Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يتبنى سلسلة انفجارات هزت كابول

وقعت في أجزاء مكتظة بالسكان من العاصمة الأفغانية قرب "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين

هزّت سلسلة انفجارات قوية وسط كابول، تتابَعَ بعضها بسرعة في إطلاق صواريخ أصابت مناطق سكنية في ساعة الذروة الصباحية اليوم السبت، ممّا أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرة آخرين، في هجوم تبناه تنظيم "داعش".
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات في بيان على قنواته عبر منصة "تيلغرام". وأكّد البيان استهداف المنطقة الخضراء "في مدينة كابول والتي تضمّ مبنى الرئاسة الأفغاني وسفارات الدول الصليبية ومقرّات للقوات الأفغانية"، بـ 28 صاروخ كاتيوشا.
ووقعت الانفجارات في أجزاء مكتظة بالسكان في العاصمة الأفغانية، بما فيها قرب المنطقة الخضراء في وسط كابول وفي أحد أحيائها الشمالية. وسُمعت صفارات الإنذار في سفارات ومقار شركات في المنطقة الخضراء ومحيطها، وهي حي كبير شديد التحصين يضم مقار عشرات الشركات العالمية والعاملين فيها.
وأكّد الناطق باسم شرطة كابول، فردوس فارامرز، أن الانفجارات نجمت عن "صواريخ".
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان، "أطلق الإرهابيون 23 صاروخاً على مدينة كابول". وأضاف، "استناداً إلى المعلومات الأولية، قُتل ثمانية أشخاص وأصيب 31 آخرون" بجروح، موضحاً أن "صواريخ سقطت على مناطق سكنية".
ونفت حركة طالبان أي دور لها في الهجوم، الذي جاء قبل يومين من مؤتمر رئيسي لمانحي أفغانستان يعقد في جنيف. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، "نحن لا نطلق النار بشكل أعمى على الأماكن العامة".
وظهرت في صور تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يتم التحقق من صحتها، فجوات أحدثتها على ما يبدو صواريخ أصابت مبنيَين منفصلين على الأقل.
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية الأفغانية إنه تم الإبلاغ عن انفجارين "لقنبلتين لاصقتين" في وقت مبكر من صباح السبت، وقع أحدهما في سيارة للشرطة، ما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين.
وتشهد أفغانستان في الأشهر الأخيرة موجة عنف مستمرة أسفرت عن سقوط ضحايا في كل أنحاء أفغانستان، على الرغم من تعهد "طالبان" عدم مهاجمة المدن بموجب اتفاق الانسحاب الأميركي. لكن حكومة كابول حمّلت المتمردين أو وكلاءهم مسؤولية هجمات حدثت في كابول. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان هذا الأسبوع، إن "طالبان شنت في الأشهر الستة الماضية 53 هجوماً انتحارياً و1250 تفجيراً خلفت 1210 قتلى من المدنيين و2500 جريح.

بومبيو والمفاوضات الأفغانية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وتأتي هذه الانفجارات قبل اجتماعٍ بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومفاوضين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية في قطر، وسط مؤشرات على إحراز تقدم طفيف في محادثاتهما.
وأفادت الخارجية الأميركية في وقت متأخر الجمعة (20 نوفمبر) بأن بومبيو سيعقد هذه الاجتماعات بشكل منفصل في الدوحة حيث تجري الحكومة الأفغانية وطالبان مفاوضات سلام منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأوضحت وزارة الخارجية أن بومبيو سيلتقي أيضاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونظيره القطري خلال زيارته الدوحة، حيث المقر الدبلوماسي لـ "طالبان" في مفاوضاتها مع الحكومة الأفغانية، وقبل ذلك مع الولايات المتحدة.
ويقوم وزير الخارجية الأميركي حالياً بجولة تشمل سبع دول في أوروبا والشرق الأوسط، بينما يسعى الرئيس دونالد ترمب إلى تسريع تنفيذ أولوياته قبل انتهاء ولايته.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء، سحب نحو ألفي جندي أميركي إضافي من أفغانستان بحلول 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، أي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وسرّعت بذلك البرنامج الزمني الذي وضِع بموجب الاتفاق الموقع في فبراير (شباط) الماضي، بين واشنطن و"طالبان" وينص على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف عام 2021. وبذلك سيصبح عديد القوات الأميركية في هذا البلد 2500 عسكري.

توافق نادر

ووعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بوضع حد "لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها" في الخارج، بما في ذلك التدخل في أفغانستان وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
ويرغب الرئيس المنتخب جو بايدن أيضاً في إنهاء الحرب في أفغانستان، في قضية نادرة يبدو متفقاً مع ترمب بشأنها.
وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ عام 2001، الذي كلّف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار.
وتجري "طالبان" محادثات مع الحكومة الأفغانية للمرة الأولى منذ 12 سبتمبر الماضي، في الدوحة. لكن هذه المحادثات تواجه صعوبات كبيرة بسبب الخلافات.
ولم تظهر مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات. لكن مصادر عدة قالت لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة إن الجانبين تمكنا على ما يبدو من تسوية إحدى نقاط الخلاف الأساسية، تتعلق بقواعد المفاوضات.

المزيد من دوليات