المحركات ومعدلات السرعة وأماكن وضع السلاح من أجل إعادة استغلالها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


قطاع واعد
وأشار بن نصر إلى أن "إدارة المعدات دخلت في سلسلة من إعادة تصنيع العربة العسكرية الألمانية المعروفة من نوع ماجوريس، التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وهي عربة ضخمة وقوية، فرأت وزارة الدفاع الوطني أنه من الأفضل إعادة استغلال هذه العربات من خلال تجديدها بالكامل عوض شراء معدات جديدة تثقل كاهل الميزانية". وأضاف أن "تونس اليوم تملك خبرات مهمة وبإمكانها صناعة عدد كبير من السيارات والعربات والمدرعات العسكرية نظراً إلى الكفاءات في المؤسسة العسكرية، وهو ما أثمر أيضاً تصنيع بعض البوارج البحرية بالشراكة مع القطاع المدني، دخلت ثلاث منها حيز النشاط الميداني، وتعمل في أعالي البحار".

وأكد بن نصر على أهمية البحث العلمي العسكري مشيداً بالدراسات التي يعدها خريجو الأكاديميات العسكرية التونسية، سواء في مجال الإلكترونيات والاتصالات والرادارات والتعامل مع المتفجرات، داعياً إلى "تثمين هذه الكفاءات تعزيزاً لقدرات الجيش الوطني. وعلاوةً على ما تتطلبه الصناعة العسكرية من إمكانات مادية هائلة، لا بد أيضاً من وضع إطار تشريعي ومؤسساتي متكامل، وتعديل القانون المتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والقوانين المنظمة للصفقات العامة من أجل تعزيز هذا القطاع".

الرئيس عاين المدرعة
وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 64 لتأسيس الجيش التونس، زار الرئيس سعيد في يونيو (حزيران) الماضي، مقر القاعدة العسكرية في العوينة، واطلع على عربة مصفحة مدرعة مضادة للألغام صُنعت من قبل "الإدارة العامة للمعدات الدارجة والوقود"، كما اطلع على نماذج لقطع غيار مدمجة ومعدات صُنعت في ورشات تابعة لوزارة الدفاع الوطني. وعبر رئيس الدولة عن الافتخار بقدرات المهندسين العسكريين التونسيين وبكفاءاتهم.

المزيد من العالم العربي